الدراسة في بعض الأحيان تعتبر محطة صعبة تتطلب الكثير من التضحيات، وأحيانا تتحول إلى محطة للمعاناة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتخصصات صعبة للغاية، أو عندما يكون الطالب في الجامعة ملزماً بالصبر على مدخول مادي محدود أو حتى شبه منعدم.
دراسة جديدة تقول إن طلبة الجامعات هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من أقرانهم الذين يتجهون للعمل، والسبب الرئيسي هي المصاعب المادية التي تواجه الطلبة، وهي الدراسة التي تناقض أبحاثاً سابقة كانت تتحدث عن عدم وجود فوارق سيكولوجية بين الطلبة وبين أقرانهم.
وحسب ما نقلته صحيفة الغارديان عن صاحبة الدراسة، الدكتورة تايلا مكلود، وهي باحثة في قسم الطب النفسي في كلية لندن الجامعية، فإن تزايد الضغوط المالية إلى جانب القلق بسبب ضرورة الحصول على نتائج قوية، يمكن أن يشكل رابطاً بين تراجع الصحة النفسية وبين الدراسة.
واضطر الطلاب في الكثير من أنحاء العالم إلى أداء مبالغ إضافية لتأجير غرف وشقق، بسبب التضخم وارتفاع نفقات الطاقة، فضلاً عن ارتفاع نفقات المعيشة، ومن ذلك أسعار المواد الغذائية وأسعار خدمات المطاعم والمقاهي والنقل وغيرها.
وذكرت الورقة البحثية أنه إذا ما تمت معالجة أسباب الاكتئاب لدى الطلاب، فإنه من الممكن أن تتراجع معدلات الاكتئاب والقلق لدى الشباب ما بين 18 و19 عاما.
تأثير الموضوع
وتشير الدكتورة غيما ليويس، وهي أستاذة مساعدة في الكلية ذاتها، إن تراجع الصحة النفسية للطلاب يمكن أن تخلق تداعيات على المدى الطويل في حياتهم. وتقول: "السنوات الأولى من التعليم العالي هي أساسية في التطوّر الذاتي. لذلك إذا تم تحسين الصحة النفسية للطلاب، فيمكننا توقع نتائج إيجابية على المدى الطويل في صحتهم ورفاهيتهم وعطائهم الدراسي ونجاحهم".
وتطابقت نتائج الدراسة مع بحث آخر أجرته كلية كينجز لندن، أكدت أن مشاكل الصحة النفسية المبلغ عنها بين الطلاب تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت من 6% إلى 16%، وكانت منتشرة بشكل خاص بين الإناث وغير ثنائيي الجنس، ومن أسباب ذلك غلاء المعيشة.
ومن آثار هذه المشاكل، ارتفاع نسب الطلاب الذين يفكرون في ترك الجامعة لأسباب مادية صرفة، بينما اتجه آخرون لمزيد من العمل أثناء أوقات الدراسة، ما كان له أثر سلبي كذلك على الصحة النفسية.
[email protected]
أضف تعليق