في الجولة في بعض شوارع العواصم الأوروبيّة، لا سيّما في لندن، يسهل العثور على أبنية تبدو واجهاتها كأنّها مستلة من أفلام الأميرات التي تعشقها الصغيرات؛ هذه الأبنية ترجع إلى العصر الفكتوري، وتمتاز واجهاتها بالأسقف العالية المحدّبة والمزخرفة (الجملون) والنوافذ الناتئة والمؤطرة والمزجّجة بالزجاج الملوّن وأعمال الطوب الزخرفية... في استرجاع للطراز الفكتوري في الديكور، الجدير بالذكر أنّه خلال الثورة الصناعيّة، تمكّنت العائلات المتحدرة من الطبقة الوسطى من زيادة مداخيلها، الأمر الذي انعكس على دواخل المنازل التي أصبحت تعجّ بالمقتنيات، من أثاث وإكسسوارات، لعكس الواقع الاجتماعي الجديد.

عهد الملكة فكتوريا

عرفت الفترة الممتدّة بين 1837 و1901، وتحديدًا عهد الملكة فكتوريا، الإنتاج الضخم والرخيص للأدوات المنزلية، ما جعلها في متناول الأشخاص الذين لم يكن بإمكانهم شرائها من قبل. كانت هذه الفكرة الرئيسية للمنازل فكتورية الطابع، والمزدحمة بالأثاث وعناصر التزيين، إذ لا يخلو أي سطح في هذا النمط من الصور الفوتوغرافية والصور المؤطرة والخزف الصيني والزهور في المزهريات والهدايا التذكارية. أضف إلى ذلك، أثّر السفر إلى اليابان والهند في إضافة عناصر تصميميّة إلى المنازل.
كانت الألوان السائدة في المنازل الفكتورية داكنة وغنيّة، وتشتمل على: الكستنائي والأحمر والبورغندي والأخضر الداكن والبنّي الداكن والأزرق الكحلي.
الجدير بالذكر أن للأوان حضورًا قويًّا في الطراز الفكتوري، وهي تحلّ في كل زاوية، فضلًا عن الجدران.

خصائص النمط الفكتوري في الديكور

الأرضيات المكسية بـ"الباركيه" ذي التدرجات اللونية المتوسّطة، مع جعل السجاد كبير الحجم والمنقوش يتوسّط كل منطقة داخليّة، من دون أن يحجب الخشب.
الأنسجة الدمشقيّة الحرير الثقيلة والمخمل التي كانت تصمّم الستائر، كما الأنسجة والأقمشة القطنية المنقوشة بنقوش كبيرة، والخاصّة بالوسائد وتكسية المقاعد. للدانتيل حصّة أيضًا، وهو كان يحلّ في إطار التزيين، وذلك على ظهور المقاعد والطاولات وعلى الرفوف.
وحدات الإضاءة كثيرة في ديكورات المنزل الفكتوري؛ تحمل الوحدات المذكورة المصابيح المنضدية المزخرفة، وهي تحلّ في غرف الطعام والمعيشة والجلوس والمداخل، بالإضافة إلى الثريات والشمعدانات.
كان كل من الأرائك المدعمة بالأزرار والأثاث المنحوت من خشب الماهوجني أو الجوز أو البلوط شائعًا في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الأثاث المحفور باليد وباهظ الثمن.
كان الرخام شائعًا أيضًا في المنازل طوال العصر الفكتوري؛ إذ صمّمت الخامة المذكورة الدافئ التي لم تخلو المنازل منها، كما أسطح الطاولات، وصنعت العناصر الزخرفيّة.
.
النمط الفكتوري في المنزل المعاصر

صورة تبيّن كيفيّة استعادة النمط الفكتوري في المنزل المعاصر؟ (الصورة من www.bhg.com)
لاسترجاع النمط الفكتوري في المنزل المعاصر، من المُمكن الاستثمار في الأثاث عالي الجودة واستخدام تركيبات الإضاءة المصنّعة في أوائل أو منتصف القرن العشرين وإضافة تفاصيل معمارية مثل خزائن الكتب المدمجة بالجدران أو التشكيلات الجبسية التي تتخذ هيئة التيجان أو الأفاريز على الحوائط، أو الألواح الخشبية...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]