نشر في الأسبوع الماضي تقرير مراقب الدولة حول قضايا تتعلق بجهاز التربية والتعليم، اهم ما جاء بها بهذا السياق هو تخلف الجهاز بكل ما يتعلق بتهيئة خريج الجهاز لمتطلبات سوق العمل في القرن الحادي والعشرين.

 ثلاث قضايا مركزية

بروفيسور خالد أبو عصبة، محاضر وباحث اكاديمي قال ل "بكرا": مع موافقتي على ما جاء في التقرير والذي كتب بشكل مهني، الا انه لم يتطرق الى ثلاث قضايا مركزية: اولاً، من غير الممكن الإشارة فقط الى أهمية المهارات التي يجب ان يتمتع بها خريج الجهاز بمعزل عن الإشارة عن اعداد المعلمين المؤهلين بتزويده بمثل هذه المهارات، أي الاصطلاحات التي يجب ان تحدث في كليات التربية بكل ما يتعلق باعداد المعلمين، وهذا ما لم يتطرق اليه التقرير. ثانيًا، من غير الممكن باعتقادي التحدث عن اعداد خريج لسوق العمل المتقدم والمتطور تكنولوجيًا بدون التطرق الى الجانب القيمي الذي يجب ان يصحب شخصية هذا الخريج، فهدف التربية ليس فقط اعداد عاملين لسوق العمل، بل خلق انسان يحمل مبادئ وقيم، وهذا لم يذكر مطلقًا في التقرير.
ونوه قائلا: ثالثًا، تعامل التقرير مع الفجوات في البنية التحتية ما بين البلدات على أساس العناقيد الاجتماعية الاقتصادية، والغبن الاحق بالبلدات المتدنية من حيث موقعها في العناقيد، الا انه لم يشر وبشكل مباشر الى أن غالبية البلدات العربية تقع في هذه العناقيد المتدنية، الامر الذي يتطلب إضافة نوعية ومادية مركزة في إصلاحات جهاز التعليم العربي بالذات.
ومع كل هذا، التقرير مهم جدا لانه تعامل مع قضايا السياسات التربوية ولم يقتصر فقط على القضايا المادية.

تغييرات جذرية

دكتور شرف حسان مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي اكد ل "بكرا" قائلا: أكد تقرير مراقب الدولة ما بات يعرفه كل شخص بعد تجربة عام الكورونا. مناهج التعليم قديمة ولا تعد الطالب لاحتياجات المجتمع الحديث ولا تكسبه الأدوات المناسبة ولا التفكير النقدي وغيرها من أمور باتت اساسية..كما أظهر عدم جهوزية وملائمة المدارس وعمق الفجوات وغيرها من أمور على صعيد الدولة وعدم تنفيذ خطط حكومية سابقة في المجال. اما بالنسبة للمجتمع العربي بالوضع أصعب بكثير. مناهج التعليم غير ملائمة لاحتياجات مجتمعنا وتتجاهل هويته والتعليم العربي يعاني فجوات هائلة في جميع المجالات.

وطالب قائلا: نطالب بتغييرات جذرية في مناهج التعليم والمنظمة التربوية تعطي الطالب الأدوات المطلوبة للنجاح في المجتمع والاقتصاد ووعي لهويته الوطنية وانتمائه وسد الفجوات وتطوير التعليم العربي بكل مركباته..ان نخرج طلاب ناجحين يندمجون في سوق العمل بدون هوية وانتماء فهذا اشكالي.

ونوه د. حسان: سنستغل هذا التقرير للضغط على وزارة التعليم لتغيير مناهج التعليم بما يتلاءم مع احتياجات مجتمعنا وسد الفجوات. لكن يجب أن لا نكتفي بهذا بل يجب أخذ زمام المبادرة والعمل مع المدارس والمعلمين والسلطات المحلية لتغيير الوضع . وكجزء من هذا التوجه قمنا بإطلاق برنامج تربوي جديد يدمج ما بين جزء من العناصر المفقودة في التعليم وفق التقرير مع موضوع التربية للهوية وأقصد هنا برنامج الجذور

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]