تكفل الله تعالى بارزاق عباده، ميسرا ومسخرا لهم ما في السماوات والأرض حلالا طيبا ليستعينوا به ويأكلوا منه وفيه البركة وصلاح الحال وهدوء البال، والأدلة في ذلك كثيرة، قال تعالى: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ).
كما أن الله تعالى فاضل بين عباده في الرزق، وجاءت تعاليم الشرع تربي على الرضا والقناعة، وأن نمشي في الأرض نطلب الرزق ونطمح في المزيد من طرقها السليمة المباحة التي لا تخالف الشرع ولا تغضب الرب وتذل الإنسان فتهوي به إلى مهاوي الردا.
وبحكم التجارب رأينا من كان يلجأ إلى القروض الربوية من مؤسسة البنك كيف تعثر وتورط ماليا.
مضت الأيام فأطلّت علينا طرق غريبة على مجتمعنا تسهل للناس أخذ القروض بزيادات ربوية فاحشة وشروط مذلة أعجزت المدينين، تسمى شبكات السوق السوداء يديرها أشخاص ومجموعات وليس مؤسسات حكومية، ومن قصّر في سداد ديونه لهم استخدمت هذه الشبكات وسائل ترعب وتؤذي المدينين وأهليهم وأقاربهم وتذلهم وتورطهم أكثر وأكثر فلا يتركون لهم متاعا ولا عقارا بل لعل بعض المدينين من يبيع شرفه، وصار بعضهم عبدا لهم يعمل لمصالحهم وبطرقهم، مع الأسف.
لم يتوقف هذا الحال المذل على المدينين وعائلتهم فقط بل تعداه ليهدد الأمن والسلم العام
لم يتوقف هذا الحال المذل على المدينين وعائلتهم فقط بل تعداه ليهدد الأمن والسلم العام، بنشر الرعب والفوضى، فصارت بلداتنا تنام وتصحو على صوت الرصاص ودوي سيارات الإسعاف.
وباتت بعض هذه الشبكات تستحوذ على المحلات والشركات وغير ذلك من مرافق حياة الناس. كل هذا تحت عين المؤسسة الإسرائيلية وأجهزة أمنها التي تتستر عليها وأكثر.
هذا الحال المؤلم الذي هو من صنع أيدي أبناء مجتمعنا ينذر بخطر كبير يأتي على تماسك مجتمعنا وحصانته الأخلاقية والقيمية، وسيؤول به الحال إلى التفكك وضياع مقدراته وأوقاته في تضميد جراحاته بدل وحدته لينتصر لثوابته الإسلامية والوطنية.
يا أبناء شعبنا، القناعة القناعة، الحلال الحلال
يا أبناء شعبنا، القناعة القناعة، الحلال الحلال، فالغنى غنى النفس وليس بهذه الطريق السهلة بالحرام والذل، بل هي الطويلة المؤلمة، لا تنافسوا غيركم ولا تقلدوهم ولا تحسدوهم في دنياهم، وليكن تنافسنا في أخلاقنا وعلمنا وتربية أبنائنا ونصرة ثوابتنا، لا تكونوا أنتم معول الهدم وضياع بيوتكم ومجتمعكم، وضيعوا على المؤسسة الإسرائيلية خطتها وهدفها.
وأنتم يا أبناء مجتمعنا ممن يتخذ طريق الربا والسلاح والتهديد تجارة فيأكل أموال الناس بالباطل ويروع الآمنين، توبوا إلى الله، فلن تجلب لكم إلا الخراب، واعلموا أن طرق التجارة الحلال كثيرة ومباركة.
[email protected]
أضف تعليق