عممت الناطقة الإعلامية للمجتمع العربي بشركة المراكز الجماهيرية الكاتبة الصحفية رانية مرجية البيان التالي:
"ماموشكا"- يا ميمتي- هو برنامج تجريبي يهدف لتدريب منتفعات من ذوي المحدوديّة الذهنيّة للعمل في أطر الطّفولة المبكّرة ( رياض الأطفال من سن 3-6/ المراكز اليوميّة/ الحضانات من سن 0-3) كمساعدات للطّواقم العاملة في أطر الجيل المبكّر كخطوة أولى نحو مجتمع يتيح الفرصة للأشخاص من ذوي المحدوديّة ليكونوا متساوين مع غيرهم وليقوموا بأدوار لم يقوموا بها من قبل.
البرنامج هو مبادرة مشتركة بين برنامج التشغيل- قسم برامج لذوي المحدوديّة وبرنامج بداية حكيمة (شبكة حضانات يوميّة) في شركة المراكز الجماهيريّة وبين دائرة المحدوديّات لدمج ذوي المحدويّة في المجتمع- وزارة الرفّاه الاجتماعي.
تم تنظيم دورة في المجتمع اليهودي ودورتين في المجتمع العربي، واحدة في القدس ( لخمسة مراكز جماهيرية: كفر عقب، وادي الجوز، صور باهر، الطور وبيت حنينا) وأخرى في طمرة شارك فيها من المراكز الجماهيريّة قلنسوة وباقة الغربية وطمرة وطرعان والبعينة النجيدات. الدّورة عبارة عن أربعة أيام استكمال تضمنّت مواضيع لها علاقة بالعمل مع الطفولة المبكّرة مثل السّلامة والأمان، النظافة الشّخصيّة، الاتصال والتواصل، البرنامج اليومي ودور الطّاقم، التعرّف على زوايا الرّوضة، قوانين وإجراءات ومهارات متنوعة .
تم تمرير دورة الاستكمال من خلال استخدام آليات وأدوات تربويّة متعددة منها التعلم منْ خلال التعلّم والتجربة، تبسيط المواد وعيش التجربة من خلال النماذج والمحاكاة المصحوبة بالعرض المحوسب، الصّور، الفيديو، ألعاب الأطفال، القصص وغير ذلك من المواد التي سهّلت عمليّة الشّرح وفهم ما تمّ تعليمه ومن ثمّ عمليّة تذويته.
ماذا ميّز هذا الاستكمال؟
أولًا: أنه برنامج تدريبي ريادي لم يتمّ تنظيمه من قبل لذوي المحدوديّات الذهنيّة التطورية (التأخر العقلي ) وبعض المحدودويّات الأخرى .
ثانيًا: الفائدة الشّخصيّة التي اكتسبتها المشاركات بالإضافة للجانب التعليميّ وإعطاء الفرصة لفتيات من ذوي المحدوديّة الذهنيّة وبعضهن من محدوديّات أخرى الحصول على فرصة للمشاركة في دورة تعليميّة تستخدم آليّات تربويّة خاصّة ومختلفة.
ثالثًا: تمكين هؤلاء الفتيات وتعزيزهنّ من خلال ورشات التفريغ والدّعم التي تمّ تمريرها لهنّ.
رابعًا: اللقاء الاجتماعي الحميم الذي تمّ خلال الدورة ساعد على بلورة المجموعة حيث تعرّفت الفتيات على بعضهن البعض، أصغين لبعضهنّ واستمعن لقصصهنّ ومنهنّ من أصبحن صديقات تُشاركن التجربة، الشّغف والفرحة، ولعبن مع بعضهن البعض وعبرّن عمّا يجول بخاطرهنّ وما يواجِهنَ من صعوبات وما لديهِنَّ من أحزانٍ وأحلام.
خلال الدّورة استمدّت المُشاركات القوة والجرأة على الوقوف والتحدّث أمام المجموعة بلا تردد أو خوف أو خجل، كما واحتفلن بأعياد ميلاد بعض المشاركات التي تزامنت مع أيام الاستكمال فأضفى ذلك جوًّا من المتعة والفرح.
ما علق بذاكرتي هو المُشارِكَة التي تعمل في إحدى حضانات "بداية حكيمة" والتي، بالرغم من أنّها صَمّاء، أحبّت اللقاءات، انتظرتها بشغف، تفاعلت مع المجموعة والمرشدة وقامت بالمشاركة بالعديد من الفعاليات بل وأكثر من ذلك حيث قامت بالشّرح عن زوايا الحضانة التي تعمل بها وعرّفَت عن القوانين وعبرت عنها بلغة الإشارة التي فهمها الجميع.
وأخرى من ذوي المحدوديّة الذهنيّة التي تفاعلت مع المجموعة وكأنها هي المرشدة التي لديها التجربة والمعرفة بكل ما تقوم بشرحه المرشدة .وأخرى عاشت تجربة طفولتها وأخرى أمومتها وأخرى موهبتها الدفينة الخ .
خامسًا: ما قدمته الدّورة للفتيات، إضافة للتعلّم والتعليم، هو مساعدة المشاركات على اكتشاف ذواتهنّ ومواهبهنّ التي تساعدهنّ على أخذ دور مختلف في أطر الجيل المبكّر.
سادسًا: تغيير نوعيّة عمل ودور المنتفعة في الرّوضة بحيث تمكّن المنتفعة من القيام بمهمات تتلاءم وقدراتها ومواهبها وليس ما تفرض عليها مديرة الرّوضة.
التعرّف على قدرات ومواهب المشاركات زوّد المركزّات بآليات لكيفيّة دمجهن بالرّوضة والعمل المناسب لهن مثل: تدريب منتفعة على العمل كمساعدة معلمة الفنون وتمرير الفعاليّة للأطفال، قراءة القصّة، تركيب الألعاب والتفعيل وغير ذلك، وليس فقط المساعدة في التنظيف أو تحضير السُّفْرَة او مراقبة الأطفال.
سابعًا: تغيير الصّورة النّمطيّة لذوي المحدوديّة وإتاحة الفرصة لخلقِ مجتمع متساوٍ يحتوي الآخر باختلافاته.
إضافة لما سَبَق، أتاحت الدّورة اللقاء بالمركزات والتواصل معهنّ لنسج العلاقات الجميلة من خلال المشاركة بالفعاليات والتجاوب والانسجام بما يقمن به مع الموجهّة، الشّيء الذي ساعد المركزات على إعادة صياغة لما يقمن به من تدريب ومرافقة للمنتفعات وزودهنّ بآليات لبناء برنامج تطويري أفضل.
في اللقاء الأخير تحدثت المشاركات عن تجاربهنّ في الدّورة وما تعلمنّه من خلال التطرّق للمواضيع التي تعلمنها، فمنهن من تحدثت عن اللقاء الجميل والصّحبة الرّائعة والفرصة التي أعطيت لها للخروج من البلد والمشاركة بالدّورة أسوةً بأي شخص عادي ومنهنّ من تحدثت عن المواضيع التي تعلمتها، مثل كيفيّة اللعب مع الأطفال، الاعتناء بهم، الحدود، القوانين، كيفيّة المحافظة على سلامة وأمان الأطفال، مراقبتهم والاهتمام بنظافتهم، أصول المائدة وتحضيرها، كيفيّة تفعيلهم وتمرير فعاليّات. هذا وشدّدتْ جِميع المشاركات على أهميّة تنظيم لقاءات مستقبليّة كهذه اللقاءات وطالبت بأن يلتقين مرة أخرى في القريب العاجل نظرًا لأهميّة تأثير هذا التدريب على الجانب الشّخصي والجماعي. وفي نهاية الدّورة تم توزيع الشّهادات على المشاركات.
المشاركات في التدريب هنّ منتفعات يعملن في حضانات : "بداية حكيمة" و"رياض الأطفال" وأطر الجيل المبكر ومنهن من سيعمل في السّنة القادمة برياض الأطفال وشبكة بداية حكيمة.
التدريب ممول من لجنة توزيع الأموال– وزارة القضاء.
بقي أن نذكر ان تلقت السيدة محاسن رابوص موجهة في قسم برامج لذوي المحدوديات في شركة المراكز الجماهيرية اتصالات عديدة من الأهالي الذين أبدوا سعادتهم وتقديرهم لما تمّ تنظيمه لبناتهم، وطالبوا بالاستمرار بهذه اللقاءات التي أعطت لهنّ الفرصة بالإحساس بأنهنّ كالآخرين، لهنّ الدور الهام والمتساوي في المجتمع. ونحن بدورنا في شركة المراكز الجماهيرية نثمن عملها المهني والإنساني مع الجيل المبكّر
لذوي المحدوديّة الذهنية التطوريّة
[email protected]
أضف تعليق