مرض ويلسون هو مرض وراثي في الجينات، ينتج بسبب تراكم مادة النحاس في جسم الانسان والذي ينتج عنه أمراض في الكبد وفي الجهاز العصبي بالدماغ، وتظهر أعراضه أو في مرحلة الطفولة أو عند البلوغ.

حول المرض، أسبابه وأعراضه، التقى موقع بُـكرا مع د. محمد مصاروة، مختص في أمراض الأمعاء في مستشفى هداسا- القدس.

 زواج الأقارب من مسببات المرض!

وفي مستهل حديثه قال د. مصاروة: " نحن نتحدث عن مرض غير شائع في العالم، ولكنه منتشر في المجتمعات التي فيها زواج أقارب، ومن بينها المجتمع العربي المعروف بعادة زواج الأقارب، وهو موجود في مجتمعات أخرى، لكن بنسبة أقل.

ويعتبر نيلسون مرض جيني وراثين، ويأتي من الأب والأم، وعندما يتحد هذا الجين في جسم الجنين، يصاب بالمرض، وهو مرض صعب جدًا، ويمكن يظهر في سن الطفولة أو عند البلوغ حيث تبدأ أعراضه بشكل صعب وتؤثر على كل أجهزة الجسم، وبشكل خاص في الكبد والجهاز العصبي، وفي حال لم يتم تشخيصه بشكل مبكر، يمكن أن يسبب أضرارًا في جهاز الكبد والجهاز العصبي بشكل كبير الذي لا يمكن الرجعة منه.

ومن المهم جدًا التعرف على هذا المرض والنشر عنه، لأنه في السنوات الأخيرة يتم الكشف عن المزيد من الحالات، ومن خلال الأبحاث ظهرت علاقته بعائلات معينة التي تحمل في جيناتها هذا المرض، والذي مستقبلاً يؤثر على الأولاد، مهم المعرفة المسبقة إذا كان هناك أشخاص في العائلة يحملون هذا المرض ".

 تراكم مادة النحاس في الجسم والتسبب بالاصفرار!

وتابع د. مصاروة: " نحن اليوم بتنا نعرف اسم الكروموزوم المسؤول عن المرض، الناتج عن زواج الأقارب والذي يؤثر على الجهاز العصبي، يبدأ بتأثير بسيط في تغير النفسية والعصبية، إلى تأثيرات أصعب الناتجة عن تراكم النحاس في خلايا الجسم من خلال الطعام الذي نتناوله، والذي يرسب في الدماغ بدلا من الخروج من الجسم، مما يؤدي الى ضرر جسيم في الدماغ وتلفه.

فمن المؤسف أن نكتشف حالة لطفل 12-15 عامًا ولديه تراكم في النحاس في دماغه، من الممكن أن يصبح هذا الطفل مقعدًا أو يعاني من صرع، او تصبح حركته غير متزنة، ويفقد القدرة على المشي، أو ممكن يصبح يعاني من رجفة في الأطراف.

تأثير المرض على الكبد!

أما في حال أصاب المرض الكبد، يقول د. مصاروة: " بدوري كطبيب مختص في أمراض الكبد، اصادف مرضى يعانوا من الفشل الكبدي، وهو مرض صعب جدًا ويهدد حياة المريض الى الخطر في كثير من أعراضه، والأشخاص غير المتعالجين من مرض ويلسون يمكن أن يؤدي بهم الحال إلى زراعة كبد ويجدر عليهم بعد ذلك تناول أدوية التي تتقبل الكبد الجديد، والبقاء تحت المراقبة، وهذه الحالات في ازدياد في الوقت الأخير بالمجتمع العربي".

تشخيص وأعراض المرض!

وحول تشخيص المرض قال د. مصاروة: " بما أن أعراضه في الجهاز العصبي، تبدأ ملاحظة التغييرات في التصرف ومشاكل في العصب مثل:

  1. مشاكل في التركيز.
  2. تخدر وعدم الإحساس بحركة الأطراف.
  3. التعرض لحالة صرع.
  4. المشي غير الثابت.

مشيرًا: " بالإضافة اذا كان في العائلة حالات مرض متعلقة بالدماغ أو الكبد، يجب الذهاب الى طبيب من أجل اجراء الفحوصات اللازمة، التي تكشف عن وجود المرض.

اما إذا كان التهاب في الكبد، فتكون الأعراض مثل:

1.      اصفرار بالعين.

2.      اصفرار بلون الجلد.

3.      اصفرار بالكبد.

4.      آلام في البطن.

5.      فقر دم.

6.      تعب وارهاق.

7.      قلة في التركيز.

وشدد مجددًا خلال حديثه د. مصاروة، عن أهمية متابعة الأهل لأولادهم اذا كانت لديهم هذه العوارض التي تبدأ بسن الطفولة أو اول سنوات البلوغ، ومعالجته، هناك أدوية التي تساعد في اخراج النحاس من الجسم، ومن تفاقمت حالته هناك إمكانية لزراعة كبد.

انتشار المرض في المجتمع العربي، مقارنة مع المجتمعات الأخرى!

وحول انتشار المرض في المجتمع العربي، مقارنة مع المجتمع اليهودي، قال د. مصاروة، أن نسبة تواجده في المجتمع العربي أكبر من المجتمع اليهودي، وذلك لأن عادة زواج الأقارب منتشرة فيه أكثر، بينما تتواجد في المجتمع اليهودي لدى المجتمعات المحافظة التي لا تختلط بغيرها مثل المتدينين ويكون لديهم أمراضًا جينية وراثية.

ومن ناحية جغرافية، فهي منتشرة سواء في شمال البلاد او المركز أو حتى في الجنوب، اذا كان المجتمع طبيعته قرويّة تكون النسبة أعلى، لأنه يكثر في القرى زواج الأقارب، الأمر نسبي، ويتعلق بثقافة المنطقة.

نصيحة!

وفي النهاية أسدى د. محمد مصاروة نصيحة لمتابعي موقع بُـكرا، التي تتعلق بالأشخاص المقبلين على الزواج من الأقارب، وهي بأهمية اجراء فحوصات متعلقة بالأمراض الوراثية، وفحص الجينات، وخاصة المتعلقة بأمراض الجهاز العصبي وأمراض الكبد، وخاصة لدى العائلات التي يوجد بها حالات مرضية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]