لم يكن الأمر هذا الأسبوع سهلاً بأن يرسل محمود بشارات، من سكان حمصة التحتا بالأغوار الشمالية، بناته إلى مدرستهن، للالتحاق بالصفوف التعليمية لهن في مدرسة فروش بيت دجن الثانوية المختلطة بالأغوار الوسطى.
فمن أصل خمسة أيام، استطاعت البنات الذهاب إلى المدرسة في ثلاثة أيام فقط، فيما تغيبن عنها اليومين الآخرين بسبب إجراءت الاحتلال على حاجز الحمرا العسكري.
يقول بشارات: "لم يذهبن إلى المدرسة يومي الأحد والاثنين.. لقد كانت الأمور ملتهبة هنا".
وفروش بيت دجن، قرية فلسطينية في الأغوار الوسطى، صار ذكرها منذ أيام يتردد كثيرا في وسائل الإعلام، بسبب الحصار الإسرائيلي على المنطقة.
وتنتشر من القرية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لإغلاقها من قبل الاحتلال، بعد مقتل مستوطنتين بإطلاق نار فيها قبل أيام.
وعلى مدار خمسة أيام، يعاني التعليم في قرية فروش بيت دجن بالأغوار الوسطى، وقرى الأغوار الشمالية، وهو شق يأخذ أهمية كبيرة في حياة الفلسطينيين، من تذبذب واضح.
وفي حال حضور الطلبة للمدارس، وهو الراجح في أغلب الأحيان، يلاقي المعلمون صعوبة في الوصول إليها، بسبب إغلاق الحواجز.
وأحيانا، يمكن أن يلتقي تغيب الطرفين معا.
فالطلبة القادمون من المضارب المنتشرة على الجبال، يأتون إلى المدرسة من خلال حافلة تنقلهم إليها، إلا أن إغلاق الحاجز في وجوه المواطنين يحول دول وصولهم إليها.
وحتى وقت متأخر عن موعد بدء الدوام الرسمي، تظل وفود المعلمين تصل تباعا إلى مدارسهم.
قال بشارات: "عادت بناتي يوم الاثنين الماضي بعد تأكد عدم مجيء الحافلة (..)، الأمر ليس سهلا علينا".
وتظهر صور نشرها بشارات لبناته، وهن يشققن الجبال بعد عودتهن من أسفل سفح الجبل.
"كنت أراقبهن.. لا أبرح المكان حتى يصعدن إلى الحافلة، فالطريق مليئة بالمستوطنين".
ضمن طابور ممتد من المركبات على حاجز تياسير شرق طوباس، تراقب سامة دراغمة (52 عاما)، من مدينة طوباس بحذر تقدم المركبات شبه المنعدم، على أمل اجتيازه والوصول إلى مدرسة بنات عين البيضا الثانوية، في الأغوار الشمالية.
وعلى أقل تقدير، لم تستطع دراغمة الوصول في الموعد المحدد، ثلاثة أيام.
وحاجز تياسير واحد من الحواجز التي كانت في انتفاضة الأقصى، يشغلها الاحتلال على طول الوقت، وكانت طوابير المركبات الفلسطينية المحتجزة عليه، هي الشيء الذي لا ينسى من ذاكرة الفلسطينيين.
ويحتاج الوصول إلى المدرسة المرور عبر حاجز تياسير العسكري، وهو حاجز انقلب منذ أسبوع تقريبا إلى أسوأ مكان يعبر منه الفلسطينيون إلى الأغوار.
وبدت النتائج السلبية تظهر على طبيعة سير الحياة التعليمية في مدارس الأغوار الشمالية، بسبب إجراءات الاحتلال.
يقول مدير التربية والتعليم في طوباس، مازن جرار، هناك تأثر واضح على سير العملية التعليمية في مدارس الأغوار الشمالية.
قالت دراغمة: "لم أقدم خلال هذا الأسبوع الحصص في أغلب الأيام في موعدها المحدد، أحد الأيام وصلت المدرسة عند الثانية عشرة ظهرا.
يؤكد جرار ذلك، عندما قال إن المدارس السبع في الأغوار الشمالية أصبح الفصل الدراسي فيها مهددا.
"هناك اختلال في إنهاء المقرر الدراسي كاملا".
عند نهاية طريق ترابية موحلة، تنتظر صابرين بشارات (26 عاما)، من سكان خربة مكحول بالأغوار الشمالية، قدوم الحافلة التي خصصتها مديرية التربية والتعليم لنقل طلبة المضارب إلى مدارسهم.
والحافلة التي من المفترض أن تكون في المنطقة عند السابعة صباحا، تأخرت معظم الأيام.
"ننتظر أحيانا نصف ساعة جانب طريق يستخدمه أساسا المستوطنون". قالت بشارات، وهي مُدرسة في مدرسة بنات عين البيضا.
تقول دراغمة: "تمكث المركبة التي تأخذني إلى مكان عملي، أحيانا ثلاث ساعات على الحاجز".
وقال محمود بشارات: "بعد ساعة وثلث اجتازت المركبة الأولى لعدد من المعلمين، حاجز الحمرا".
المصدر: وفا
[email protected]
أضف تعليق