سلس البول، هو حالة صحيّة متعلقة بفقدان السيطرة على المثانة، مما يؤدي الى تسرب البول بشكل لا ارادي، الأمر الذي يؤثر على الحياة الشخصية، النفسيّة والاجتماعيّة لمن يعاني من هذه المشكلة الصحيّة، وهذه الحالة أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال، هناك الكثير من العوامل التي تزيد من خطر إصابة النساء بهذه الحالة، وفي لقائنا اليوم سوف نخصص هذا اللقاء حول مشكلة سلس البول عند النساء.

لذلك توجه موقع بُـكرا إلى الطبيبة جونيا الشيخ عامر، المختصة في طب النساء والتوليد والمسالك البولية، وهي مديرة قسم جراحة المسالك البولية ومشاكل الحوض في مستشفى العائلة المقدسة- النمساوي في الناصرة، للحديث عن هذه المشكلة الصحية التي تعاني منها نسبة كبيرة من النساء.

 ما هو سلس البول وما هي أسبابه؟  

د. جونيا: " سلس البول عبارة عن ظاهرة تتسبب في خروج البول بشكل لا ارادي لدى المرأة، وهي مشكلة شائعة اليوم عند النساء، منهن من تخجل من التحدث عن هذه الحالة، أو لا يوجد لديهن معرفة أنه من الممكن معالجتها لدى طبيبة أو طبيب مختص.

نحن نتحدث عن امرأة واحدة من بين 3 نساء تعاني من هذه المشكلة الصحيّة.

أنواع سلس البول...

وحول أنواع سلس البول قالت د. جونيا: ": يوجد عدة أنواع من سلس البول، ولكن سنتحدث عن 3 أنواع أساسية:

سلس الاجهاد:

هو تسرب للبول يكون بشكل مفاجئ، نتيجة لمجهود تقوم به المرأة، مثل السعال، العطاس، الضحك، حمل أجسام ثقيلة، وهو الأكثر شيوعا ويشكل بين 50-60% من النساء اللاتي يعانين من سلس البول.

السلس المُلح:

هو تسرب البول بشكل مفاجئ، لا تستطيع المرأة أن تمتلك نفسها الى حين الوصول الى الحمام، ويمتلكها الشعور الدائم أو الحاجة المُلحة للدخول الى الحمام للتبول، ويصعب سيطرة المرأة على الوضع.

ونحن نتحدث عن نسبة تتراوح بين 10-20% من النساء اللاتي يعانين من سلس البول.

سلس البول المختلط:

النوع الثالث هو يجمع بين سلس البول المُلح والاجهاد، وهناك الكثير من النساء اللاتي يعانين من هذه الحالة، في بعض الأحيان هناك صعوبة في التفرقة بين أنواع سلس البول.

هل للحمل تأثير على وجود هذه الصحية، حتى بعد الحمل ايضًا؟

د. جونيا: " اكيد، من أبرز الأسباب لسلس البول هو الحمل والولادة، فنحن نتحدث أكثر عن الولادة نفسها، وبالأخص الولادة الأولى، وبالطبع إذا كانت الولادة مع أجهزة مثل

طبعًا إذا كانت الولادة مع أجهزة مثل جهاز الشفط " الفاكوم "، أو اذا كانت تجربة الولادة فيها تجربة صدمة للمرأة التي يمكن أن تؤدي الى خلل في المسالك البولية ويمكن أن يؤدي الى إصابة المرأة بسلس بول.

بالإضافة الى وزن الجنين في الولادة الطبيعية اذا كان كبيرًا من الممكن أن يؤدي الى هذه المشكلة ".

أسباب أخرى:

وتابعت د. جونيا هناك أسباب أخرى تؤدي الى سلس البول لدى النساء منها:

الجيل المرأة: إذا كانت المرأة في جيل متقدم من العمر، ستعاني من مشكلة سلس البول أكثر، تشير المعطيات أن 50% من النساء من جيل 60-70، 50% منهم لديهن مشكلة سلس البول.

نمط حياة المرأة:

تؤكد د. جونيا، أن نمط الحياة والنمط الصحي للنساء يؤثر على مشكلة سلس البول، وخاصة من لديها سمنة زائدة، النساء اللاتي يحملن أوزانًا ثقيلة، يمنع رفع الأوزان الثقيلة، حيث يصبح لديهن مشكلة في الحوض، ومن المهم أن تمارس المرأة الرياضة من أجل شد عضلات الحوض.

التأثير الوراثي:

المرأة التي لديها حالات في العائلة تعاني من سلس البول، يمكن أن تصاب بهذه المشكلة الصحية.

عوارض:

د. جونيا: " هذه المشكلة الصحية لديها الكثير من العوارض التي تؤثر على جودة حياة المرأة، منها:

عوارض اجتماعية زوجية وفي العلاقة الجنسية، التأثر على نمط حياة المرأة في العمل بسبب حاجتها الملحة الى الدخول للحمام.

وفي بعض الأحيان تصاب المرأة بالتهابات بالبول.

النساء كبار السن، اللاتي يعانين من سلس بول المُلح، يضطررن للاستيقاظ المتكرر خلال الليل من أجل الدخول الى الحمام، ممكن أن يؤدي هذا الدخول المتكرر الى سقوطهن.

تشخيص الحالة:

د. جونيا: " التشخيص جدًا سهل، المرأة ليست بحاجة لعمل فحوصات، وعلى المرأة ان تعرف انه يوجد تخصص لعلاج الحوض والمسالك البولية، وتتوجه لطبيب/ة العائلة أو الطبيب/ة في التخصص النسائي، الذين يقوموا بتوجيهها إلى طبيب/ة مختص/ة في الحوض والمسالك البوليّة، الذي هو في الواقع التخصص الذي أعمل به، وبعد توجه المرأة الي أقوم بالاستماع الى مشكلتها، واجري بعض الفحوصات اللازمة، فحوصات في طب النساء، وفحص إضافي في العيادة بالمستشفى وهو سهل وغير مؤلم من أجل تشخيص أي نوع سلس تعاني منه المرأة ".

وتابعت د. جونيا: " هناك حالات معينة نأخذ فحوصات أخرى للمرأة، والتي ممكن أن تحتاج بعض الأحيان الى فحص الأمواج الصوتيّة " اولتراساوند " للحوض.

من المهم معرفة إذا كانت تعاني المرأة من التهابات للبول، وفي معظم الحالات نقوم بإجراء فحص للبول.

اغلب الحالات ممكن نشخصها بالعيادة عن طريق فحص قصير والحديث مع المرأة.

مشروبات محفزة لسلس البول ويجب تجنبها:

د. جونيا: " أنصح في البداية كل امرأة أن تبدأ بتغيير نمط حياتها، من خلال اتباع الحمية الصحية وتجنب المشروبات التي فيها كفايين مثل القهوة التي تؤدي الى سلس البول المُلح، وأيضًا تجنب شرب النسكافيه والشاي والشكولاتة لكونهم يحتوا على الكفايين، وتسبب إلى انقباض كيس البول بشكل لا ارادي، يؤدي الى مشكلة سلس البول المُلح، بالإضافة الى شرب الكحول الذي يحفز كيس البول ويؤدي الى انقباضات لا ارادية لكيس البول تؤدي الى تلك العوارض".

علاج هذه المشكلة الصحية...

د. جونيا: " يتعلق العلاج بتشخيص المشكلة بشكل دقيق، اذا نتحدث عن سلس بول المُلح، نبدأ بالعلاج الفيزيائي " فيزوترابيا "، ولدينا في المستشفى معالجة فيزوترابيا مختصة في منطقة ومشاكل الحوض وهو امر مهم ويساعد.

نقوم بالوحدة الخاصة لدينا بالمستشفى، منح المرأة كل العلاج التي هي بحاجة له من ناحية عضلات الحوض ودون الوصول الى العملية.

بينما العلاج الثاني، نطلب من المرأة التخفيف من كل المشروبات التي تحفز الى ادرار البول، واتباع حمية طبيعية ونهج حياة صحي، والتنقيص من الوزن لان السمنة تؤثر وتزيد بنسبة 50% من احتمال أن يكون لدى المرأة يكون مشكلة سلس بول، بالإضافة الى ضغط الدم وأمراض سكري.

وبعد ذلك اعطيها علاج عن طريق الدواء هناك مجموعة من الأدوية المعالجة، وهنا الحديث فقط عن سلس البول المُلح.

وعندما نتحدث عن امرأة تعمل مجهود، او سعال او تحمل اوزانًا ثقيلة نتحدث هنا عن العلاج عن طريق العملية الجراحية، تسمى عملية الشريط الجراحي حيث يتم وضع شريط تحت المثانة وهذا الشريط يمنع خروج البول بعد عدة أسابيع من العملية يبدأ مفعول العملية.

عملية أخرى، وضع بوتكس لكيس البول، الذي يؤدي الى عدم انقباض كيس البول بشكل غير ارادي، وهذه العملية نجريها أيضًا لمعالجة سلس البول المُلح.

عملية أخرى، وضع حلقة من السيلكون في المهبل، لكن عادة الأشياء الأساسية عن طريق الدواء وتغير نمط الحياة ".

نصيحة للنساء:

د. جونيا: " أتوجه للنساء بنصيحة، وهي عدم الخجل من التوجه الى الطبيبة المختصة، زيارة الطبيبة هي خجل اقل من خجل المعاناة من هذه المشكلة بشكل اليومي، التي من الممكن أن تؤدي الى مشكلة نفسية لدى المرأة.

في المستشفى النمساوي وحدة كاملة لمشاكل الحوض والمسالك البولية، التي يمكن معالجة هذه المشكلة الصحيّة فيها، والأمر ليس بحاجة لمجهود كبير، وجودة حياتك هي اهم من كل شيء ".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]