قال الخبير الاقتصادي، والمحاضر في جامعة تل ابيب، ورئيس المنتدى العربي الاقتصادي د. سامي ميعاري:" يخرج المجتمع العربي والدولة عامة اليوم وبشكل رسمي من أزمة كورونا، وتقريبا أُلغيت جميع التقييدات التي أثقلت كاهل مجتمعنا خلال الأزمة، على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
ولا يوجد أدنى شك بأن لأهلنا وأُناسنا ومجتمعنا الدور الأكبر والفعال في الخروج من ذلك الكابوس، حيث الاستجابة للتعليمات والصبر على التقييدات.
كما لا ننسى في هذا السياق تلك الجهود القيمة في التوعية والوقوف إلى جانب أهلنا في محنتهم، وأخص بالذِكر المنتدى الاقتصادي العربي، وجمعية كيان، وجمعية حاسوب، وجمعية الإغاثة، ولجان الزكاة في المجتمع العربي، وكذلك جمعيات محلية ولجان شعبية، في القرى والبلدات العربية كافة، وكذلك توجيهات لجنة المتابعة العربية العليا.
وللسلطات المحلية في مجتمعنا العربي كان الدور المركزي حيث تقريباً وللمرة الأولى كان شعور عام بوجود حكم محلي بما يخص مواجهة ذلك الوباء المقيت، ويا حبذا لو نتابع بتفعيل أذرع السلطات المحلية في مجتمعنا بصبغة حكم محلي لتقديم جميع الخدمات في الأيام العادية وليس فقط في حالات الطوارئ.
ولكن وللأسف... كانت هذه الجهود تُبذَل، بينما كان الاستهتار والإجحاف الكبير بحق مجتمعنا سيد الموقف من طرف وزارة المالية أولا، التي أعطت الفُتات للمجتمع العربي خلال الأزمة، وكذلك وزارة الصحة التي استهترت بالجماهير العربية عندما تعاملت مع مجتمعنا كمجتمع عالم ثالث؛
وإزاء هذا كله، لا بد لنا من أخذ العِبَر، لأن منطقتنا ستكون في السنوات المقبلة عُرضة - كما يبدو - لعدد من الموجات التي تتطلب إعداد لجان طوارئ صحية واقتصادية مهنية ... وليس الاعتماد على كوادر طوارئ مؤقتة غير مهنية وغير مدروسة ، من قِبَل تلك المؤسسات.
جميعنا نعلم أننا كمجتمع نملك طاقات وقدرات وخبراء في مجال الصحة والطب والذين يستطيعون إدارة أي أزمة لا قدّر الله وخصوصاً اذا ما سُخِّرَت تلك الطاقات على مدار السنة لخدمة مجتمعنا وليس فقط عند حدوث الأزمة أو حتى بعد حدوثها ونيلها منا.
وكذلك الأمر في جميع مجالات الحياة لا سيما المجال المهم وهو الإقتصاد حيث أثبت المنتدى الإقتصادي العربي نجاعة العمل المهني حينما يكون مؤسس جيداً ومبني على أن يواجه كل كبيرة وصغيرة من شأنها أن تفيد أو أن تضر إقتصاد مجتمعنا وبنيته.
لقد آن الأوان أن نعمل بشكل جماعي ومهني لا أن نعتمد نظام الطوارئ مسيرة حياة ولا أن نعتمد الأشخاص المتفرقين كمخلصين"
[email protected]
أضف تعليق