د. احمد البشيش:" تبادل الخبرات ومشاركة التجارب بين الأطباء والمختصين خلال المؤتمر هو من أهم الأمور في علاج مرضى الأمعاء الالتهابية. نرى في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا في الحالات المرضية في المجتمع العربي بسبب التغييرات التي طرأت على نمط الحياة فيه، كما وأن التشخيص السريع هو من اهم وسائل التصدي للمضاعفات وعلاج المرض "
شارك د. احمد البشيش من مستشفى شيبا (تل هشومير) المختص في الأمراض الباطنية والمتخصص بالجهاز الهضمي في المؤتمر القطري لأمراض الامعاء الالتهابية والذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في مدينة الناصرة وبمشاركة المئات من الاطباء والمختصين بأمراض الأمعاء الالتهابية من مختلف المستشفيات والمؤسسات الطبية في البلاد.
هدف هذا المؤتمر لاستعراض اخر المستجدات في مجال امراض الامعاء الالتهابية من تشخيص وإيجاد طرق جديده لعلاج مرضى الامعاء الالتهابية، كذلك تبادل الخبرات بين الاطباء والمختصين في تطوير طرق علاجيه لهذا المرض المزمن.
نرى في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا في الحالات المرضية في المجتمع العربي
كما وأشار د. احمد ان هناك عده أنواع من امراض الأمعاء الالتهابية ولكن هناك نوعان وهما الأكثر شيوعًا وهما الكرون (Crohn's disease) والذي يتسبب بإصابة الجهاز الهضمي بتقرحات والتي يمكن ان تظهر في كل جزء من الجهاز الهضمي، من الفم وحتى الشرج، و القولون التقرحي (كولايتيس,Ulcerative colitis) الذي تظهر فيه التقرحات في القولون فقط (الأمعاء الغليظة)، على عكس مرض الكرون. وبحسب الاحصائيات الأخيرة فان هناك تصاعد ملحوظ بنسبة تشخيص هذان النوعان من المرض. كما وانه توجد العديد من الحالات التي لم يتم تشخيصها بعد بسبب صعوبة التشخيص فان اعراض هذه الامراض غير محدده وعلى عده اشكال مثل الام البطن، الاسهال، انتفاخ البطن، حرارة مرتفعة، نقص في الوزن، آلام في فتحة الشرج، وظهور الدم والقيح بالخروج. كما وتظهر بعض الأعراض في أجزاء خارجه عن الجهاز الهضمي مثل: التهابات العين، المفاصل وطفح جلدي وهناك بعض المؤشرات المختبرية مثل فقرالدم (Anemia) وارتفاع بمؤشرات الالتهاب.
امراض الامعاء الالتهابية تشهد ارتفاعا ملحوظا ومستمرا في المجتمع العربي في العقود الاخيرة رغم أن اسباب المرض غير معروفة تحديدا حتى الان الى أن ذلك يعود على ما يبدو الى التغييرات التي طرأت على نمط الحياة في المجتمع العربي والتي تشمل نمط حياه أكثر غربي، تحسن الوضع الاقتصادي والمجتمعي، استهلاك المواد الغذائية الصناعية، تلوث الهواء، استخدام الكيماويات وارتفاع في مستوى الوقاية.
التشخيص السريع هو من اهم الطرق للتصدي للمضاعفات وعلاج المرض
عدم تشخيص المرض يشكل مشكله بحد ذاتها فهذا يؤخر العلاج ويطول فتره الالتهاب وزيادة لاحتماليه المضاعفات مثل: فقر الدم، الإسهال المزمن وسوء التغذية، نزيف معوي، الإصابة بتقرحات معوية، انسداد معوي، الإصابة بنواسير الأمعاء، الإصابة بثقوب وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
لا يُشخص الطبيب مرض الأمعاء الالتهابي غالبًا إلا بعد استبعاد أسباب أخرى محتملة للمؤشرات والأعراض. وعادةً ما تتطلب الحالة مجموعة من الاختبارات والإجراءات لتأكيد تشخيص الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي مثل اختبارات معملية وتحاليل البراز، إجراءات المناظير: منظار القولون الذي يعتبر من التحاليل الهامة جدا في التشخيص ومعاينة بطانة القولون وأطراف الامعاء الدقيقة وأخذ عينات خاصة للفحص في المختبر والتي تقوم بدورها بتشخيص الحالة بشكل شبه نهائي. وايضا الاستعانة بفحص ما يسمى بنظير الكبسولة لتشخيص داء الكرون الذي يشمل الأمعاء الدقيقة. وكذلك التصوير المقطعي المحوسب (CT) و التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) مع امكانيه فحص الأمعاء بأكملها، والأنسجة خارج الأمعاء لتشخيص المضاعفات (البواسير, انسداد, وكتل التهابيه مع القيح. في السنوات الأخيرة هناك تطور في تقنيه الاولتراساوند للأمعاء حيث يمكننا اليوم اجراء فحص للأمعاء بطريقه سهله، سلسه وخاليه من الاشعاعات مع امكانيه توفير الإجابة عن حاله المرض بشكل فوري.
العلاج يتطلب طاقم متعدد التخصصات كما وان للمريض دور اساسي في مسار العلاج
وفي سياق متصل أفاد د. أحمد ان علاج مرض الأمعاء الالتهابي يهدف إلى تقليل الالتهاب الذي يتسبب في ظهور مؤشرات المرض والأعراض. في أفضل الحالات، قد لا يؤدي هذا إلى تخفيف الأعراض فقط، ولكن أيضًا إلى التعافي على المدى الطويل وتقليل مخاطر التعرض للمضاعفات. ويشمل علاج مرض الأمعاء الالتهابي إما المعالجة بالتغذية او بالأدوية (مضادة للالتهابات، مُثبطات الجهاز المناعي، والمستحضَرات البيولوجية) أو إجراء جراحة.
أحد اهم العوامل في العلاج هو تحسين نمط الحياة، التغذية المنزلية، الامتناع عن التدخين، تقليل حالات التوتر وممارسه الرياضة.
كما اننا نعالج الحالات الحادة بواسطة المضادات الحيوية وادوية ضد الالتهاب. العلاج مركب ومختلف من مريض الى آخر وللمريض دور فعال واساسي في ادارة هذا العلاج. في السنوات الأخيرة طرأ تطور حاد في العلاجات البيولوجية والتي توجه العلاج نحو البروتينات المحيِّدة في الجسم والتي تسبب الالتهاب. يتم اخذ العلاجات البيولوجية بالحقن في الوريد، تحت الجلد لفترات متباعدة او تناولها عن طريق الفم بشكل يومي. يتم اختيار العلاج المناسب عن طريق طبيب مختص وبما يناسب حالة المريض.
رسالتي هي أن امراض الأمعاء بحاجة الى طاقم متعدد التخصصات والذي يشمل: طبيب مختص في المجال، ممرضة ذات خبرة في الموضوع ومستشارة تغذية. وفي بعض الأحيان هناك حاجه أيضا لمختصين في الجوانب النفسية والمجتمعية وأخرى في تعزيز المريض وعائلته ودعمه في ادارة المرض والتعامل مع البيئة المحيطة له والاهم من ذلك ان يكون المريض ملم بحالته المرضية ولدية الادوات الضرورية لإدارة العلاج والاستعانة بخدمات إحدى الجمعيات الفاعلة في المجال مثل الجمعية الاسرائيلية لمرضى الكرون والتهاب القولون التقرحي ومؤسسات أخرى أو صناديق المرضى للمساعدة.
[email protected]
أضف تعليق