بعد أن كان البنّي يتخذ موقعاً خلفيّاً في الديكور، للربط بينه وبين الكلاسيكيّة، ها هي المنازل الملوّنة مفروشاتها وإكسسواراتها بالبنّي تُصنّف بأنّها تماشي الموضة، مع ملاحظة حلول اللون وتدرجاته الكثيرة على قطع أثاث رئيسة (الصوفا في غرفة الجلوس، مثلاً)، أو على الإضافات التي تجمّل الديكور، مثل: الوسائد ووحدات الإضاءة...
ربّما يتصف البنّي بأنّه رتيب، ويتصل بحياة الريف الهادئة أو بالصحراء، فهو لون التربة وجذوع الأشجار وعناصر عدة في الطبيعة البكر... لكن، من الواضح أن البنّي يتقدّم لائحة الألوان المرغوبة في ديكورات المنازل أخيراً، ويحاول شغل المرتبة التي لطالما تربّع الرمادي عليها في المساحات الداخليّة لوقت طويل، خصوصاً مع تخلّي البنّي عن كلاسيكيته ولبس ثوب محدّث.

إيجابيّات البنّي كثيرة؛ أوّلها أنّه سهل الدمج بأي طراز، مهما كان الأخير بسيطاً ومحايداً، أو غارقاً في التفاصيل... وهو يشي بالراحة، الشعور المرغوب من ملّاك المنازل في ملاذاتهم، بالإضافة إلى كثرة الاشتقاقات الفاتحة والداكنة من البنّي، الاشتقاقات تلك قد تُلوّن الأريكة الرئيسة في غرفة الجلوس وتطلي الجدران وتوظّف في الإكسسوارات، من دون الإغفال عن الأعمال الخاصّة بتكسية الجدران والأرضيات...

لجعل مظهر اللون البنّي عصريّاً، يصح دمج اللون المذكور الحاضر على قطعة الأثاث الرئيسة بالأبيض، الذي يستخدم في الخلفيّة أي في طلاء الجدران.
ينسجم البنّي مع ألوان أخرى مستلّة من الطبيعة، مثل: أخضر الزيتون أو الطين أو الرمادي الداكن.
في البحث عبر صفحات المصمّمين الغربيين، يتبيّن أن إقران البنّي بالأزرق العميق يتقدّم بخطى بطيئة، لكن واثقة، خصوصاً مع الميل الرائج إلى دمج قطع من «الأنتيك» بديكورات المنزل المعاصر.

نموذج عن كيفيّة إقران البنّي بالأزرق (الصورة من أعمال مهندس التصميم الداخلي علي حمّود)
حسب معهد «بانتون»، المؤسسة الأكثر تأثيرًا في عالم الألوان، تشتمل تلك الأخيرة الأكثر شعبيّةً في موسم خريف وشتاء 2022-2023، على «الكاراميل كافيه»، اللون البنّي الذي يشيع البهجة.
في مجموعة أطلية الجدران لعام 2023، أعلنت شركة «شيروين ويليامز» الأميركيّة المتخصّصة في مجال صناعة الطلاء عن 40 لوناً. لم تستثني الأخيرة، التدرجات الفاتحة (الشقراء) من البنّي، والتدرّجات المشتقة من لون الرمال المحايد.
البنّي مرغوب هذا الشتاء في الديكور الداخلي وهو يطل بصورة عصريّة للغاية

لون ديكورات الشتاء
عن البنّي في الديكور، يقول مهندس التصميم الداخلي على حمّود لـ «سيدتي» إن «اللون المذكور الذي يتصف بالدفء والأناقة هو خيار مفهوم من ملّاك المنزل، بعد أن عاشوا فترات من الحجر المنزلي والقلق جرّاء الوباء، أثناء جائحة كورونا؛ صحيح أنّه لم يعلن أحد عن انتهاء فصول الوباء بعد، لكنّ الواضح أن البنّي مرغوب هذا الشتاء، وهو يطل بصورة عصريّة للغاية».

يعدّد حمّود استخدامات اللون راهناً، فيقول إن «البنّي العائد إلى خشب الجوز والسنديان مناسب لتكسية الجدران». ويضيف أن «الخشب البنّي، مهما كانت التدرج اللوني الخاصّ به (باستثناء البنّي المحمرّ) يُلبّس الأرضيّات»، مع الإشارة إلى تعدّد أشكال «الباركيه» الدارج. ويلفت إلى أن «النسيج البنّي يُغلّف الكنب، وقطع الأثاث الأخرى»... لكن، لا يُحبّذ المصمّم الإفراط في استخدام البنّي، بل تطعيم المساحات الداخليّة به، موضّحاً أن «اللون المذكور يتألّق في الديكورات البوهيميّة و«المودرن» وتلك المسايرة للموضة، من دون الإغفال عن الكلاسيكيّة منها». ويتابع الكلام عن استخدامات البنّي في الديكور، فيقول إن «الخشب البنّي الفاتح الظاهرة عروقه القليلة يكسو أرضيّات المنزل «المودرن» وجدرانه وأبوابه، مع تسليط الإضاءة على الجدران الخشب لتبيان العروق الخفيفة، بطريقة جذّابة. كما يمزج البنّي بالرمادي للتوظيف في المفروشات وأطلية الجدران وحتّى الرخام الذي يستخدم في تجميل الجدران»، مضيفاً أن «البنّي اللمّاع، بدوره، يبرز على الجدران والأبواب وحتّى الطاولات والخزائن». بالمقابل، يناسب الخشب البنّي الداكن، حسب حمّود، الديكور الكلاسيكي أو أي مدرسة تنتمي تحت لوائه (الباروك، مثلاً)، خصوصاً مع الحفر على الخشب الموحي بالفخامة». ويفضّل المصمّم الجلد البنّي للمفروشات، بعيداً عن توظيف اللون في حياكة الستائر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]