تبيّن في بحث جديد قامت عليه سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة في البلاد، أن العامين الأخيريّن 20\21 شهدا نقصا وتراجعا في عدد معلمي اللغة العربية كلغة ثانية في المدارس اليهودية، مما يؤدي إلى دمج معلمين يفتقدون إلى التّأهيل المناسب والمطلوب أو أنّهم مؤهَّلون جزئيًّا فقط. وتبيّن في البحث أيضا أنه حتى أولئك المؤهلين لتدريس العربية في التعليم العبري تعلموا على الأغلب لدى محاضرين يهود ضمن برامج تعليم أعدت من دون استشارة مختصين عرب!
إذ تشير النتائج أن حوالي 51% من الطلاب الجامعيين الذين يدرُسون مساق اللغة العربية في التعليم العبري لا يقابلون خلال دراستهم ولا أي محاضر عربي كذلك البرامج والخطط الدراسية لا يشارك بوضعها محاضرون عرب. كما أن معظم الجامعات والكليات التي تؤهل هؤلاء المعلمين تعلم المساق المذكور على الأغلب باللغة العبرية. فقط بضعة مساقات تدرّس باللغة العربية "المعياريّة" لكن لا يوجد إلزام بتقديم الوظائف باللغة العربية! ويتبيّن من النتائج أيضا أن 16% فقط من معلمي اللغة العربية بالتعليم العبري هم معلمون عرب.
ويأتي بحث سيكوي ضمن مشروع التربية للحياة المشتركة لغرض بناء مجتمع مشترك ومتساوٍ، قائم على أسس المعرفة والاعتراف والاحترام للمجتمع العربي كأقلية فلسطينية أصلانية في البلاد، وتباعا لمتابعة موضوع تدريس اللغة العربية في المدارس العبرية والنتائج التي تؤكد افتقار الطلاب اليهود الى اساسيات التواصل بالعربية بعد تخرجهم من المدرسة، لذلك ترى سيكوي أهمية أساسية ببرامج تأهيل معلمي العربية في التعليم العبري بحيث تكون مرآة لما يتم تدريسه على أرض الواقع أي في المدارس اليهودية الحكومية.
"في البحث وجدنا أن مجلس التعليم العالي يوصي وبشدة الذين يتعلمون اللغة الانجليزية أن يتحدثوا بالإنجليزية وأن يقوموا بتقديم وظائفهم بالإنجليزية، لكن في مساق تأهيل تدريس العربية نفتقر لهذه التوصية وبالتالي يمكننا ان نتوقع النتائج بضعف تمرير الدروس لاحقا على يد هؤلاء الخريجين الذين لم يمارسوا اللغة ولم يقابلوا أصحابها خلال دراستهم!" تقول خلود ادريس مديرة مشاركة في قسم المجتمع المشترك في سيكوي، وتضيف: "اللغة العربية لغة حيّة لها حضارة، حاضر ومستقبل لا يمكن تعلمها فقط بطريقة واحدة، مهم جدا أن يلتقي الطالب مع اللغة بسياقات مختلفة ومتعددة".
يذكر أن البحث خرج بتوصيات عديدة لوزارة التربية والتعليم، مجلس التعليم العالي والمؤسسات الأكاديمية ومن بينها:
زيادة عدد المحاضرين العرب كجزء من سيرورة دمج اللغة العربية في طريقة التعلم،
أن يشمل تأهيل المعلمين التطرق الى المعرفة الثقافية للمجتمع العربي الفلسطيني.
ويوصي البحث أيضا تشجيع الطلاب على الاندماج في برامج ومساقات تعليم اللغة العربية، بالتالي زيادة عدد معلمي العربية في المدارس العبرية عن طريق وضع أهداف عينيّة ومحفزات وأيضا الاستفادة من زيادة المعلمين العرب الأكفاء وإعطائهم الفرصة للاندماج في التعليم العبري.
[email protected]
أضف تعليق