بقلم : سري القدوة

مدينة القدس تمثل محور الصراع وهي القضية الأساسية لكل العرب والمسلمين وأن التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل يمثل استراتجية شاملة لا بد من تفعيلها في نطاق تحقيق الطموح الوطني وضمان التصدي لمؤامرات الاحتلال ولذلك لا بد من التحرك العربي العاجل من اجل توسيع حملة التضامن مع القضية الفلسطينية حول العالم والعمل على عقد المؤتمرات الدولية لدعم قضية القدس وتعزيز الوعي الإسلامي والإنساني بالرواية الفلسطينية الدينية والتاريخية والسياسية في مواجهة رواية الاحتلال القائمة على تهويد القدس وسرق التاريخ وتزوير الحقيقة .

الوضع اصبح في الاراضي الفلسطينية المحتلة كارثي ولا يمكن ان يستمر حيث يتعرض ابناء الشعب الفلسطيني لظروف حياتية ومعيشية صعبة لا يمكن ان يستوعبه اي احد فالاحتلال قائم على ممارسة القوة والبطش والتطرف العنصري ويعمل على سرقة الارض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات في خرق فاضح للقانون الدولي وتلك المسرحيات وتبادل الادوار التي تجرى بين مختلف الكتل المنتمية لليمين المتطرف تعبر عن طبيعة المأزق السياسي الذي انتجته الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة والتي استمدت نتائجها من خلال استمرار عمليات القتل والحروب والعدوان الهمجي والتدمير والحصار والقتل والاستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات وطبيعة التوجه الاسرائيلي الذي يكرس نفس الادوات ويعبر عن نفس المشهد القائم مهما تبدلت الشخصيات في ظل تنامي ظاهرة التطرف بالمجتمع الاسرائيلي وصعود المستوطنين وسيطرتهم على اركان دولة الاحتلال ومختلف مؤسساتها الامنية والعسكرية .

يجب العمل العربي والإسلامي المشترك من اجل دعم الوصايا الأردنية وتعزيز دور الاردن في حماية المقدسات وضرورة التزام العالمين العربي والإسلامي بدعم أهالي بيت المقدس الذين يدافعون عن كل الأمة ويقفون في وجه الاحتلال الغاشم ولا بد من تعزيز اواصر العمل المشترك من خلال ترسيخ مكانة القدس والتأكيد على الحقوق العربية والإسلامية والتاريخية عبر مؤتمر دعم مدينة القدس المنوي عقده في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة مطلع الأسبوع المقبل، والذي يأتي تطبيقا عمليا لقرارات القمة العربية الأخيرة التي انعقدت على أرض الجزائر، حيث أكدت على مركزية قضية القدس لدى العرب والمسلمين ودعم الجهود الاردنية والفلسطينية لتعزيز الصمود المقدسي والدفاع عن القدس وإنهاء سيطرة الاحتلال العسكري الإسرائيلي على المدينة المقدسة ووقف كل اشكال التهويد وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والسياسي لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يخوضون معركة حماية المقدسات .

الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في أرضه وفي عاصمته المقدسة ومرابطا في المسجد الأقصى المبارك رغم كل جرائم الاحتلال وظلمه، الأمر الذي يتطلب مساندة فاعلة وحقيقية من إخواننا العرب والمسلمين وكل أحرار العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني ودعم بقاءه والتصدي لمؤامرات الاحتلال وممارسات المستوطنين العدوانية والتي باتت تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة .

وبات من الواضح حجم الدعم والمساندة والحماية للمستوطنين لتحقيق أهدافهم الأمنية الخطيرة وسيطرتهم على المسجد الأقصى المبارك وخاصة في ظل تواصل سياسات حكومة التطرف العنصرية الإسرائيلية برئاسة نتنياهو وما تتعرض له الأراضي الفلسطينية والمدينة المقدسة وأهلها المرابطون من اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين واستمرار الاقتحامات اليومية للحرم القدسي الشريف وتدنيس باحاته من قبل المستوطنين بحماية من قبل شرطة الاحتلال كون ان ما يجري في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية بشكل عام هو حرب حقيقية تستهدف طمس الهوية الوطنية الفلسطينية والنيل من المشروع الوطني والحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني .

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]