بقلم : سري القدوة
في ضوء المتغيرات على الساحة وطبيعة عمل حكومة الاحتلال الاسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت لتطبيق منهج الاستيطان الاستعماري والعمل على إبقاء الاوضاع على ما هي عليه في ظل تصاعد العدوان ورفض حكومة الاحتلال لعودة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ووقف القرارات المتعلقة بعملية الانسحاب من مدن الضفة الغربية واستحقاقات عملية السلام، ويبدى بينت من خلال سياسته الواضحة وهو يقول للعالم أجمع بأن خارطة الطريق التي تعمل بها حكومته مضمونها قائم على حفظ أمن دولة الاحتلال الاسرائيلي وتعزيز المستوطنات في الضفة الغربية والاستمرار في بناء المستوطنات وضم الأحياء العربية في القدس وتهجير سكانها، بل يهدف بينيت إلى تعزيز الوجود اليهودي وجلب أكبر هجرة يهودية لدولة الاحتلال منذ تأسيسها للسيطرة على القنبلة السكانية العربية.
بينيت وحكومته بالتأكيد يعملان من أجل الحلم الإسرائيلي وهما لا يباليان بأي نتائج تذكر ومستمران في تطبيق مخططاتهما الاستعمارية للسيطرة على الأرض الفلسطينية والاستمرار في رفض تطبيق اتفاقيات السلام، والسلام الإسرائيلي المزعوم وخطة الاستيطان لا يمكن ان يلتقيان ولا يؤديان سوى الى إنهاء للصراع من طرف واحد واعتبارهما مشروع دولة محدودة الامكانيات في غزة هي نهاية الصراع من قبل الإسرائيليين وبالتالي يستمران في مخططهما للقضاء على الشعب الفلسطيني وطموحاته ودعم امنهما على حساب تضحياته وشهدائه ومسيرة العمل الفلسطيني.
الاحتلال الإسرائيلي هو المحرض الأكبر والاحتلال الذي يكرس لغة القتل والدمار والتشريد هو نفس الاحتلال الذي يريد أن يطبق مخططات الاستيطان برغم معارضة المجتمع الدولي وفي ظل غياب اي تدخل امريكي في معادلة الصراع وترك الامور كما هي قائمة دون وضع حد للاستيطان والعدوان والاحتلال.
وفي ظل ذلك يقف الشعب الفلسطيني ويتطلع الي ضرورة انهاء الاحتلال والاستمرار في الحفاظ على استحقاقات عملية السلام فلا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل بالمنطقة دون إعادة الأرض الفلسطينية لأصحابها وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة غير منقوصة الحقوق ومترابطة جغرافياً على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهذا بالتأكيد ما يسعى الي تحقيقه المجتمع الدولي وإقامة السلام الذي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه ويكرس الوجود الفلسطيني بعيداً عن الهيمنة والغطرسة وسياسة المماطلة الإسرائيلية التي لا تحترم الحقوق واستحقاقات عملية السلام.
السلام بات في خطر حقيقي ويتطلب من الدول العربية والقمة العربية القادمة أن تدعم قيام الدولة الفلسطينية بشكل واضح وأن تؤكد على خيارات السلام العربية التي تكرس مبدأ الأرض مقابل السلام وتحترم كل الخيارات وتلبي طموحات الامة العربية في الحفاظ على الموروث الكفاحي والتضحيات كون ان الموقف العربي بات في غاية الأهمية ويجب على الدول العربية أن تتخذ موقفاً واضحاً ودون أي لبس في تنفيذ استحقاقات عملية السلام من أجل سلام استراتيجي حقيقي مبني على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني دون أي لبس وبعيداً عن أوهام حكومة الاحتلال الاسرائيلي العنصرية.
الشعب الفلسطيني والموقف العربي والدولي يرفضون أن يكون نهاية الصراع العربي الإسرائيلي في خطوات سلام مزعومة ومنقوصة وهي أن تكون نهاية الصراع إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني والتضحيات التي قدمها هذا الشعب عبر مسيرة طويلة من العطاء عمدت بدماء الشهداء وكانت أسطورة وستبقى منارة للأجيال القادمة من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ضمن الثوابت الفلسطينية والنهج الوطني الفلسطيني.
[email protected]
أضف تعليق