بقلم : سري القدوة

في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام تبقي المرأة الفلسطينية محورا مهما في صنع القرار الفلسطيني والتي كانت على الدوام شريكة اساسية مع الرجل في مختلف مواقع النضال وضمن مراحل بناء الدولة الفلسطينية لتشارك في كل مجالات الحياة وتساهم في رفد المجتمع الفلسطيني بالفكر والثورة والكفاح ولتكون في ميادين المواجهة اليومية في الشيخ جراح وباحات المسجد الاقصى المبارك وتساهم في حماية الوطن وتدافع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل .

المرأة الفلسطينية عملت بكل قوة ووقفت لتحتل مكانتها وموقعها المتقدم في مختلف الفصائل الفلسطينية وتساهم في معترك السياسة الفلسطينية وقطاع الدبلوماسية ولتمثل فلسطين في مختلف العواصم العربية والدولية فهي تستحق هذه المكانة عن جدارة لأنها في الخندق الأمامي في معركة التحرير والبناء وفي المواجهة اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي وفي الدفاع عن الأرض والمقدسات والثوابت الفلسطينية .

المرأة الفلسطينية كانت حاضرة في المشهد الفلسطيني وفي مختلف الأصعدة سواء الاجتماعية والسياسية وميدان المقاومة والانتفاضة والمواجهة مع المحتل ولتساهم في الدفاع عن الوطن وتحمي فلسطين الدولة المستقلة ولتكرس حياتها خدمة للأجيال القادمة وتتحمل المعاناة والقهر والظلم الناتج عن تفاعلات الاحتلال وممارساته القمعية فتودع ابنها الاسير والشهيد والطريد وتقف عند بوابة المخيم تحمي الحلم الفلسطيني القادم .

لقد كان حضور المرأة الفلسطينية له خصائص مميزة وفي إطار التوجه الفلسطيني من اجل حماية حقوق المرأة بالعمل وتمكينها وتعزيز دورها على المستوى الوطني شاركت المرأة في مراكز صنع القرار ولم تكن يوما هذه القضايا موضع جدل بل وقف المجتمع الفلسطيني داعما لكفاح ونضال المرأة الفلسطينية لتدافع عن الحقوق الفلسطينية والمواطنة والممارسة الديمقراطية بالمجتمع الفلسطيني .

وبرغم من خصوصية المجتمع الفلسطيني الذي ما يزال يعاني من ممارسات الاحتلال الا ان التقدم في مجال حقوق المرأة الفلسطينية اخذ وضعه الطبيعي والقانوني واستحوذ على اهتمام المجتمع بكافة مكوناته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية حيث ساهمت المرأة في الحفاظ على الطاقات البشرية وحمايتها إلى جانب مساهمتها في ارساء أسس الدولة الفلسطينية حيث كانت شريكة اساسية في النضال والبناء .

ولقد كرس المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته من اجل العمل ضمان حقوق المرأة كاملة في كافة التشريعات والقوانين والمنظومة السياسية والقضائية الفلسطينية وبات من المهم استمرار الجهود من اجل التأكيد على وقف اي ممارسات وظواهر سلبية تكرس الهيمنة والعنف في المجتمع تجاه المرأة وحرمانها من ابسط الحقوق حيث تقع مسؤولية إنصاف المرأة وضمان حقوقها كاملة على عاتق المجتمع بأكمله ضمن اطر ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية المتكاملة كمنظومة عمل جمعي موحد يكون كفيل في ترسيخ احترام ومكانة المرأة الفلسطينية وحماية المورث الحضاري والتاريخي للمرأة الفلسطينية في اطار مؤسسات المجتمع المدني من اجل الحفاظ على مكانتها ولتنال جانبا من حريتها في العصر الحديث، ولتساهم فى رفع الظلم والقهر الذي يلحق بها نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته الهادفة الي تدمير المجتمع الفلسطيني .

عظيمة هي المرأة الفلسطينية التي حملت معول النضال وشاركت في الدفاع عن الوطن ووقف متحدية الاحتلال الاسرائيلي على مدار وتاريخ طويل كتب بالدم من اجل فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها وقد كانت المرأة الفلسطينية شريك على قدم المساواة مع الرجل في صنع القرار في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبناء المجتمعي الفلسطيني .



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]