كشفت دراسة بلجيكية صدرت نتائجها مؤخرا، أن الأشخاص المطعّمين بلقاح بيونتيك ـ فايزر يطوّرون عدداً أقل من الأجسام المضادة مقارنة بلقاحات أخرى. فهل يعني ذلك أن هذا اللقاح أقلّ حماية ضد فيروس كورونا؟
بحلول بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حصلت ألمانيا على أكثر من 114 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجّد. حصة الأسد كانت للقاح بيونتيك ـ فايزر الذي أصبح اللقاح الأول المعتمد في البلاد.
في بداية العام كشفت الدراسات أن اللقاح الألماني الأمريكي يوفر حماية بنسبة 95 في المائة. ولكن مع ظهور متحور دلتا الجديد، الذي انتشر منذ يونيو/ حزيران، وأصبح المتحور السائد وراء معظم الإصابات الجديدة تقريباً، طُرحت المزيد من الأسئلة حول ما إذا كان لقاح بيونتيك ـ فايزر لا يزال يوفر الحماية المرجوة.
أجسام مضادة أقل مقابل حماية أقل؟
دراسة بلجيكية حديثة شككت في الأمر وتسببت في الكثير من الجدل، وفق ما نقلته وسائل إعلام ألمانية. في هذه الدراسة تمت مقارنة اللقاحين المعتمدين على تقنية الحمض الريبوزي المرسال mRNA، أي لقاح موديرنا الأمريكي ولقاح بيونتيك ـ فايزر الألماني الأمريكي. والنتائج المحصّل عليها تشير إلى أن لقاح موديرنا يُنتج أجساماً مضادة أكثر بكثير من لقاح بيونتيك ـ فايزر.
-فهل إنتاج أجسام مضادة أكثر يعني حماية أفضل من الفيروس؟
البروفيسور كارستن واتزل، من جامعة دورتموند التقنية (غرب ألمانيا) لا يرى أن كمية الأجسا المضادة هو المقياس الوحيد لرصد فعّالية اللقاح. وقد أوضح عالم المناعة في مقابلة مع DW قائلا: "هي (الأجسام المضادة) تربط الفيروس بطريقة لا يمكنها أن تصيب أي خلايا أخرى. لكن لم يتضح بعد ما هو العدد الكافي للأجسام المضادة للحماية من العدوى". لهذا السبب يرى البروفيسور أنه في الوقت الحالي "لا يمكن" الجزم في فرضية أن عدد الأجسام المضادة التي ينتجها لقاح بيونتيك ـ فايزر ليس كافياً.
ولأنهما يعتمدان على تقنية mRNA، يعتقد الكثيرون أن موديرنا وبيونتيك ـ فايزر هما نفس اللقاح. لكن هذا أمر خاطىء. فلقاح موديرنا يحتوي على 100 ميكروغرام من المادة الفعّالة، بينما يحتوي لقاح بيونتيك ـ فايزر على 30 ميكروغرام فقط. هذا وحده يضمن استجابة مناعية مختلفة لدى الأشخاص المُلقّحين. تضاف إلى ذلك الفترة الزمنية بين الجرعة الأولى والثانية والتي هي مختلفة حسب كل لقاح. مع موديرنا كل أربعة أسابيع، بينما مع بيونتيك ـ فايزر كل ثلاثة أسابيع.
دور مساعد للخلايا التائية؟
الدراسات أظهرت أن الأجسام المضادة لا تلعب وحدها دوراً أساسيا في مكافحة الفيروس، بل هناك أيضا "الخلايا التائية" التي لها أيضا مهمة كبيرة في مكافحة العدوى، كما يشرح واتزل.
تبدأ هذه الخلايا عملها عندما يكون الفيروس قد اخترق الخلايا بالفعل ولم تعد الأجسام المضادة قادرة على الوصول إليه. ثم تقتل الخلايا التائية الخلايا المصابة حتى لا يتطور الفيروس بشكل أكبر. قياس حجم الخلايا التائية هو أكثر صعوبة من قياس كمية الأجسام المضادة، يقول الخبراء، ولهذا السبب لم يتم فحص الخلايا التائية في الدراسة البلجيكية، ما ترك السؤال مفتوحاً حول مدى الحماية التي يوفرها لقاح بيونتيك ـ فايزر.
التركيز منصبّ حاليا على مدى قدرة اللقاحات على مواجهة متحور دلتا في ألمانيا وباقي دول العالم أيضاً. لكن ما هو مستوى الحماية الذي يوفره لقاح بيونتيك ـ فايزر للأشخاص المُلقحين من متحور دلتا؟ تظهر نتائج آخر الدراسات من المملكة المتحدة (التي أجريت بين شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيَّار 2021) أن لقاح بيونتيك ـ فايزر له فعّالية بنسبة تصل إلى 88 في المائة ضد الأمراض المصحوبة بأعراض جراء الإصابة بعدوى متحور دلتا (أسبوعين بعد جرعة التطعيم الثانية) وإلى 96 في المائة ضد الأمراض الخطيرة. ووفق دراسات أجريت في إسرائيل تصل هذه النسبة إلى 39 في المائة ضد العدوى و90 في المائة ضد العدوى الشديدة.
[email protected]
أضف تعليق