يصادف يوم الجمعة 4/3/2022 يوم السمنة العالمي ويهدف الى رفع الوعي لمشاكل ومخاطر السمنة، وكيفية تجنبها وطرق علاجها. تعتبر السمنة واحدة من آفات العصر ومشكلة صحية معقدة ومتعددة الأسباب والعوامل منها: الوراثية، الفسيولوجية، البيئية، النفسية، كما انها ترتبط وتؤثر على مجمل أجهزة الجسم.
حول هذا الموضوع كتب د. ناصر سكران، رئيس رابطه جراحين لعلاج السمنة الزائدة في إسرائيل ومدير قسم الجراحة العامة في مستشفى العائلة المقدسة في مدينة الناصرة عن أهمية محاربة السمنة التي تنتشر بشكل مقلق في المجتمع العربي بشكل خاص، وازدياد انتشارها في فترة الكورونا، بسبب نمط الحياة الذي فلاضته الجائحة، وعن نية وزارة الصحة بتقليص ميزانيات علاجها.
بداية اريد أن أوضح أن كل من يرى أن زيادة الوزن هي شيءٌ له علاقة بالشكل فحسب عليه أن يعيد النظر في تفكيره، فالسمنة هي مرض يستوجب العلاج، وهي مرض قاتل يترافق مع مخاطر كبرى من خلال الإصابة بأمراض مزمنة أو ربما حتى الموت المبكر. وقد أثبتت دراسات متعددة أنّ ثمّة علاقة متينة بين السمنة وتراجع الأداء البدني واخفاض الإنتاجية بشكل عام. ولا تقتصر آثار السمنة على الإنتاج بزيادة معدلات الوفيات فحسب بل أيضا من خلال زيادة الأمراض وتفاقمها واستفحالها. وليس من قبيل الصدفة أن تلجأ منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من السمنة المرضية القاتلة الوبائية والمنتشرة في العالم أكثر من انتشار المجاعة.
شهد العالم تحولات كبيرة وأصبح عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر من عدد الذين يعانون من المجاعة
لقد شهد العالم تحولات كبيرة وأصبح عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر من عدد الذين يعانون من المجاعة. يقدر عدد سكان الأرض ب 7.7 مليار نسمة مع العلم أنّ هناك أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من الوزن الزائد فيما هناك أكثر من مليار شخص يعانون من سوء التغذية. تقدر منظمة الصحة العالمية أعداد المصابين بالسمنة المرضية في العالم بأكثر من 400 مليون شخص، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض المفاصل وغيرها. وتحذر المنظمة من أنه ما لم يكن هناك تحرك سريع فإن ثمة مخاطر من ارتفاع الرقم أكثر والتي ازدادت حدتها مع تفشي فيروس الكورونا. وتعرّف السمنة بأنها زيادة وزن الجسم عن حدّه الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناجم عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.
أنواع مرض السمنة وتأثيراته على الصحة العامة:
النوع الأول من السمنة هي سمنة البطن، وهي الأسوأ والأخطر. أما النوع الثاني من السمنة، فهو سمنة الأرداف والمؤخرة والنصف الأسفل من الجسم وهي أقل خطرا، ، مع الإشارة إلى ان السمنة الزائدة اجمالا هي مرض قاتل يؤثر على معظم أجهزة الجسم. إن زيادة الوزن والسمنة مسؤولان عن ثلاثة ملايين حالة وفاة سنويا في مختلف أنحاء العالم (14% إلى 20% من إجمالي نسبة الوفيات على مستوى العالم). أجمعت المراكز الأمريكية للسيطرة والوقاية من الأمراض في عام 2004 على ان حوالي 400 ألف من حالات الوفاة سنوياً في الولايات المتحدة تعزى إلى السمنة والى عدم ممارسة الأنشطة البدنية.
السمنة قد تكون السبب في الإصابة بأمراض متعددة مثل: السكتة القلبية، الجلطة، انسداد الشرايين، القصور في الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب وهذا يؤثر على نشاط عضلة القلب. فالقلب يضخ الدم للجسم كله وعلى طول الحياة بمقدار معين يوميا وإذا أصيب الإنسان بالسمنة فإن هذا المقدار يتغير بحيث يؤثر على العمر الافتراضي لعضلة القلب مما قد يصيبها بالتضخم أو يعرّضها للإصابة بجلطة تؤدي عادة إلى الوفاة.
للسمنة تأثيرات سلبية أيضا على الجهاز التنفسي فالرئتان مؤولتان عن إدخال الأوكسجين للجسم، وعليه فإذا كانت هناك سمنة فقد نواجه صعوبة في التنفس بسبب زيادة كمية الهواء المطلوبة للجسم، وقد تحدث جلطة في الرئة.
أفضل أسلوب لعلاج السمنة هو ضرورة اتباع الحمية الغذائية المستمرة والدائمة والاعتماد على نظام غذائي قليل النشويات والحلويات والابتعاد عن الدهون والتركيز بشكل كبير على الخضار والفاكهة وزيادة ممارسة الرياضة والنشاط البدني. إضافة الى تبني أسلوب حياة صحيّ بدلا من تناول العقاقير لفقدان الشهية التي لها أعراض جانبية مختلفة.
طرق العلاج ونضالنا ضد تقليص الميزانيات لمواجهة السمنة:
تؤكّد جميع الأبحاث حول إنقاص الوزن أن الوقاية واتباع نهج الحياة الصحيّ، هم الحلّ الأمثل لمعالجة السمنة. العلاج الأكثر فعالية للسمنة المرضية المفرطة والوحيد هو الحل الجراحي وهو علاج يحمي من مرض السكري ومضاعفاته وهو ما وصفته وزارة الصحة أنه علاج ينقذ الحياة. من جهة أخرى تعمل وزارة الصحة ووزارة المالية على تقليص سعر عمليات تصغير المعدة ب 50 بالمائة. في الأشهر الماضية عملت من كل منصة على ابطال اجحاف وزارة الصحة لان هذا القرار يؤثر على صحة المجتمع العربي وموارد المستشفيات العامة بشكل خاص. دعمنا في نضالنا هذا، أعضاء لجنة الصحة في الكنيست النائب د. أحمد الطيبي والنائب علي صلالحة والنائب مازن غنايم واخرون وشاركوا دعمهم من خلال الجلسات التي بادرت اليها وزملائي في لجنة الصحة في الكنيسيت، اضافة الى مساندة 100 طبيب مختص وقعوا على عريضة أرسلت لوزارة الصحة تطالب ابطال التقليص المزمع تنفيذه. المعركة لم تنتهي بعد ونحن مستمرون في العمل حتى ابطال القرار الذي من شأنه أن يؤثر سلبيا على الطبقات الضعيفة وعلى المجتمع العربي بشكل خاص، اذ يشكل القرار ضربة للمرشحين لعملية من أجل الشفاء من السمنة في المجتمع العربي الذي يفتقد بغالبيته الى التأمينات الخاصة والمكملة مقارنة بالمجتمع اليهودي مما يخلق واقعا يجعل من الحصول على هذه الخدمة الطبية أمرا صعب المنال ومكلفا وبعيدا عن المناطق الجغرافية للسكان العرب.
الخبر والصور على مسؤوليتي وارجو وضع هذا الموضوع على اجندتكم وباستطاعتي توفير مقابلين اخرين حول الموضوع مثل بروفيسور نعيم شحادة وبروفيسور بشارة بشارات واخرين
[email protected]
أضف تعليق