ما الذي يسبب الإسهال عند الأطفال والأولاد الصغار؟ متى يكون التدخل الطبي ضروريًا؟ كم من الوقت يجب أن يبقى الطفل خارج الإطار التعليمي؟ ما هي العلاجات المتوفرة في السوق؟ هاني جبالي الصيدلي المسؤول بصيدلية هشوشنيم في نوف هجليل يوضح الأمور بخصوص اضطرابات الجهاز الهضمي


يعرف جميع الآباء والأمهات هذا السيناريو: تستدعيك معلمة الروضة في منتصف يوم العمل لأن "الطفل يعاني من الإسهال" وربما قد ارتفعت حرارته أيضًا. لا يوجد داعٍ للقلق، لستم وحدكم.


وفقًا لبيانات الجهاز الصحي، 13% من الأطفال والأولاد دون سن الخامسة في المستشفيات قد دخلوا المستشفى بسبب التهاب المعدة والأمعاء - وهو مرض إسهال حاد يمكن أن يستمر حتى 14 يومًا.


وتيرة الإصابة بالعدوى بين السكان عامة أعلى من ذلك بكثير. هذا يحدث للجميع، ارتفاع في وتيرة التبرّز مقارنة بالتبرز الاعتيادي وتغيير في قوام البراز، من براز رخو وحتى إسهال سائل ثلاث مرات على الأقل في اليوم. من الشائع بين الرضع والأطفال الصغار حتى سن الثالثة حدوث نوبتين من الإسهال على الأقل في كل عام. الأسباب كثيرة ومتنوعة وعادة ما تكون من مصدر فيروسي أو نتيجة بكتيريا وطفيليات في بعض الأحيان.


الخبر السار: غالبًا، لا تكون هناك حاجة لعلاج طبي باستثناء السوائل والمعادن. كما يشكل ذلك أحد أسباب وصول طفل أو ولد مصاب بالإسهال إلى غرفة الطوارئ، الخوف من الجفاف. علينا أن نتذكر أنه تتوفر في الأسواق حلول متقدمة تساعد في تخفيف الأعراض وتقصير مدة المرض.
التقينا هاني جبالي، الصيدلي المسؤول في صيدلية هشوشانيم في نوف هجليل، حتى نفهم بشكل نهائي متى يجب أن نتوتر ونتوجه بسرعة إلى غرفة الطوارئ ومتى يوصى بالبقاء مع الطفل في المنزل والسماح له بالراحة والشرب بكثرة.


ما هو الإسهال بالضبط؟
الإسهال هو حالة طبية تنخفض فيها لزوجة البراز وترتفع وتيرة التبرز لدى الطفل أو الولد مقارنة بالتبرز الاعتيادي. على سبيل المثال، إذا كان هناك التهاب بكتيري أو التهاب في جدار الأمعاء، فقد يؤدي ذلك إلى تضرر قدرة الأمعاء على امتصاص السوائل، ولذا تبقى في البراز مما يجعله سائلا أكثر. قد يكون مسبب الإسهال جرثوميًا أو فيروسيًا، والهدف معالجة الأعراض نفسها.

ما مدى انتشار الإسهال بين الأطفال؟
يعاني معظم الأطفال من نوبة واحدة على الأقل من مرض إسهال حاد في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة لعدوى في الجهاز الهضمي. يمكن أن يظهر الإسهال في جميع فصول السنة، على الرغم من أن هناك ارتفاع خلال أشهر الصيف، وذلك لأن الناس يخرجون أكثر ويلتقون أكثر مع أشخاص آخرين وبالتالي يزداد احتمال إصابتهم بالعدوى.

هل هناك علاقة بين التطعيمات ومرض الإسهال؟
الإسهال الحاد هو أحد أعراض بعض التطعيمات، خاصة بأعقاب تطعيم روتا وهو لقاح حي ضعيف. في معظم الحالات، يكون الحدث بسيطًا ولا يتطلب علاجًا طبيًا.

هل الإسهال خطير للأطفال؟
يتمثل الخطر الرئيسي في الجفاف نتيجة فقدان السوائل بسبب الإسهال المتواصل الذي يصاحبه أحيانًا التقيؤ وعندها لا يشرب الطفل أو الولد الصغير. إن هدفنا معالجة الأعراض. إعطاء الطفل أو الولد الصغير السوائل والمعادن من أجل الحفاظ على التوازن في الجسم.
في معظم أمراض الإسهال، يكون مستوى الجفاف خفيفًا ويكفي إعطاء السوائل عن طريق الفم. في نسبة صغيرة من الحالات، وعندما يكون مستوى الجفاف شديدًا، ينبغي التوجه إلى غرفة الطوارئ وتلقي العلاج المناسب.

هل الإسهال معدٍ؟
بالتأكيد. الآلية الرئيسية لانتقال العدوى هي آلية عن طريق الشرجي-الفموي (fecal-oral) ، مما يعني أن مسبب المرض (العامل الممرض) ينتقل من البراز، عن طريق الأيدي الملوثة على الأغلب، إلى الفم ومن هناك إلى الجهاز الهضمي. يحدث ذلك نتيجة المسح الجزئي بعد عملية التبرز، لذلك تنتشر العدوى في الأساس بالحضانات ورياض الأطفال والمدارس، حيث تكون النظافة غير كافية ولا يحرصون على غسل الأيدي بشكل متكرر. في بعض الأحيان نرسل طفلًا بعد التعافي إلى روضة الأطفال ونطلب من المربيات تنظيف أيديهن طوال الوقت للتأكد من أنه لم يعد معديًا. من حيث المبدأ، يمكن أن يعود الطفل إلى الإطار التعليمي بعد مرور أكثر من 24 ساعة بدون إسهال وبدون حرارة.

متى ينصح بمراجعة الطبيب/غرفة الطوارئ؟
يُنصح بذلك عادة في حالة ظهور حرارة. لكنني أوصي ومن أجل ضمان السلامة بمراجعة الطبيب في كل حالة إصابة ولد صغير بإسهال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار.

هل يمكن أن يسبب التسنين الإسهال؟
لا يوجد دعم لهذا في المنشورات المهنية. على الرغم من ذلك، وفي حوالي سن ستة أشهر أي بداية التسنين، يبلغ العديد من الآباء والأمهات عن أعراض مثل سيلان اللعاب، اضطراب الطفل، سعال خفيف، شد الأذنين، حرارة منخفضة (أقل من 38 درجة مئوية) وإسهال. قد يكون سبب ذلك أن الأطفال في هذه المرحلة يضعون في كثير من الأحيان الألعاب والأيدي في أفواههم، وكنتيجة ثانوية لذلك تزداد الإصابة بالعدوى.

 

هل هناك علاقة بين الرضاعة أو بدائل حليب الأم وظهور الإسهال؟

بالنسبة للرضاعة، لا توجد علاقة، وحتى في حالة الإسهال يشترط عدم التوقف عن الإرضاع. في حالة بدائل حليب الأم، إذا استمر الإسهال لأكثر من أسبوعين، يجب التفكير في التغيير لتركيبة منخفضة اللاكتوز أو التوجه لإجراء توضيح أعمق.

 

هل هناك فرق بين ألوان الإسهال وعلى ماذا قد تدلّ؟

لمعرفة ما إذا كان الإسهال من مصدر بكتيري أو فيروسي، يجب إجراء فحص براز على الرغم من أن المصدر أقل أهمية والأهم هو معالجة الأعراض. يمكن أن يشير لون الإسهال إلى مشكلة معينة. لدى الأطفال، وخاصة الأطفال الرضع، فإن اللون الأخضر هو الأكثر شيوعًا، بينما قد يشير البراز بهذا اللون عند البالغين إلى أمور غير سليمة، مثل استهلاك الخضروات والأوراق بشكل زائد، تناول مكملات الحديد وغير ذلك. يكون الإسهال بلون بني فاتح لدى البالغين.

 

ما الذي يُنصح بأن يتناوله الأطفال عند الإصابة بالإسهال؟

أوصي بإعطاء الأطفال الصغار الكثير من السوائل، الماء، حساء الدجاج بسبب الأملاح الموجودة فيه، الموز والأرز.

                                  

كيف يمكن تخفيف الأعراض خاصة لدى الأطفال حتى عمر سنتين؟

من المهم الحرص على إعطاء أكبر قدر ممكن من الأملاح والمعادن، مثلا بواسطة مستحضرات جاهزة يمكن شراؤها من الصيدليات. أوصي بإعطاء الطفل 5-10 سم3 كل 5 دقائق والزيادة تدريجيًا. وفي نفس الوقت، أوصي باستخدام منتج طبي يعطى للأطفال والأولاد الصغار كمسحوق على أساس تركيبة جديدة تكوّن طبقة واقية في الأمعاء، مما يمنع وصول مسببات العدوى إلى الخلايا ويخفف الأعراض ويقصر مدة الإسهال. من ناحية أخرى، تعمل التركيبة مع الجهاز الهضمي على إفراز مسببات العدوى خارج الجسم.

في الحالات الأكثر خطورة أو عندما تكون هناك أعراض إضافية، يجب التوجه على الفور للطبيب المعالج أو لغرفة الطوارئ لتلقي السوائل من خلال الوريد في الوريد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]