في بحث مميز للدكتورة لونا تمر، من الناصرة، المتخصصة في علم الوراثة الجزيئي والكيمياء الحيوية، اكتشفت حلًا للغز كيفية ترتيب وحفظ المادة الوراثية DNA.
وفي حديث لموقع بكرا مع د.لونا تمر، حول البحث قالت: "حل لغز كيف يتم ترتيب وحفظ المادة الوراثية DNA, الذي يحوي على قرابة 30 الف جين بطول 2 متر، داخل نواة خلايا الجسم التي لا يتجاوز حجمها عن بضعة أجزاء من الألف من المليمتر".
واضافت: "وجدنا أن الوحدات الأساسية في بناء الحمض النووي او الحروف التي تكتب بها سلسة الجينات تترتب بشكل تدريجي في نواة الخلية في جسم الانسان. لنتخيل أن سلسلة ال DNA هي سلسلة مكونة من عقد اللؤلؤ باللونين الأحمر (تركيز أحرف C:G) أو الأزرق (تركيز أحرف A:T). يوجد سلاسل في جيناتنا مع تركيز لؤلؤ أحمر أكثر من أزرق وبجانبها سلاسل مكونة من تركيز لؤلؤ أزرق. وجدنا أن هذه السلاسل تلتوي في النواة بحسب تركيز ألوان اللؤلؤ. تركيز السلاسل مع لؤلؤ أحمر متواجدة في مركز النواة وكلما ابتعدنا عن مركز النواة كلما خفّ تركيز اللؤلؤ الأحمر وازداد تركيز اللؤلؤ الأزرق بالتدريج وهكذا تترتب الجينات في نواتنا. وجدنا أن الجينات في مركز النواة حيث تركيز اللؤلؤ الأحمر لديها مبنى architecture مختلف كليا عن مبنى الجينات البعيدة عن المركز".
البحث يعتبر اختراقي حيث حلّ سؤال عمره اكثر من 30 سنة
وتابعت: "هذا البحث يعتبر اختراقي حيث حلّ سؤال عمره اكثر من 30 سنة فيه اقترحوا طريقتين مختلفتين لمعالجة الجينات البشرية ولم ينجحوا في حل السؤال وإثباته حتى اليوم. في بحثنا أثبتنا تواجد طريقتين العلاج وزيادة على ذلك أظهرنا أن الطريقة الأولى تعالج جينات الموجودة في المركز (مع تركيز اللؤلؤ الأحمر) والطريقة الثانية المختلفة كليا تعالج جينات محيط النواة (البعيدة عن مركز النواة مع تركيز اللؤلؤ الأزرق). هذا الترتيب للجينات في المركز والمحيط يساعد على اتمام معالجتهن في ما يسمى "الوصل البديل" بطريقة أنجع وأسرع".
واشارت الى ان: "خلل في "الوصل البديل" عن طريق الطفرات المختلفة مسؤول عن ما يقارب ثلث الأمراض البشرية بما فيها السرطان. بالسنوات الأخيرة طوروا أدوات مثل "العلاج العكسي لاتجاه النسخ" او ما يسمى Antisense therapy لعلاج الأمراض المختلفة بما فيها ال ALS لمعالجة خلل في الوصل البديل. حسب بحثنا هناك نوعان مختلفان للوصل البديل وكل نوع موجود في مكان مختلف بالنواة ولهذا يجب التفرقة وتحديد نوع كل جين حسب طريقة معالجته وتواجده بالنواة لنصل نتائج أقوى وأدق لعلاج الأمراض المختلفة".
ونوهت ان: "قبل ٣٠ سنة عالمة باسم سوزان برجيت من جامعة هيوستن في أمريكا اقترحت الطريقتين المختلفتين لمعالجة الوصل البديل ولم تنجح في اقناع أي من المجلات العلمية المعتبرة لنشر اقتراحها لعدم ايمانهم لأهمية البحث. وبعد بضع سنوات العالمة اختفت وتركت مجال الأبحاث. مع مرور السنين وزيادة الأبحاث في العالم وجدوا دلائل قليلة هنا وهناك على أن سوزان على حق وبدا واضحا أن هناك طريقتين مختلفتين كليا لمعالجة الجينات ولكن لم يحددوا السبب لهذه الظاهرة حتى الآن. بحثي يصدق نظريتها بالكامل ويقدم لها التقدير فقد سبقت عهدها".
الاكتشاف سيساهم في تطوير العلاجات الجينية للأمراض الوراثية والسرطان
يذكر ان البحث اقيم بالتعاون مع بروفيسور "جيل أست"، يحل لغز كيف يتم ترتيب وحفظ المادة الوراثية DNA, الذي يحوي على قرابة 30 الف جين بطول 2 متر، داخل نواة خلايا الجسم التي لا يتجاوز حجمها عن بضعة أجزاء من الألف من المليمتر.
ويعتبر البحث سابقة علميه عالمية، والاكتشاف المهم تم بواسطة طالبي الدكتوراه لونا تمار وأوفير حميري، من مختبر البروفيسور جيل من قسم الوراثة الجزيئية للبشرية والكيمياء الحيوية، في كلية الطب في جامعة تل-أبيب.
وقد أجريت الدراسة بالتعاون مع البروفيسور جيل، جامعة بار إيلان وعلماء من البرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وتم اختيار المقال لغلاف عدد مارس 2022 من المجلة المرموقة Molecular Cell.
الاكتشاف العلمي قد يحل اللغز الذي يقلق الباحثين حول العالم. ويقدر الباحثون أن الاكتشاف سيساهم في تطوير العلاجات الجينية للأمراض الوراثية والسرطان.
[email protected]
أضف تعليق