"التعليم بمتعة"، هذا ما وصفت به مديرة مدرسة الواصفية في الناصرة، المربية رانية سابا سر التألق الذي تتمتع فيه المدرسة بالسنوات الأخيرة، والذي ينعكس بالتحصيل أولًا، وأيضًا بمشاركات في برامج متعددة في مختلف أنحاء البلاد.
المدرسة التابعة لمطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، يتعلم فيها نحو 700 طالب وطالبة من الناصرة والبلدات المجاورة، تسعى في السنوات الأخيرة إلى تغيير كل مفهوم التعليم العادي عبر طرق ووسائل تعليمية حديثة ومبتكرة تهدف إلى تطوير الحياة الاجتماعية للطلاب وقيم مثل التسامح، وسط تشديد على الجانب الثقافي. وقد حصلت بالسنوات الأخيرة على وسام المدرسة التي تدعم الصحة، وشاركت مؤخرًا في مؤتمر عالمي لحماية البيئة في المدرسة الأمريكية في إيفن يهودا.
"في النهاية نحن مدرسة ابتدائية، ولأننا كذلك نرى بأن الطالب يجب أن يأتي إلى المدرسة وهو في قمة سعادته بأنه قادم للتعلم والاستمتاع، لذلك نسعى إلى تقديم أعلى مستوى تعليم، مع قمة المتعة" تقول المربية سابا، وتضيف: "على سبيل المثال، نعمل وفق منهاج وزارة المعارف، وفق ما توصي به، لكننا نزيد عدد الحصص في المواضيع الأساسية، فنطور من الطلاب بشكل أكبر من المعتاد والمطلوب، ونؤمن بأن الاستثمار في الطالب هو الطريقة الأمثل لنجاح المدرسة، مثلًا فعالية مثل يوم العلوم، لا ننظمها في المدرسة، بل في معهد التخنوداع في الخضيرة، فيعيش الطلاب أجواء يوم العلوم كما يجب ويشاركون في ورشات مختلفة. مثال آخر، اليوم الرياضي، نقيمه في منطقة ملاعب احترافية خارج المدرسة، بأجواء رياضية بحت. أدخلنا برنامج يدعى "ستيم" STEM وهو مخصص لطلاب الثانويات، إذ يحضرهم للتعليم الاكاديمي، قمنا بتعديله ليناسب طلاب الابتدائية".
وتابعت حول طريقة التعليم "لم نكتف بأن يكون الصف هو الحيّز التعليمي والثقافي الوحيد، فعند التجول بالمدرسة بالإمكان رؤية الزوايا المختلفة في الممرات والتي تفتح في عقول الطلاب آفاقًا كبيرة وتساهم في تطورهم وفي انتمائهم للمدرسة، مثل زاوية المطالعة، زاوية الابداع والرسم، زاوية مجسمات الليجو، زاوية رسم المدلا وزاوية الزراعة، والأمثلة عديدة، نجعل من الطالب يشعر بأنه داخل بيئة تعليمية وممتعة في ذات الوقت"
وتبني المدرسة علاقة خاصة مع أولياء أمور الطلاب، فبالإضافة إلى التواصل المستمر، تحرص المدرسة على أن يكون الأهالي شركاء حقيقيين في المسيرة التربوية، ففي كل يوم تنظم ورشات عمل للطلاب من قبل الأهل، كلّ وفق مجال عمله، تضيف المربية رانية سابا "مشاركة الاهل تأتي بجانب تعزيز علاقة المدرسة مع الطاقم التدريسي ومع الأهل، إذ يتم تخصيص المعلمين بأيام تحضير خاصة، غالبًا تكون خارج المدرسة لتعزيز الأجواء الإيجابية بين أفراد الطاقم، والهدف كله من هذا التناغم بين الإدارة والطاقم والأهل هو أن يشعر الطالب بأنه جزء مهم من هذه المؤسسة وأن يأتي إلى المدرسة متحمسًا للتعليم والاستمتاع مع الكثير من الانتماء".
[email protected]
أضف تعليق