حول مجريات المداولات في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، تحدث موقع بكرا مع د. هالة خوري - بشارات: محاضرة وباحثة في القانون، متخصصة بالقانون الدولي العام والجنائي، وهي عميدة كلية الحقوق في حرم حيفا الجامعي التابع للكلية

وقالت خلال حديثها: "الطاقم القانوني الذي يناقش الشكوى التي تقدمت بها جنوب افريقيا، والذي اتهمت من خلاله اسرائيل بارتكاب جرائم ابادة جماعية، هو في أعلى درجات المهنية، وهم على اطلاع واسع حول الموضوع، والمضامين التي عُرضت مهمة للمحكمة، ويجب أن نفهم أن أهم شيء في الموضوع هو تفعيل محكمة العدل الدولية، لإصدار تدابير مؤقتة، والهدف من كل الإجراء في الوقت الحالي، هو ليس إثبات ان اسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، بل يكفي لتفعيل صلاحية المحكمة في إصدار التدابير المؤقتة، هو وجود أدلة على ارض الواقع، تُظهر أنهم ذاهبون باتجاه إبادة جماعية".

وأضافت: "بالنسبة لمسألة الإبادة الجماعية هناك شرطين، أولًا أن احد الأعمال التي تدخل في تعريف الإبادة الجماعية بموجب الإتفاقية، ضد الإبادة الجماعية عام 1948، ويمكن أن تتضمن أعمال قتل أفراد من المجموعة، ويجب أن نفهم أن قضية وجريمة الإبادة الجماعية، هي جريمة دولية من أفظع الجرائم الدولية، ولكن المشكلة في هذه الجريمة، انه قانونيًا من الصعب جدًا، إثباتها في محكمة، ولكي نثبت أن هناك إبادة جماعية، يتوجب على الطرف الذي يدّعي الإبادة، أن يثبت أن الأعمال التي تُرتكب تدخل الى تعريف ما هي إبادة بموجب الإتفاقية، وثانيًا ان هناك قصد ونيّة بشكلٍ واضح لا يُؤول لأي تفسيرٍ آخر ان هناك إبادة".

وتابعت: "الإبادة تعني أن طرفًا يريد لمجموعة اثنية عرقية وطنية أن تُباد، أي تختفي عن الوجود، وهذا هو الهدف النهائي، عندما يريد طرف ارتكاب جريمة إبادة، بمعنى أن الهدف هو أن هذه المجموعة لن تبقى في المستقبل، أي إبادة المجموعة كمجموعة، ولكن لكي نقدم لائحة اتهام ضد انسان متهم بجريمة إبادة، ليست هناك حاجة لأن تحصل الإبادة، انما يكفي ان تكون هناك امو تحدث على أرض الواقع في هذا الإتجاه، وهناك ايضًا التحريض على جريمة الإبادة".

كارثة انسانية 

وأوضحت: "الأدلة التي قدمتها جنوب افريقيا يوم امس، كانت وفق اتجاه مبني على افعال تحصل على أرض الواقع، الكوارث الموجودة في غزة تتحدث عن نفسها، 23 الف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، المجاعة في غزة، الوضع الصحي المتدني، انعدام المياه النظيفة، تفشي الأمراض المعدية، غالبية السكان موجودين في منطقة الجنوب، ابعاد قسري للسكان عن منازلهم".

ولفتت كذلك خلال حديثها ان: "الواقع يتحدث عن كارثة، وعن اتجاه نحو إبادة شعب، وهذا هو الذي قدمته جنوب افريقيا يوم امس، واقتبست كل ما خرج عن الأمم المتحدة، الذي يثبت أن هناك كارثة انسانية على ارض الواقع. جنوب افريقيا اثبتت ان نية القادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية، ان غالبيتهم دعوا الى محو غزة، وأنه لا يوجد شخص بريء في غزة، ولا يوجد مدنيين في غزة، وأن جميعهم سواء، أي أن هذا الحديث بمعنى الدعوة الى محو غزة، الى نكبة ثانية للشعب الفلسطيني، كل هذه الأمور بالنسبة لجنوب افريقيا ادعته، بأن هذا النداء تجذر ووصل الى الجنود الإسرائيليين، ولذا عرضوا الفيديو الذي يُظهر الجنود الإسرائيليون وهم يرقصون، ويدعون بالحرب على "عمالك" – وهم عدو للشعب الإسرائيلي- الذين أبادوا نساءهم ورجالهم وأطفالهم والبهائم التابعين للعمالك". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]