عاد الأولاد والبنات إلى المقاعد الدراسية، والتقوا بأصدقائهم وصديقاتهم وبدؤوا عامًا دراسيًا جديدًا. إن السعادة والفرح التي نحن معتادون عليها قبل افتتاح السنة الدراسية ستتبدد بسبب موجات العنف والتمييز المتزايد ضد المجتمع العربي.

كمعلم ومربي لسنوات عديدة، لا أتذكر مثل هذه الأيام الصعبة لأبناء مجتمعي. إن وباء العنف والجريمة يحصد أرواح المزيد ويأخذ اكثر واكثر من الضحايا جسديًا ونفسيًا. يبدو أنه ليس هناك أي بيت لا يعرف أو لم يسمع او حتى هو نفسه لم يكن ضحية لهذه الأفة القاسية.

لكن على عكس وباء الكورونا، فإن لوباء العنف هناك مسؤولين. بادئ ذي بدء - إهمال الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للمجتمع العربي ولأجيال، وبالطبع حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تحطم كل الأرقام القياسية الممكنة.

جهاز التعليم العربي يغرق منذ سنوات في بحر من التمييز والحرمان
جهاز التعليم العربي يغرق منذ سنوات في بحر من التمييز والحرمان – نقص في آلاف الغرف الدراسية، غرف دراسية مزدحمة للغاية، نقص المباني عامةً، نقص في المهنيين والخبراء مثل الأخصائيين النفسين والمستشارين التربويين الذين لهم دور أساسي وهام في تحديد وعلاج الشباب في ضائقة، اضافة الى النقص أطر التعليم اللا منهجي، وغيرها من النواقص والاحتياجات.

بطبيعة الحال، فإننا كمجتمع نتحمل أيضًا مسؤولية كبيرة تجاه الحالة الصعبة للغاية التي نتواجد بها. إذا كان شجار بين طفلين أثناء فرصة المدرسة قد يؤدي إلى صراع دموي – فيتوجب علينا ليس فقط ان نعبر عن صدمتنا، بل ان نفعل كل ما بوسعنا لنفهم اين اخطأنا.
كوالد كما كثيرين آخرين، فإنني أشعر بالقلق الشديد على أطفالي، فربما يتحول أي لقاء عشوائي أو سجال الى مواجهة وإلى عنف شديد. نحن جميعًا أسرى هذا الوباء، حيث أننا جميعًا نواجه الخوف والقلق بشكل مستمر.

فترة وأيام الانتخابات المحلية تزيد دون شك من تعقيد الأمور، خاصة وانه في الكثير من البلدات العربية التقسيم العشائري يزيد من الانقسام ويساهم في تفاقم الصراعات ويمس بالتماسك الاجتماعي.

الكثير من المعلمين لا يملكون المؤهلات او الأدوات للتعامل مع موضوع العنف

كما في كل عام، نسمع وعودًا بأن الأطفال سيتحدثون عن العنف وأن المدارس ستقوم بتخصيص أول يوم دراسي لغرس القيم. لكن للأسف، كمربي، فإنني اعلم ان الكثير من المعلمين لا يملكون المؤهلات او الأدوات للتعامل مع موضوع العنف او الأمن الشخصي ومحاربة الجريمة بشكل اساسي ومعمق ووفقًا لما هو مطلوب.

أذكر جيدًا تلك ألسنة ألدراسية ألتي كنا نقوم بتخصيص يومها الأول للحديث عن مكافحة العنف، كنت مضطرًا أن أفصل بين متخاصمين في شجار كبير في المدرسة.

ان واقعنا للأسف الشديد لن يتغير بلحظة، فالجهود تحتاج إلى تعاون ومبادرات فاعلة أولا وقبل كل شيء مبادرة من قبل الحكومة. إن الشاب او الشابة العرب اللذين يعرفون انهم يعيشون في واقع من التمييز والحرمان، والذين يرون بأعينهم تبدو المدرسة في البلدة اليهودية القريبة من مكان سكنهم، لن ترغبوا في أن يكونوا مواطنين مساهمين في بناء المجتمع ألإسرائيلي عامةً.

قادة المجتمع العربي جميعهم عليهم ان يتنظموا معًا للتأثير على المناخ العام في المدارس

قادة المجتمع العربي- أعضاء ألكنيست، القيادات الدينية، القيادات المحلية، الناشطين ألإجتماعيين، جميعهم عليهم ان يتنظموا معًا للتأثير على المناخ العام في المدارس. علينا ان نعود الى القين والى التكافل كمجتمع، للتقاليد الدينية، لأهمية العائلة، لقيم التسامح والعدل المجتمعي، والعمل والمحاولة والجهد يجب ان يكونوا من قبل كل من يريد ان يساهم.

اني اناشد الجميع، أن نقوم ونفعل كل ما بجهدنا أن تبدأ السنة الدراسية بتحية السلام، والتسامح والابتسامة. وعندما نكثف الجهود جميعًا سنتمكن من الوصول الى واقع من الاحترام المتبادل وحياة هادئة. .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]