الحركة الفنية إن دلت على شيء، فإنما تدل على رقي وحضارة المجتمع، وهي عبارة عن نهج فنّي، يشير إلى التناغم بين الفنون والفلسفة والنمط المشترك.
رغم وجودنا في القرن الواحد والعشرين، الذي يشهد نقلة نوعية حضارية على أعلى المستويات في مرافق ومجالات الحياة على اختلافها، إلّا أنّ الحركة الفنية في بلدتي شفاعمرو، تدعو إلى القلق والاستياء، تستغيث وتعاني من تدنٍّ، تدهور، وركود. هذا لا يعني أنّ الوضع في المجتمع العربي بأكمله على حالة أفضل، فمنذ تأسيس المسرح فيها كان ضعيفًا وإنّ حقيقة تقيده وخضوعه لدوائر ومؤسّسات وجهات معينة أثّرت عليه سلبيًا بصورة مباشرة وغير مباشرة، ناهيك بقلّة الوعي وانعدام ثقافة الدعم والتشجيع.
ومن أجل الشّفافية والمهنية، أسمح لنفسي القول، إن لمسرح الأفق بإدارة الفنان الكبير عفيف شليوط، دورًا كبيرًا في إحياء ودعم الحركة المسرحية، لما له من طاقات، قدرات، مهارات وتجربة غنية لا تعرف الحدود الذي يدهشنا بوقفته وأدائه المميز على خشبة المسرح بأدواره الدرامية التي تجعلك تغوص عميقا في أعماق الذات والمتاهات.
جاءت هذه المقدمة، تزامنا مع عرض المسرحية الكوميدية السّاخرة سيدي الرئيس التجريبية، التي عرضت في قاعة مسرح الأفق في "بناية الهستدروت"، بحضور مميّز تقدمهم القائم بأعمال رئيس البلدية المنتخب عامر أرملي، ونائب الرئيس داهود حسون أيضا المنتخب، رئيس الهستدروت لواء الجليل سعيد شلح، نهد بشير مدير إدارة الثقافة العربية في وزارة الثقافة والرياضة، وقد نالت المسرحيّة إعجاب الحضور.
المسرحية من تأليف الكاتب والفنّان القدير عفيف شليوط، وإخراج المخرج المسرحي منير بكري.
الفنان الشفاعمري، عضو إدارة مؤسسة الأفق للثقافة والفنون محمود صبح تطرق في كلمته الافتتاحية لعرض مسرحية "سيدي الرئيس" إلى حضارة ودور المسرح عبر التاريخ.
أما رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأفق الناشط الاجتماعي، ابن مدينة عروس البحر، كايد عبود فقال:
"يسرنا ويسعدنا في مؤسّسة الأفق للثقافة والفنون، أن نستضيف حضراتكم في هذه الأمسية السّعيدة، التي سنعرض فيها أمامكم مسرحية "سيدي الرئيس"، وتطرق إلى فعاليات ونشاطات المؤسسة المشرفة الهادفة لنشر الثقافة والتوعية عن طريق الفن المسرحي.
سيّدي الرئيس
مسرحية سيدي الرئيس والحركة الفنية والثقافية، بحاجة إلى رئيس ذي رؤية حضارية ...
من على هذا المنبر، أوجه ندائي إلى رئيس وإدارة بلدية شفاعمرو المنتخبة وإلى جميع المؤسّسات السياسية والاجتماعيّة والجمعيات على اختلافها أن تقدم الدّعم المادي والمعنوي للحركة الفنية والثقافية في شفاعمرو، التي تعاني أشد المعاناة من أجل استمرارية هذا المجال الحيوي الذي منه تنطلق طاقات الإنجاز والتميز التي في نهاية المطاف تصب في مصلحة، تطور، وخدمة المجتمع وإبراز الوجه المشرق والمشرف.
كلنا أمل أن يلاقي هذا التوجه آذانا صاغية.
[email protected]
أضف تعليق