مدينة القدس عاصمة فلسطين ، و مدينة الاسراء والمعراج و أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . مدينة الرسالات والأنبياء ، فيها التاريخ الاسلامي والعربي العريق الذي يزرع نفسه بقوة في كل شارع من شوارعها وكل حجر من حجارتها . تتعرض لحملة تهويد شرسة وبوتيرة عالية ، طمس هويتها العربية والاسلامية ، وطرد سكانها العرب عنها . هذه السياسة الاستيطانية الترانسفيرية التهويدية تبنتها ويتناها كافة الاحزاب السياسية في اسرائيل دون استثناء . فقد استفرد الصهاينة بهذه المدينة المقدسة في حرب نكبة 1948وما تبعها من اتفاقية هدنة رودوس التي وقعت بين الاردن واسرائيل والتي قضت

بتقسيم مدينة القدس إلى شطرين – الشطر الشرقي يكون تحت السيطرة الأردنية ( يساوي 11,48%) , والشطر الغربي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية ( 84,13 ) , ومناطق حرام تحت سيطرة الأمم المتحدة (4،40% ) . وهكذا فان اتفاق الهدنة " الذي وقعه الاسرائيلي موشيه ديان ونظيره الأردني عبد الله التل " أدى الى فقدان الفلسطينيون مملكاتهم من الأراضي في الجزء الغربي من المدينة ، بشكل تام وكلي ، حيث كانت الملكية الفلسطينية هناك قبل الحرب تصل 5544 دونم ، وكانت تساوي 33,7% من منطقة القدس الغربية حيث شكلت أملاك الأوقاف الاسلامية والأملاك العامة ما نسبته 36 % من المنطقة .

واستمرت حالة تقسيم مدينة القدس الى شطرين " شرقي عربي وعربي اسرائيلي " لمدة تسعة عشر عاما .أي حتى حرب نكسة الأيام الستة حزيران 1967 .

اقتحمت القوات الاسرائيلية القدس الشرقية واحتلت احياءها وشوارعها الرئيسية ' ووصلت باحة المسجد الأقصى وحائط البراق

ففي الساعة العاشرة من صباح يوم السابع من حزيران 1967 اقتحمت القوات الاسرائيلية القدس الشرقية واحتلت احياءها وشوارعها الرئيسية ' ووصلت باحة المسجد الأقصى وحائط البراق ' ثم سيطرت على كامل المدينة مساء. وفي اليوم التالي " يوم الثامن من حزيران 1967 " أقام حاخام الجيش الاسرائيلي أنذاك شلومو غورين شعائر الصلاة اليهودية قرب الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف " حائط البراق " معلنا في ختامها أن حلم الأجيال اليهودية قد تحقق .. فالقدس لليهود ولن يتراجعوا عنها وهي عاصمتهم الأبدية " .

ومن ذلك الحين وبالتحديد في يوم الثامن والعشرين من الشهر الثامن بالتقويم العبري من كل عام تقوم جمعيات من المعسكر الصهيونية الدينية وعلى رأسها جماعة " غوش ايمونيم " بتنظيم مسيرة استعراضية احياء لذكرى احتلال كامل اراضي القدس .

اذا تعمقنا في البحث ودراسة احتفالات مسيرة الرقص في الاعلام هذه فسنجد أنه منذ بداية انطلاقها أي منذ 1968 وحتى عام 2000 ، كانت تحمل الطابع الاستعراضي العسكري يطلق فيها المشاركون التحية والثناء لقتلى الجيش الاسرائيلي الذين سقطوا في حرب نكسة حزيران .
اما بعد عام 2000 وخاصة عند صعود حزب الليكود برئاسة " اريئيل شارون " لسدة الحكم في اسرائيل ، واندلاع انتفاضة الأقصى ، تبنى منظمو المسيرة وبدعم من بلدية القدس والحكومة الاسرائيلية وأجهزة الأمن والشرطة ، من توسيع المشاركة العامة والترويج لها وحث الناس للمشاركة الشعبية الواسعة بهدف أن اثبات واستعراض السيطرة الاسرائيلية على المدينة العربية ، لذلك صاغ منظمو المسيرة مسار المسيرة الذي ينطلق من شارع مأمن الله " شارع 1 " والدخول للبلدة القديمة عبر باب العامود للوصول والتجمع في الحائط الغربي مرورا بالحي الاسلامي حاملين الاعلام الاسرائيلية يتراقصون بها ويستفزون السكان المقدسيين العرب اصحاب الارض والمكان ، بل ويحاولون الاعتداء على العرب وتخريب ممتلكاتهم واطلاق شتائم للنبي محمد وللاسلام . وكل ذلك وسط حماية امنية عسكرية وشرطية اسرائيلية .

هذه السنة 2023 وتحديدا يوم الخميس الثامن عشر من ايار سيكون موعد مسيرة الرقص بالأعلام

ففي هذه السنة 2023 وتحديدا يوم الخميس الثامن عشر من ايار سيكون موعد مسيرة الرقص بالأعلام . في هذه المسيرة الاستفزازية من المقرر أن يشارك وزراء من حكومة نتنياهو ، وفي المقابل سيقف المسلمين المرابطين شبابا وشيابا شيوخا ونساء من أهالي القدس والجليل والساحل والنقب مدافعين عن المسجد الأقصى وعن عروبة واسلامية المدينة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]