تضمن التقرير الصحي الذي نشرته الخطة الوطنية لمقاييس الجودة للصحة المجتمعية في البلاد هذا الأسبوع، معطيات هامة وملفتة حول صحة المواطنين في البلاد عن العام 2021، حيث تطرق التقرير الى مقاييس عديدة في مجالات صحية وطبية مختلفة منها السمنة المفرطة، التدخين والفحوصات المبكرة لاكتشاف السرطان، صحة الأولاد، السكري وغيرها.
ويشير التقرير الى انه في العام 2021 تم تسجيل ارتفاع كبير في نسب السمنة لدى المواطنين وارتفاع بنسبة الأولاد الذين يعانون من سمنة زائدة ممن هم في جيل الـ 7 سنوات. وتعتبر هذه المعطيات غير مسبوقة وتأتي على ما يبدو بسبب جائحة الكورونا التي استمرت على مدار العام 2021.
"26.7% من النساء يعانين من السمنة"
وأوضح التقرير ان حوالي 59% من السكان البالغين في إسرائيل ما بين 20 حتى 64 عاما يعانون من الوزن الزائد والسمنة المفرطة. وبحسب المعطيات فان حوالي ربع النساء في إسرائيل ممن يبلغن من العمر 20 حتى 64 عاما يعانين من السمنة الزائدة بما نسبته 26.7% مما يعتبر ارتفاعا كبيرا مقارنة مع العام 2012 حيث سُجلت آنذاك نسبة سمنة مفرطة لدى النساء وصلت الى 20.4%. اما فيما يتعلق بالسمنة المفرطة لدى الرجال ما بين 20 حتى 64 عاما، فكانت النسبة حسب التقرير العام الماضي 2021، 23.3% مما يعتبر ارتفاع بنسبة 1.3% عن العام 2012.
"40% من الرجال فوق الـ 65 يعانون الوزن الزائد"
وكانت نسبة الرجال الذين يعانون من الوزن الزائد والسمنة المفرطة ممن هم أكبر من جيل 65 عاما قد وصلت الى نسبة قياسية بلغت 40% بينما كانت هذه النسبة متدنية جدا للرجال ما بين 20 حتى 24 عام (14.5% سمنة مفرطة، و26% وزن زائد). أيضا بالنسبة للنساء ممن هن أكبر من جيل 65 عاما، حيث كانت نسبة السمنة المفرطة والوزن الزائد عالية بما نسبة 30% من هذه الفئة من النساء. بينما كانت النسبة الأدنى لدى النساء ما بين 20 حتى 24 عاما (16% منهن يعانين من السمنة المفرطة و23.1 % منهن يعانين من الوزن الزائد.
"سمنة مفرطة لدى الأولاد من فئات المجتمع المتدنية"
ويتضح من التقرير معطى مقلق للغاية يشير الى ارتفاع في نسبة السمنة لدى الأولاد وأبناء الشبيبة في البلاد في العام 2021 اذ انه وبحسب المعطيات فان 11.8% ممن هم في جيل 14 – 15 عام يعانون من السمنة مقابل 10.9% في العام 2019 و10.2% في العام 2017. كما تم تسجيل ارتفاع بنسبة ممن يعانون من السمنة لدى الأولاد الذين يبلغون من العمر 7 أعوام. وسُجلت نسبة سمنة في أوساط الأولاد من أبناء الطبقة الاقتصادية والاجتماعية المتدنية حيث ان نسبة الأولاد ما بين 14 حتى 15 عام ممن يعانون من السمنة من هذه الطبقة كانت اعلى بضعفين من فئة الأولاد من نفس الجيل من الطبقات العليا في المجتمع (15.9% مقابل 8.5%). اما فيما يتعلق بنسبة الاناث فكانت النسبة 10.7% مقابل 7.5%.
"الفئات المجتمعية المتدنية تعاني تصاب أكثر بالسكري"
وتطرق التقرير أيضا الى مرض السكري حيث أشارت المعطيات الى ان نسبة الإصابة بالسكرى لدى الرجال بلغت 10.6% مقابل 9.1% لدى النساء. ويتضح أيضا من معطيات التقرير ان نسب الإصابة بالسكري اعلى في أوساط الفئات السكانية التي من الطبقات ذات المكانة الاقتصادية الاجتماعية المتدنية اذ بلغت نسبة الإصابة لدى الرجال من الطبقة المتدنية 23.7% مقابل 16.4% لدى الرجال من الفئات السكانية ذات المكانة الاقتصادية الاجتماعية المرتفعة. اما هذه النسبة فبلغت 24.2% لدى النساء من الطبقات الاجتماعية الاقتصادية المتدنية مقابل 11.1 عن سائر النساء من الطبقات الأكثر ارتفاعا.
كما اشارت معطيات التقرير أيضا ان نسبة مرضى السكري الذين يعانون من عدم توازن في مستوى السكر في الدم اعلى لدى الطبقات الاجتماعية المتدنية حيث بلغت هذه النسبة لدى الرجال من هذه الطبقة 15.1% و12.1% لدى النساء، اما لدى الطبقات الأعلى فبلغت نسبة الرجال الذي يعانون من عدم توازن نسبة السكر في الدم 12.1% اما لدى النساء من هذه الطبقة فبلغت 4.5%.
وأشار التقرير أيضا ان ثلث مرضى السكرى في البلاد يعانون من ضرر في الكلى، وانه مع التقدم في السن فيمكن ملاحظة ارتفاع في نسبة ممن يعانون من الاضرار في الكلى بسبب السكري، اذ تصل هذه النسبة الى حوالي النصف للمرضى ما بين جيل 75 عاما حتى 84 عام.
"السكري لدى العرب اعلى بـ 1.6%"
وتحدث د. محمد بدارنة اخصائي السكري والغدد الصماء في المركز الطبي بوريا متطرقا الى معطيات هذا التقرير وقال:" يتحدث التقرير عن النسبة العامة في إسرائيل أي ان نسبة 9.7% من مواطني إسرائيل هم مرضى سكري، لكن هذه النسبة تختلف في المجتمع العربي فبحسب تقرير وزارة الصحة منذ عام 2019 فان مرضى السكري في المجتمع العربي اعلى بكثير من المجتمع اليهودي. نسبة مرضى السكري في المجتمع اليهودي من مجمل السكان تصل الى حوالي 8% بينما تصل النسبة في المجتمع العربي بالذات في منطقة الشمال الى 12%. وبخصوص معطيات أكثر حول الموضوع استنادا الى معطيات جمعية تطوير صحة المجتمع العربي ففي المؤتمر الأخير أشاروا ان السكري في المجتمع العربي هو أكثر بـ 1.6% من المجتمع اليهودي واما بما يتعلق بالسمنة فإن النسبة بالمجتمع العربي أكثر بـ 1.4% من المجتمع اليهودي".
"الفئات المتدنية تستهلك أكثر المشروبات المحلاة"
وعن علاقة استهلاك المشروبات المحلاة وتأثيرها على الإصابة بمرض السكري قال د. بدارنة:" هذه المشروبات بها كميات سكر مشبعة. مثلا قناني المشروبات اللتر ونص فيها ما يقارب 32-40 معلقة سكر. هذه المشروبات تستهلكها بشكل أكبر الفئات السكانية ذات المكانة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية مما يعني ان المجتمع العربي يستهلكها بشكل اكبر، من هذا المنطلق مهم جدا ان يتم فرض ضريبة عالية على تلك المشروبات بهدف تقليل استهلاكها، حفاظا على صحة الجمهور".
"المرضى العرب يعانون عدم توازن مستوى السكر"
وحول اضرار مرض السكرى على أجهزة الجسم قال د. بدارنة:" مرض السكري بطبيعته يضرب جميع أعضاء الجسم ومنها الكلى مما يؤدي لفشل كلوي. وهناك مرضى اضافة لكون نسبة السكري مرتفعة لديهم، فهناك عدم توازن للسكري، ففي عام 2019 نشر معطى مهم ان نسبة مرضى السكري الذي يكون لديهم مخزون السكر أكثر من 9 يعتبر توازن سيء جدا. عند مرضى السكري العرب يكون هذا المعطى لدى ما يقارب 20% من مرضى السكري واما عند المرضى من المجتمع اليهودي 10% فقط من مرضى السكري يكون لديهم هذا المعطى. لذا فإن نسبة المرض في المجتمع العربي مرتفعة وتوازن السكر قليل جدا. في السنوات الأخيرة هناك أدوية جديدة وظيفتها المحافظة على وظائف الكلى وموازنة السكر في الدم. ومهم جدا ان تكون تلك الادوية ضمن سلة العلاج للمريض بغض النظر عن مدى موازنة السكر. نسبة استخدام سلة الادوية التي يستحقها المجتمع العربي هي اقل من المجتمع اليهودي وهذا ممكن يكون سبب لعدم التوازن ومرضى السكري".
"الالتزام بمتابعة زيارة الطبيب وتناول الادوية"
وفي حديثه عن السمنة المفرطة والوزن الزائد عند الأولاد والمراهقين قال د. بدارنة:” هناك ارتفاع عند جيل المراهقين (14-19) وفي جيل الأولاد. لا شك ان فترة الكورونا زادت من نسبة واحتمالية الاصابة بمرض السكري وانماط استهلاك التكنولوجيا التي دخلت حياتنا في هذه الفترة جعلتنا نتمسك بالشاشات وبذل اقل مجهود رياضي مما يشكل عاملا لزيادة السمنة واحتمالية حصول امراض السكري. ولكن من سنوات سابقة وحتى قبل الكورونا نحن نشاهد ارتفاعا في نسبة مرضى السكري بالبلاد والعالم على حد سواء. نسبة مرضى السكري في إسرائيل هي 9.7% بما يعادل 600 ألف مريض سكري، ولكن نسبة المرضى في دول الـ OECD هو 6.7%. في كل عام تقريبا يتم هنالك إضافة لأدوية جديدة في السوق فاليوم لا يوجد أي سبب لأن يكون مريض السكري غير متوازن والاهم من ذلك التزامه بالمتابعة عند الطبيب ومتابعة الادوية".
[email protected]
أضف تعليق