بقلم : سري القدوة
ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عمليات تهجير جماعي ضد المواطنين الفلسطينيين في الشيخ جراح بالقدس المحتلة والاستيلاء على بيوتهم هو جزء من المخطط الممنهج ضد الوجود والهوية والرواية الفلسطينية في القدس وعدوان جديد يضاف إلى جرائم الاحتلال المتتابعة ضد القدس وأهلها ووجهها العربي الإسلامي المسيحي ويعد محاولة عنصرية لفرض حقائق جديدة على الأرض تقوم على استبدال سكان الأرض بالمستوطنين وقطاع الطرق والقتلة وعتاة المتطرفين الصهاينة .
الكل الفلسطيني بجميع الفصائل والتنظيمات مطالبين بالتحرك العاجل وتوحيد الجهود من اجل الوقوف وقفة رجل واحد امام هذا التوغل الاستعماري الاستيطاني في القدس وخاصة حي الشيخ جراح الذي يواجه السياسة التصفوية الاسرائيلية، ولا بد من الوقوف بكل قوة أمام هذا المخطط المسعور والخطير الهادف إلى تفريغ القدس من أهلها على مرأى ومسمع العالم أجمع والذي يقف متفرجا أمام جرائم الاحتلال واعتداءاته اليومية سواء ما حدث ضد المواطنين المسيحيين في سبت النور أو منع المصلين المسلمين من الوصول للمسجد الأقصى ومنع سكان القدس من ممارسة حقهم بالانتخاب وهو الأمر الذي يهدد الأمن والسلم العالمي وما يجري جريمة مخالفة لكل القوانين الدولية تستدعي التدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي .
تسخر سلطات الاحتلال القوانين لاستمرار تنفيذ مخططات التهجير القسرى حيث صدر العديد من القرارات تباعا عن محاكم الاحتلال تقضى بإخلاء عشرات الفلسطينيين من منازلهم وخاصة في مناطق الشيخ جراح وسلوان والتي تهدد عشرات العائلات الفلسطينية، ويواجه المواطنين وأصحاب الارض الاصيلين من الفلسطينيين حملة تطهير عرقي تنفذها الحكومة الإسرائيلية لصالح المستوطنين الجدد .
حان الوقت من قبل القيادة الفلسطينية والفصائل ومختلف الاتجاهات السياسية التحرك السياسي على كافة الاصعدة الدولية والعربية وتفعيل البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج وفضح جرائم الاحتلال ونشر ما يجرى من جرائم على العالم اجمع من خلال متابعة تشكيل فريق عمل عربي ودولي من مختصين في المجال القانوني والإعلامي للتعامل مع مختلف المنظمات الدولية والممثليات وهيئات حقوق الانسان والمؤسسات والأمم المتحدة ونشر جرائم الاحتلال وحثهم بضرورة اتخاذ موقف جاد وحاسم أمام جرائم الاحتلال في القدس لأن القدس هي فتيل الانفجار الذي سيهدد أمن وسلامة المنطقة والعالم أجمع .
لقد أن الأوان لهذا العالم أن يتحرر من عجزه المخجل وسكوته المتواطئ وتردده القاتل أمام سطوة الاحتلال والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأن استمرار هذا الصمت يجعل من أصحابه شركاء في الجريمة ومتواطئين مع المجرمين القتلة، وفي ظل تواصل هذه الجرائم فان الشعب الفلسطيني وأبناء حي الشيخ جراح يتمسكون بعقاراتهم ويكابدون من أجل الحفاظ عليها وبتحركات القانونيين والمجتمع المدني والقوى الفاعلة والنشطاء والسكان في مدينة القدس لمساندة المهددين بالاقتلاع في صراعهم المشروع للحفاظ على ممتلكاتهم فهم يخوضون المعركة نيابة عن الكل الفلسطيني .
حكومة الاحتلال تضرب بعرض الحائط القانون الدولي وتصر على تمرير مخططات استيطانية تستهدف التطهير العرقي بطرد الفلسطينيين واستبدالهم بالمستوطنين وما يجري هي عملية إحلال استيطاني في سياق مخطط ومبرمج لطرد الفلسطينيين من أرضهم وممتلكاتهم بهدف إحلال المستوطنين مكانهم، ولا بد من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التدخل الفوري والعاجل والوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية أمام المجزرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلية وعمليات تهجير المقدسيين من منازلهم في الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
[email protected]
أضف تعليق