التهاب الأمعاء التقرحي، هو مرض الذي يصيب الأمعاء نتيجة لتقرحات وجروح تصيب الأمعاء التي تؤدي الى التهابها، وهو عبارة عن مرض يلازم المريض طوال حياته.

عن المرض، أسبابه وسُبل الوقاية منه، التقى موقع بُـكرا مع د. محمد مصاروة مختص في أمراض الأمعاء بمستشفى هداسا- القدس.
العامل الوراثي أحد أسباب المرض.
وفي حديثه قال د. محمد: " يعتبر هذا المرض، بمثابة سلة من الأمراض المعروفة باسم " الأمعاء التقرحية "، وهي نتيجة لتقرحات أو جروح في الأمعاء، التي نتجت عن التهاب، وأشهر أمراض التهاب الأمعاء التقرحي هما:

مرض الـ " Crohn disease " ومرض " Ulcerative colitis " هذه الأمراض تؤثر على الأمعاء وتمس بالأمعاء الغليظة والدقيقة وتؤدي الى مضاعفات عدة ".

وتابع د. مصاروة: " يوجد عوامل عدة للإصابة بالتهاب الأمعاء التقرحي، وهي:

الاحتمال الأبرز هو العامل الوراثي: فاذا كان أحد الوالدين مصابًا بالالتهاب فتزيد إمكانية حدوث المرض عند الأولاد أو الأشخاص الذين يُعاني أحد أفراد عائلتهم بالمرض.

التغذية الصحيحة: مثل تناول المأكولات غير الصحية والأكل السريع، الطعام المحلى المشبع بالسكريات، الذي من الممكن أن يؤدي الى تغيير في الجينات، وتسبب قابليه لهذا المرض لدى الانسان.

خلل في الجهاز المناعي: لجهاز المناعة أهمية كبيرة في الجهاز الهضمي لحماية الجسم من الجراثيم المتواجدة في الطعام، ويعمل على حماية الجهاز الهضمي منها، من خلال التعرف على مكونات الطعام وفصلها عن الجراثيم التي يقوم بمهاجمتها ومحاربتها ".

أعراض المرض:

• الإسهال الشديد.
• الحمى والتعب.
• آلام وتقلصات في المعدة.
• ظهور دم في البراز.

وقال د. مصاروة، انه إذا ظهرت الأعراض لدى أي شخص من المهم الذهاب الى الطبيب لاجراء الفحوصات اللازمة ومعالجتها حتى لا تسوء حالته.

المرض يظهر خلال فترتين من الزمن.

ويشير في حديثه د. مصاروة، أن مرض التهاب الأمعاء يظهر لدى المرضى خلال فترتين من الزمن، الموجة الأولى للأجيال التي تصاب في المرض هو جيل العشرين، والموجة الثانية لهذا المرض، هو جيل الستين عامًا.

المرض يمكن أن يؤدي الى سرطان في الأمعاء!

وأكد د. مصاروة، أنه اذا لم يتم الكشف المبكر عن المرض ومعالجته كما يجب، من الممكن أن يؤدي الى الإصابة بسرطان الأمعاء وخاصة أن هذا المرض أيضًا مناعي متعلق بجهاز المناعة.
فكل التهاب مزمن في أي جزء من الجسم، وعلى سبيل المثال الجهاز الهضمي ويكون هذا المرض فعال ولا تتم معالجته من الممكن أن يؤدي الى سرطان في الأمعاء، مرض الـ " Crohn disease " أو " Ulcerative colitis " هو مرض فعال، الذي من الممكن أن يؤدي بنسبة كبيرة الى سرطان في الأمعاء الغليظة وهو من أنواع السرطان الصعبة، ونشير هنا خاصة للأشخاص في جيل صغير في العشرين او الثلاثين لديهم تقرحات في الأمعاء ولم يتم تشخيص حالتهم بشكل مبكر، وبعد عدة سنوات من الإصابة بالتقرحات ممكن اكتشاف خلايا سرطانية موقعية من خلال فحص المنظار، ويكون الشخص مصابًا بسرطان الأمعاء الغليظة أو حتى الدقيقة.

اتباع حمية البحر المتوسط لتهدئة المرض

د. مصاروة: " عندما يتم تشخيص المريض أن لديه تقرح بالأمعاء، لا يمكن أن يتناول كل الطعام، لأن هناك أغذية التي تهيج المرض، مثل بعض أنواع اللحوم، السكريات المشبعة، بالإضافة الى الطعام غير الصحي.
مشيرًا إلى أن هناك مأكولات التي تؤدي الى تعجيل هدوء المرض وخموله، هذه الأمراض مزمنة والتي ترافق الشخص الى مدى الحياة، ولكن النجاعة في علاج الالتهاب تؤدي الى خمول المرض، لذلك اعتماد حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تعتمد على المأكولات الصحية من طعامنا الصحي الأصيل ومن ثقافة شعوب البحر الأبيض المتوسط، مثل الطعام الذي يحتوي على ألياف وخضار، زيت الزيتون، تناول الأسماك، والابتعاد عن الطعام السريع، مثل البرجر والشاورما، لأنها تؤدي الى التصاق الأمعاء.

من المهم الإشارة ان الشخص الذي يعاني من التهاب في الأمعاء ترافقه مختصة تغذية خبيرة، لتنظيم نظام غذائي صحي له.

نصيحة طبية

مهم جدًا التوعية في المجتمع العربي، لأن التوعية للمرض ليست كافية فيه، في فترة سابقة كنا نعتقد أن المرض نادر حدوثه في المجتمع العربي، لأن طعامنا يعتمد على الغذاء الصحي، ولكن مع دخول ثقافة المأكولات السريعة والأكل غير الصحي، أصبح لدينا حالات كثيرة.
في اللحظة التي يبدأ الشخص الشعور بآلام في المعدة والبطن، ويخرج دم مع الخروج، يجب أن يذهب الى الطبيب من أجل اجراء الفحوصات اللازمة، الهدف ليس تخويف الأشخاص، انما الهدف الوقاية من المرض، وفي حال تم اكتشافه في بدايته تكون طريقة العلاج أسهل، وأفضل اكتشاف المرض في البداية حتى لا يتطور الى حالة خطرة او الى امراض سرطانية. من المهم أن نوصل المرض للخمول حتى يعيش المريض حياته بشكل صحي.






 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]