افة احراق المدارس التي لم تنته يوما منذ ان بدأت في النقب في السنوات الاخيرة، تعود لتتصدر المشهد من جديد، مع بداية العطلة الصيفية وانطلاق المدارس للصيفية او المخيمات، استفاق اهالي رهط على مأساة جديدة لاحدى المدارس، التي استهدفها مجهولون في ساعات ما بعد منتصف ليلة امس وقاموا باحراقها، ما ادى الى خسائر مادية فادحة، والضحية هذه المرة هي مدرسة البيان الابتدائية.
هذه المدرسة وكما قال شهود عيان من داخلها كانت قد تعرضت للاقتحام والسرقة من قبل مجهولين ملثمين قبل احراقها بليلة واحدة، ويبدو ان الحادثين غير منفصلين عن بعضهما البعض، في جريمة يندى لها الجبين، ادت الى تعليق كافية فعاليات المهيمات الصيفية وغيرها في المدرسة حتى استكمال الاجراءات اللازمة.
طابق كامل وخسائر بمليون شيكل
القائم باعمال رئيس بلدية رهط السيد فيصل الهزيل تجول في المدرسة وحاول مع طواقم مختصة حصر الخسائر وقال واصفا الحادث المؤسف:" كل الطابق الثاني في مدرسة البيان انتهى ولا يمكن استعماله، ونحتاج لبنائه من جديد وترميمه من جديد، للاسف لم يأتي هؤلاء الفاعلون من بئر السبع او من كيبوتس شوفال او من كريات جات انما هم من ابناء مدينة رهط!".
الخسائر الفادحة والجسيمة والتي قدرها مخمن حضر الى المكان من شركة التأمين وجهات مختصة اخرى تقدر بمليون شيكل تقريبا، النيران التهمت عددا من الصفوف وغرف الحاسوب والادارة المدرسية بالكامل، فيما تواصل الشرطة ومحققو سلطة الاطفاء والانقاذ التحقيق في ملابسات الحادث، والذي رجحت كافة الجهات انه بفعل فاعل.
الاهالي في مدينة رهط عبروا عن غضبهم واستيائهم من الحادث، وطالبوا بان تتخذ الشرطة كافة الاجراءات الللازمة للقبض على الفاعلين، واجبارهم على دفع غرامات مالية باهظة بحجم الضرر الذي تسببوا به للمدرسة، حتى يكون الفاعل عبرة لمن يعتبر، حيث ان هذه الاضرار في الممتلكات العامة كثيرة وبالملايين وهي على حساب مشاريع اخرى يفترض انشاؤها في رهط.
يذكر ان مدينة رهط تشهد في السنوات الاخيرة موجة اعتداءات كبيرة على المؤسسات التعليمية والعامة، تعود اسبابها لخلافات على الوظائف فيها، ما يكلف خزينة البلدية عشرات ملايين الشواقل سنويا.
مشين ومخزي
د. علي الهزيل مدير قسم التربية التعليم في بلدية رهط قال خلال تواجده في مكان الحادث :" هذه عملية تخريبية من الدرجة الاولى، حيث هذه مدرسة في عز نشاطها الصيفي يقوم متطفلون باحراقها لاسباب غير معروفة، هذا شيء مشين ويؤذي جهاز التربية والتعليم ونحن نستنكر هذه العملية".
هذا الجريمة التي باتت تحدث كل فترة واخرى في رهط وغيرها من بلدات الجنوب، اثات غضب وحفيظة السكان الذين اكدوا ان هذه الظاهرة يدفع ثمنها الطلاب الذين كانوا بانتظار المشاركة في المخيم الصيفي الاسبوع القادم، وقال مدير احدى المدارس في رهط:" نأسف جدا ان تكون مثل هذه المناظر في مدارس التي تخدم طلابنا و تساعد اولادنا، وينبغي ان تكون حرمتها كحرمة مسجد و يمنع منعا باتا الاقتراب من المدارس".
في ظل هذا الوضع اللامعقول وغير المقبول، يطالب المسؤولون السكان بالوقوف معا ضد هذه الموجة والعمل بكل الطرق من اجل الحد منها، ومنع الجريمة التخريبية القادمة، رغم ان الكثير من ملفات احراق المدارس تحديدا قيدت ضد مجهول لعدم منابعة الشرطة والجهات المختصة لهذا الامر بحزم زجدية، ولربما لان المسبب معروف مسبقا، ما يدفع بالمسؤولين الى عدم الضغط لمتابعة هذه القضايا بجدية.
[email protected]
أضف تعليق