علم موقع "بكرا" نقلا عن الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم أنّ المفتش عبد الله خطيب، مدير المعارف العربيّة، قرر الخروج للتقاعد.
وعمم الخطيب رسالة إلى وسائل الإعلام، جاء فيها:
زملائي الأعزّاء، زميلاتي العزيزات
تحيّة طيّبة،
" من لا يحلم ليس واقعيًّا"، ولكلّ إنسان طموح مشروع يسعى إليه؛ وآمال في الحياة يتمنّى أن تتحقّق، ويمثّل هذا الأمر لغالبية الناس المُحرّك الفعليّ لحياتهم والدافع الرئيسيّ لتقدّمهم نحو مستقبل أفضل.
من هنا أقول إنّ المنصب أو الوظيفة أو العمل الذي يتبوؤه الإنسان هو تكليف له بأمرٍ ينبغي أن يقوم به على أكمل وجه، إنّه مسؤولية يقوم بها تجاه مجتمعه.
وقد كُلّفتُ مدّة 17 سنة في عملي كمدير قسم التعليم العربيّ، وتحمّلت مسؤوليّة كبيرة تجاه مجتمعي وأبنائه، وبعد أن أعطيت من عمري ومن حياتي الشخصيّة ومن وقتي ومن مجهودي الكثير، آن الأوان أن أنتقل إلى مكان عملٍ آخر؛ فالمنصب ليس تاجًا يضعه المسؤول على رأسه وليس عرشًا يعتلي عليه ليأمر وينهى؛ بل هو خدمة يؤدّيها بإخلاصٍ وتفانٍ، وقد خدمت هذا المجتمع، وأعطيتُه من خبرتي وطاقتي الكثير، وآن الأوان أن أنتقل إلى مكان آخر لأعطيَ من خِبرتي وتجربتي، ومِن قدراتي وكفاءاتي.
نحن زملائي وزميلاتي قد عملنا معًا في الأوقات العصيبة، نقلْنا معًا جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربيّ نحو نجاحات مشهودة في نسبة استحقاق البجروت، وفي نتائج الامتحانات المحليّة، وفي رفع جودة المعلّمين، وتغيير المناهج التعليميّة بما يتلاءم مع متطلّبات العصر، ومتابعة التربية للقيَم، وتحقيق كلّ ما سعينا إلى تحقيقه من أجل رِفعة مجتمعنا، متعاونين مع رؤساء السلطات المحليّة، ولجان أولياء أمور الطلاب، ومسؤولي الأكاديميّات والكلّيّات.
عملنا معًا على تنفيذ خطّتيْن خماسيّتيْن لتطوير التعليم في مجتمعنا.
زملائي وزميلاتي
كنتُ لكم سندًا، وكنتم لي عوْنًا، آزرنا القوى وشددنا الهمم، وسرنا معًا نحو إحداث صيرورة جديدة ومتجدّدة في جهاز التعليم؛ وعليه أتوجّه بهذا إلى كلّ زميل وزميلة شاكرًا إيّاه/ها على العطاء المتبادل، على سنوات من العمل المشترك، على زمالة وصداقة وأخوّةٍ ستبقى معي دومًا، متمنّيًا لكم/نّ مواصلة طريق العطاء التربويّ التعليميّ بهمّتكم المعهودة.
إن التقدّم في الحياة في رأيي هو الشيء الأكثر تحديًا ، والتقدّم في مهنة أو حتى "الجرأة" على تغييرها هو التحدّي "الأكبر "، وعملًا بالمقولة بأنّ الواثق من نفسه شخص لا يخاف التغيير ، قرّرت أن أغيّر مكان عملي، أن أشقّ دربًا آخر من دروب الحياة، وأن أقطع شوطًا آخر بعطائي المعهود في مكانٍ آخر.
أتمنّى للجميع سنة مليئة بالصحّة والأمل والنجاح والخير، على أمل اللقاء بكم في دروب الحياة.
[email protected]
أضف تعليق