في إطار مكافحة الجريمة في المجتمع العربي وفي الطريق لإيجاد أدوات وقنوات جديدة لمكافحة هذه الظاهرة وبناء جسور من المصداقية والشفافية والتعاون ما بين المجتمع العربي وهيئات إنفاذ القانون، يتبنى ومن خلال خطة عمل سنوية مكتب النيابة العامّة في لواء المركز (الجنائي) برنامجًا خاصًا في إطاره، التقى طلاب المدرسة الثانوية في الطيرة لمدة عام كامل مع محامين وقضاة ومحامي دفاع وغيرهم كجزء من برنامج تم إنشاؤه من خلال النيابة وهو مركّز للتعرف على القانون والإجراءات القانونية وما خلف الكواليس في نظام العدالة.
يعمل البرنامج منذ عامين، وقد التقى هذا العام 20 طالبًا من ثانوية الطيرة مع المسئولة عن البرنامج المحامية يانا منصور والتي قدّمت على مدار السنة برنامجًا متميّزًا شمل لقاءات هامّة وثرية مع المحامي علاء تلاوي والقاضي علاء مصاروة. هذا وخلال السنة قام الطلاب بزيارة محكمة العدل العليا في القدس والتقوا لمدة ساعتين مع سماحة القاضي خالد كبوب.
في النصف الثاني من السنة، عُقدت لقاءات بين 20 طالبًا من المدرسة الثانوية في الطيرة و20 طالبًا من مدرسة كوخاف يائير الثانوية، وقد جمعهم البرنامج معًا، وشملت اللقاءات مادة تعليمية حول نظام انفاذ القانون وحول عمل النيابة العامّة وكانت اللقاءات تُعقد باللغتين العربية والعبرية من خلال محامين من النيابة العامّة في لواء المركز. في الاجتماعات قدّم المحامين للطلاب لمحة عن عمل النيابة وعن الإجراءات القانونية وكان الهدف في النهاية ومن خلال المشروع النهائي تمثيل واقع محكمة وكل طالب قام بتمثيل شخص او شخصية داخل المحكمة.
كجزء من المحكمة النهائية والتي انتجها الطلاب من خلال المشروع النهائي، تلقّى الطلاب دراسة حالة لحادث جنائي وقع وتم تقسيمهم إلى مجموعات مختلطة من مجموعة ادعاء ومجموعة دفاع وقدموا الأسئلة والحجج القانونية إلى لجنة القضاة التي تضمنت القاضي المتقاعد أفراهام يعقوب وطالبان مثّلا دور القضاة، طالب واحد من كل مدرسة. وجرت المحاكمة الممثلة في مدرسة الطيرة، وأدلى الطلاب بشهاداتهم واستجوبوا المتهمين وأعدّوا الملخصات. وكانت هذه التجربة هي سيرورة التعلم لمدة سنة والتي حصلوا عليها الطلاب من المحامين من النيابة العامّة.
تجربة ملهمة
المحامية يانا منصور من النيابة العامّة لواء المركز تحدثت عن تجربتها مع البرنامج والذي من خلال هذه اللقاءات تقول انها وصلت إلى أكبر قدر من الرضا الشخصي والمهني، وأضافت أنها ومن خلال البرنامج تساهم من معرفتها وتجربتها للمجتمع العربي الذي أتت منه من خلال مهنتها ووجودها في النيابة. وأضافت: "خلال اللقاءات أبدى الطلاب الاهتمام بالمواضيع التي تعلموها، ومن خلال التعليم وظهرت أسئلة وقضايا صعبة تحدثنا عنها وحللناها حول الأسلحة والمخدرات والتعامل مع الجريمة، والتي قمنا من خلالها بالتدريس ونقل المعلومات إلى الطلاب الذين لم يكونوا على دراية بها ولم تكن لهم تجربة حولها. الفائدة من هذا المشروع كبيرة جدًا، اذ ان الطلاب أولًا تعلموا عن النظام القانوني وعن عمل النيابة وثانيًا التقوا بطلاب من جيلهم وجيران لهم وسمح هذا اللقاء لكلا الطرفين ان يتعرفوا على بعض ويجدوا عوامل مشتركة كثيرة وثالثًا التقوا بأشخاص متميزين من المجتمع العربي يعملون في مناصب عليا، التي يمكن أن تولّد لديهم الرغبة في أن يطمحوا للوصول لمثل هذه الوظائف وان يشكّل هؤلاء الأشخاص الالهام لهم ولطموحاتهم المستقبلية".
في نهاية التجربة وفي حفل استلام شهادات نهاية المشروع، تبادل الطلاب تجربتهم خلال المشروع وأهميته بالنسبة لهم، سواء في تعلّم المحتويات المختلفة أو في التعرف على بعضهم البعض. وقال الطالب أوري لوريان: "لقد استمتعت حقًا بالاجتماعات، وأعتقد أنها شيء مهم ومفيد. في النهاية، غادر الجميع هنا مع أصدقاء جدد. هذا مشروع مهم حقًا، قابلت أشخاصًا رائعين هنا واستمتعت كثيرًا في المشروع ". وأكمل الطالب تامر ناصر متحدثًا عن تجربته وأضاف انه من خلال البرنامج تعرّف على أصدقاء جدد وكذلك استفاد جدًا من المعلومات التي قدّمت حول عمل الجهاز القضائي، كما وقال انه كان من الممتع زيارة المحكمة العليا في القدس".
[email protected]
أضف تعليق