قام المهندس د. د. يمين والمهندس د. غيريز شموئيلي من جامعة تل أبيب بدراسة العلاقة بين موجات الحر في موسم الصيف وبين زيادة حالات الوفاة.
درس البحث العلمي موجات الحر في السنوات 2012-2020 وعدد حالات الوفاة، بدون وفاة المتأثيرين بفيروس كوفيد 19 خلال أيام الحر العالية.
تم تحليل المعطيات بطريقتين: الأولى من خلال فحصة حالات الوفاة الزائدة وفقا لنموذج يفحص البيانات اليومية لدرجات الحرارة والرطوبة وحالات الإصابة بالأمراض التنفسية، (الموديل الذي وصفتها ميخال بيتان وآخرين، 2020) والثانية من خلال المقارنة الأسابيع عالية الحر والأسابيع القريبة من فترة الحر العالية بدون العلاقة تنبآت الموديل.
تشير كلا الطريقتين إلى الزيادة الملحوظة بعدد المتوفين في إسرائيل – 363 شخصًا. علي سبيل المثال، توفي خلال موجة الحرّ التي بدأت في نيسان 2013 871 شخصا بينم التنبؤ المتوقع كان 811 شخصا في الأسبوع. كان عمر معظم المتوفين فوق سبعين سنة ونسبتهم 88.5% من مجموع المتوفين إثر موجة الحر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة عالية من النسبة الاعتيادية لوفاة في هذه المجموعة من العمر التي تصل إلى 70%-73% من مجموع المتوفين. وقد تشير هذه الزيادة إلى حساسية هذه الفئة من الناس إلى الحرّ الزائدة.
تشير الدراسات التي تم إجراءها في انحاء العالم إلى تأثير الحرّ الزائدة على عدد الوفيات وعدد الناس الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفى وبالتالي زيادة تكاليف العلاج الطبي. أما الأعراض الطبية الشائعة فيه الأمراض القلبية والتنفسية وامراض أوعية الدم والكلية من ناحية والأمراض النفسية وجفاف الجسم. أما الفئات الاجتماعية الأكثر حساسة لهذه الأمراض خلال موجات الحرّ فهي الكبار بالسن والنساء والمجموعات المتدنية اقتصاديًّا واجتماعية.
من الجدير بالذكر أن تواتر موجات الحرّ وشدّتها في أرجاء العالم بما فيها إسرائيل تزداد مع مرور السنين. فمقارنةً بالتأثير الشامل والواضح للفيضانات والحرائق أكثر من يعاني من موجات الحرّ هي الفئات الضعيفة.
توصي هذه الدراسة بزيادة الأبحاث العلمية لفهم التداعيات الطبية لموجات الحرّ والاستعداد لها قدر الإمكان لتقليل الوفايات المبكرة والمعاناة والنفقات الطبية فمعظم العواقب الطبية لموجات الحر يمكن منعها من خلال الاستعداد وأنظمة التنذير ذات الأثر الاقتصادي.
تقوم الوزارة لحماية البيئة بالتعاون والوزارات الحكومية الأخرى بوضع الخطط الخطط للاستعداد والتصدي لأزمة المناخ بما فيه الاستعداد للتصدي لموجات الحرّ.
تهديد ازمة المناخ
الوزيرة لحماية البيئة تمار زاندبرغ، قالت معقبة: تشكل أزمة المناخ تهديدا حقيقيا للصحة والحياة. تشير الدراسة إلى تأثير موجات الحر وأزمة المناخ على الوفيات الزائدة خاصّة في الفئات السكانية الضعيفة. فيجب على جميع الهيئات الحكومية والسلطات المحلية الاستعداد لموجات الحر من أجل الحد من الوفيات المبكرة والمعاناة والنفقات الطبية.
العالمة الرئيسية في الوزارة لحماية البيئة البروفيسور نوغا كرونفيلد شور، قالت: مقارنةً مع الفيضانات أو الحرائق حيث يكون التأثير المادي المباشر على الاقتصاد وصحة الإنسان واضحًا يبدو أن تأثير موجات الحرارة أكثر تعقيدًا. تشير هذه الدراسة المتحفظة إلى زيادة الوفيات نتيجة موجات الحرارة فمن المهم للغاية فهم العواقب الطبية لموجات الحر من أجل منعها والاستعداد لها قدر الإمكان وذلك لتقليل المعاناة والنفقات الطبية والوفيات المبكرة ، خاصة في الفئات السكانية الضعيفة. معظم العواقب الطبية لموجات الحر يمكن الوقاية منها اقتصاديًا أيضًا. فضمن مشروع الاستعداد للتصدي لأزمة المناخ المشترك لعدد من الهيئات الحكومية تقوم الوزارة لحماية البيئة بالاستعداد للتصدي لموجات الحر التي قد يزداد عددها وشدّتها.
[email protected]
أضف تعليق