يستهلك الكثير من المرضى في الوقت الحالي كمية كبيرة من نبتة القناب (قنابس/ حشيش/ ماريجوانا) الطبي، التي تزيد شهريًا 100 مرة تقريبًا عن جرعة اللازمة، اذ ظهر أن هذه الكمية الكبيرة لا تقلل من الألم بشكل فعلي، لكنه يزيد من الآثار الجانبية بسبب هذه الجرعات الزائدة، وهذا حسب بحث تم اجراؤه مؤخرًا، الذي عمل على نجاعة وسلامة العلاج بعشبة القنب الطبي بواسطة جهاز من نوع "SyqeAir "، الذي تم نشره مؤخرًا في مجلة " Pain Reports ".

البحث تم اجراؤه من قبل شركة " مطور استنشاق القناب الإسرائيلي "SyqeAir "، على 143 مريضًا يعاني معظمهم من آلام مزمنة، وظهر أن استخدام جرعة قليلة من نبتة القناب كان ناجعة أكثر بإزالة الألم وأقل ظهور للآثار الجانبية على المرضى، بمشاركة كل من د. يهوشع (شوكي) أفيرام مدير قسم الأبحاث العيادية في الشركة، وبروفيسور ألون أيزنبرغ عميد القسم الطبي في التخنيون ود. دنييلا عتسموني وهي محامية المتخصصة في براءات الاختراعات الطبية.

توسع في صناعة القناب الطبي في البلاد

وحسب ما ورد في موقع واينت، فإن صناعة القناب الطبي تتجه نحو التطور في البلاد وبشكل سريع، واليوم يوجد 115 ألف إسرائيلي الذين لديهم رخصة استخدام القناب. ونحو 80% منهم يستهلكون القناب بواسطة التدخين. ويمكن جهاز الاستنشاق الطبي "SyqeAir " باستنشاق القنابس، دون اضرار التدخين، وتمت المصادقة باستخدامه من قبل وزارة الصحة في إسرائيل وكندا.

ويفيد البحث أنه تم جمع معطيات 143 مريضًا معدل أعمارهم 62 عامًا، و72% منهم يستخدمون جهاز الاستنشاق بسبب ألم مزمن في الأعصاب، ومن تبقى من مستهلكي القناب بوسائل أخرى، وأن الجرعة اليومية معدلها كان 1,500 غرام من " THC " مادة القناب النشطة، وذلك بعد مرور 120 يومًا على العلاج، حيث أعلن المستخدمين لجهاز الاستنشاق على انخفاض الألم بنسبة 22.8%، بينما أعلن متعالجون الذين عانوا من آلام خطرة قبل بدء العلاج (مستوى 8 أو أكثر بسلم 10-0)، عن انخفاض نسبة الألم 28.4%. كما وأعلن 92% من المتعالجين عن تحسن جودة حياة المرضى مقارنة بالفترة التي سبقت العلاج.

أقل اثار جانبية لدى المرضى...

ويفيد البحث، أن المتعالجين بجهاز الاستنشاق بلغوا عن آثار جانبية أقل من هؤلاء المتعالجين عبر الوسائل القديمة مثل التدخين أو التدخين الإلكتروني أو تناول الزيت، بعدما تم ملاءمة الجرعة المناسبة لهم، وأقل من 4% من المتعالجين بواسطة جهاز الاستنشاق كان لديهم آثارًا جانبية، وعدد أقل من الأشخاص الذين بلغوا عن الظواهر جانبية نفسية خطرة المرتبطة بعلاج القناب الطبي.

كمية قليلة تنجح بتقليل من نسبة الألم...

وجاء في التقرير الذي نشر عبر موقع واينت، أن د. يهوشوع (شوكي) أفيرام، مقتنع بأن الجرعة القليلة من القناب كافية لتقليل الألم، اذ قال: " يتلقى المتعالجون اليوم كمية كبيرة من القناب، ومعظم المتعالجين يبدأوا من 20 غرام، وبعد 3 أشهر يتم زيادتها الى 30 أو أكثر ".
وتابع د. افيرام: " أعرف مريضًا الذي يستهلك 180 غرام من القناب شهريًا، ومع ذلك، فإن زيادة الاستهلاك الشخصي لم تساعد بالتخفيف من الألم وفيها بعض المخاطر، يمكن للقناب التخفيف من الألم لمدى معين، لكن في حين استخدامه بكميات كبيرة، ليس فقط لا يأتي بالتخفيف، انما يأتي بالآثار الجانبية، وهناك مخاوف لظهور آثار جانبية التي من الممكن أن تؤثر على القلب والنفسية وتؤدي الى أمراض نفسية، هذه الأمور أدت الى إيجاد حل لابتكار جهاز الاستنشاق، الذي يمكن للمتعالج تلقي جرعة صحيحة ودقيقة من القناب.

وأكد د. افيرام: " أن الجرعة الدقيقة للقناب بواسطة جهاز الاستنشاق، تكون دائمة ثابتة، وتأتي بعد ملاءمة الجرعة للمرضى، الذين لم يبلغوا تقريبًا عن أي آثار جانبية، وهذه الميزة الأساسية، بأن الآثار الجانبية تكون بسيطة نسبيًا، بينما الاثار الجانبية الصعبة مثل النفسية والانفصام بالشخصية لا تظهر لدى الأشخاص الذين يستخدمون جهاز الاستنشاق وذلك بسبب الجرعة القليلة، وتسكين الآلام هو نفسه ".

ويعتبر هذا البحث الأول الذي يمكن من خلاله المعرفة الصحيحة لمادة (هيدرو كانابينول) المتواجدة في القناب والتي تؤثر على الجانب النفسي للمتعالج، رغم حقيقة أن هذه الكمية تصل الى القليل من الملغرامات، أقل بـ 10-100 مرة من التي يستهلكها من بواسطة استخدامات أخرى، تقليل الألم الذي تم الإبلاغ عنه تعادل ذلك الذي تم تحقيقه من خلال استهلاك 40-20 غرام من القناب في الشهر بطرق أخرى. وهذه النتائج يمكن أن تبدو واعدة وتحتاج الى مراقبة مستمرة ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]