أظهرت نتائج أبحاث البيرلز الدولية التي تفحص وضع الطلبة في لغة الأم في الصف الرابع أن وضع الطلاب العرب ما زال صعبا للغاية. وتؤكد لجنة متابعة قضايا التعليم العربي أن الانخفاض الذي حدث لدى الطلبة اليهود يجب أن لا يعزينا، فالنتائج كانت لدى طلابنا منخفضة جدًا قبل ذلك وبقيت كذلك.
الرسالة التي يتلقاها التلميذ العربي هي أن العربية ليست لغة مهمة ولا يتم التعامل معها كمركب هام في هويتنا القومية، ولم تتحول العربية إلى هدف أعلى لجهاز التربية والتعليم وللمدارس العربية، فيتم التعامل معها بشكل عام كمجرّد موضوع دراسي إضافي. كذلك لا يتم تأسيس الطلبة بشكل جيد في الطفولة المبكرة والمرحلة الابتدائية من حيث القدرات والمهارات وهذا تؤكده الأبحاث والمسوحات المختلفة وهذه من أسباب فشل طلابنا وبالأساس المهمشين أبناء الطبقات المستضعفة بالعربية وفي باقي المواضيع واللغات.
العربية هي لغة الام والهوية وهي لغة التعليم والتفكير وهي المفتاح لعلاقة الطفل بالعملية التعليمية وبالمجتمع ككل. بدون تحسين وضع العربية سيبقى الطلبة العرب وبالذات أبناء الطبقات المسحوقة مهمشين ويعانون من الاغتراب.
تؤكد اللجنة انه لا يمكن لأية خطة او برنامج أن ينجح بدون تغيير جذري في توجه وسياسة وزارة التربية بالنسبة للتعليم العربي عمومًا، والتعامل مع اللغة العربية على وجه الخصوص.. هذه النتائج الكارثية التي تعود على نفسها سنويا يجب أن تحدث هزّة في هذا الجهاز وتجلب تغييرا جوهريًا في التعامل.
لجنة متابعة قضايا التعليم تحذر منذ سنوات من وضع اللغة العربية الصعب في المدارس، وتؤكد مطالبتها بتغييرات جذرية على جميع المستويات: التوجه والسياسات، مناهج التعليم، مضامين التعليم، اختيار المعلمين وتأهيلهم (وليس فقط معلمي العربية)، جودة التعليم وحجم الساعات المخصصة وملاءمته للتحديات وكذلك اكساب المهارات والقدرات الأساسية في جيل الطفولة المبكرة. عدم تأسيس الطلبة بشكل جيد في جيل الطفولة المبكرة والابتدائية له اثار سلبية هائلة على وضع الطلبة فيما بعد. وتحذر اللجنة من استمرار ظاهرة التسرب المعلن والخفي في التعليم العربي عموما وفي النقب خصوصًا حيث يبدأ الاف الطلبة حياتهم المدرسية في المرحلة الابتدائية (نقترح مراجعة أبحاث وأوراق وتوصيات اللجنة والمجلس التربوي العربي حول الموضوع).
كذلك، يجب الاعتماد على أبحاث حديثة في مجال تعليم العربية لتطوير التعليم. يجب أن يتحول تحسين وضع طلابنا في العربية إلى هدف أعلى لكل جهاز التربية والتعليم والمدارس والسلطات المحلية وسائر المؤسسات المجتمعية والأهالي، وهذا إلى جانب معالجة الجوانب المتعلقة بموضوع العربية في المدارس من جيل الطفولة المبكرة ولغاية الثانوية.
تدعو لجنة متابعة قضايا التعليم العربي وزارة التربية إلى الشروع بمعالجة جدية للوضع بالتعاون الكامل معها ومع ممثلي مجتمعنا العربي. كذلك، تؤكد اللجنة على توصياتها بشأن قيام السلطات المحلية العربية بأخذ زمام المبادرة وعمل كل ما في وسعها لرفع مكانة اللغة العربية في البلدات العربية في مؤسساتها وفي الحيز العام وفي إطلاق برامج متنوعة حول موضوع اللغة العربية والهوية الوطنية وتعزيز الانتماء.
[email protected]
أضف تعليق