يعتبر الصداع النصفي المعروف باسم الميغرينا من أكثر الامراض شيوعا في العالم اذ انه يؤثر بشكل واضح على الانسان ويحد من قدرته على ممارسة حياته الطبيعية والعمل والسلوك الطبيعي اليومي الى جانب الشعور القوي بالخلود الى النوم في غرفة معتمة بعيدا عن ضجيج العالم والناس الى ان يعبر.
ومع حلول اليوم العالمي لصحة الدماغ ما زالت الميغرينا تعتبر من الامراض الأشد تأثيرا على الناس في العالم حيث اشارت الاحصائيات الأخيرة ان شخص واحد من بين 7 يعاني من هذا المرض من حيث الانتشار، كما أوضحت المعطيات ان النساء يصابون بهذا المرض بشكل اعلى بكثير من الرجال.
وبهذه المناسبة تحدث الدكتور نزار حوراني مدير قسم الاعصاب والسكتات الدماغية في المركز الطبي "تسافون" بوريا عن هذا المرض الشائع وعن مسبباته، اعراضه وسبل علاجه والوقاية منه وقال:" الصداع النصفي او الميغرينا والمعروف أيضا باسم الشقيقة يداهم المريض ويتمثل بوجع نابض، تختلف حدته وعوارضه من شخص لآخر".
"الصداع النصفي والتغييرات الهرمونية"
وتطرق د. حوراني الى معطيات الإصابة بهذا المرض حول العالم وأشار:" الميغرينا تأتي في المرتبة الثانية من حيث امراض الصداع الأكثر شيوعا، اذ ان حوالي 15% من النساء في العالم يعانون من الصداع النصفي، وبالتالي فان هذا المرض يميز النساء أكثر من الرجال. كما ان احتمال الإصابة بالصداع النصفي لدى النساء اعلى بـ 3 اضعاف من الرجال بسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، فهذا المرض يرتبط بفترة الحيض لدى النساء والتغييرات الهرمونية في هذه المرحلة وأيضا اثناء مرحلة الحمل".
"العامل الوراثي يؤثر على فرص الإصابة"
وعن عوارض هذا المرض وتأثيره على الانسان قال د. حوراني:" الصداع النصفي قد يحدث لدى الأشخاص في مختلف الفئات العمرية، لكن معظم المرضى يعانون منه للمرة الأولى خلال المراهقة ويزداد بجيل الـ 30 – 40 وبعدها يبدأ بالتراجع. هنا يجب التشديد أيضا على العامل الوراثي الذي يزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض، مع العلم ان السبب الحقيقي له غير معروف حتى الآن".
"حساسية للضوء والصوت والرائحة"
وعن عوارض هذا المرض اشار د. حوراني:" يرافق هذا الصداع اضطرابات بصرية تتمثل بالحساسية الحادة للضوء تتمثل برؤية ضبابية في العينين، بالإضافة الى حساسية للصوت وأحيانا حساسية للرائحة. قد تطرأ تغييرات ملحوظة قبل الإصابة بالصداع النصفي بيوم او يومين تتمثل بالإمساك، التغييرات المزاجية، الاكتئاب، الرغبة في تناول الطعام والتبول المتكرر. هنالك عوارض أخرى منها حالة من التخدر في نصف الوجه او اليد، وصعوبة في التحدث. بعدها يداهم الصداع الانسان لفترة تتراوح ما بين 4 ساعات حتى 72 ساعة وقد يختلف بحدته من انسان لآخر. بعد نوبة الوجع تحدث حالة من عدم التركيز والارتباك او الضعف العام في الجسم".
"الامتناع عن تناول حبوب الحمل"
ولفت د. حوراني الى المحفزات التي من شأنها ان تؤدي الى الصداع النصفي والتي يتوجب على المريض الابتعاد عنها قدر الإمكان لتفادي نوبات الصداع النصفي، منها التغييرات الهرمونية كما أشرنا في السابق لدى النساء، حيث يوصى الامتناع عن تناول حبوب منع الحمل الهرمونية التي من شأنها ان تؤدي الى تحفيز المرض.
ونوه أيضا: "الاكثار من شرب المشروبات الكحولية والقهوة والتوتر والاجهاد في العمل، الأضواء الساطعة والاصوات العالية، رائحة التدخين، قلة النوم او الافراط في النوم، المجهود البدني المكثف، تغييرات المناخ والضغط الجوي، بعض الاطعمة المالحة، كل هذه الأمور من شأنها ان تحفز الصداع وتزيد من وتيرة الإصابة به ".
واختتم د. حوراني حديثه مشيرا الى ان هناك العديد من العلاجات التي ممكن تقديمها لمرضى الميغرينا منها من يعتبر علاج عيني عند الإصابة بالصداع والعلاج المانع. اليوم نحن نتحدث عن علاج مانع من خلال حقنة شهرية تعطى للمريض ويعتبر علاج ناجع جدا بتخفيف حدة الألم وعدد النوبات ولا توجد له اي عوارض".
[email protected]
أضف تعليق