أدت جولة زوجية عادية في جبال القدس، قبل نحو أربع سنوات، إلى ابتكارو تطوير مكمّل غذائي يهدف إلى تأخير أمراض الدماغ الضمورية من نوع الألتزهايمر، الرّعاش (باركينسون)، التهاب الدماغ الإسفنجي البقري (جنون البقر)، التصلّب المتعدد وغيرها، والمتعارف على أنها أوبئة الأجيال القادمة.

كان المتجوّلون بروفيسور ألبرت غابيزون، مدير قسم الأورام الخبيثة في مستشفى "شعاري تصيدك"، وزوجته البروفيسور روت غابيزون التي تقف على رأس مختبر لدراسة أمراض الدماغ الضمورية في قسم الأمراض العصبية التابع للمركز الطبي "هداسا" وكلية الطب في الجامع العبرية.
"في مرحلة ما، توقّفنا في مطعم تتواجد بقربه طاحونة قمح صغيرة، وقد اشتريت من هناك كريم للوجه يعتمد على زيت بذور الرّمان"، تقول البروفيسور روت غابيزون، مؤسسة الشركة الناشئة "غراناليكس" (GRANALIX) التي قامت بابتكار حبسولات من زيت بذور الرّمان تهدف إلى تأخير إنتاج بروتينات الخَرَف المرضية والتي تعتمد على انطلاقة علمية ثورية قادتها بالتعاون مع البروفيسور شلومو مغداسي، من الجامعة العبرية أيضا.

البروفيسور (في مجال البيوكيمياء) غابيزون (63 عاما) من مواليد الأرجنتين، وتسكن في القدس منذ عمر 12 عاما، متزوجة، أم لأربعة وجدّة لأربع. درست للدرجة الأكاديمية الأولى (البكالوريوس) ولدرجة الدكتوراة في الجامعة العبرية، وحصلت على الدرجة الأكاديمية الثانية (الماجستير) من معهد فايتسمان، وسافرت للحصول على درجة البوست دوكتور عام 1985 - مع عائلتها - من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. عمل كلا الزوجين في مختبرين متقابلين. كان هو يركّز على طريقة لإنتاج دواء للسرطان داخل كريات الدهن (وضعية تسمح بإيصالها إلى الأعضاء الصحيحة بأقل قدر من الأعراض الجانبية)، بينما عملت هي في مختبر البروفيسور ستانلي بن بروسينر، باحث الأمراض الدماغية الضمورية، على تحديد أسباب نشوء هذه الأمراض، والتي تحصل في نهاية سيرورة موت خلايا الدماغ بوتيرة مرتفعة.

خلال عملها هناك، تفشى في أوروبا مرض "جنون البقر" وكانت هنالك خشية من أن تتحوّل النسخة البشرية منه "كروتزفيلد جاكوب" إلى مرض يصيب الكثيرين. وقد أصبحت الأدوات التي تم ابتكارها في مختبر البروفيسور ستانلي بروسينر ذات صلة بتشخيص مسبّبات المرض. "هنا، ارتبط العلم الأساسي بالواقع"، تقول بروفيسور غابيزون، "وقد فاز البرفيسور ستانلي بروسينر لاحقا بجائزة نوبل للطب".

في العام 1988 عادت عائلة غابيزون إلى البلاد. وقد استمرت روت بالعمل في المواضيع المذكورة كذلك في مختبر قسم الأمراض العصبية في "هداسا"، لكن هذه المرة، وبخلاف شروط العمل في المختبر في الولايات المتحدة - كانت على تواصل مع المرضى وأفراد عائلاتهم، الأمر الذي شكّل ثورة بالنسبة لها. "اكتشفت أن في بعض الفئات في البلاد هنالك عدد كبير من الأفراد المصابين وراثياً بـ "كروتزفيلد جاكوب" - وهو مرض دماغي ضموري خطير، ينتقل المرض لديهم من الشخص المريض إلى نصف أبنائه، ولاحقا إلى قسم من الأجيال القادمة - الأمر الذي يخلق حالة من الرّهبة والهلع الشديدن لدى عائلات المرضى. أدّى هذا اللقاء الإنساني بي لأن أشعر أن هنالك حاجة للعمل سريعاً من أجل إيجاد دواء يؤخّر ظهور المرض لدى الجيل الثاني. هذا، لأنه لدى الشخص الذي أصيب بمرض دماغي ناتج عن موت خلايا الدماغ، مثل الألتزهايمر، الباركينسون، ALS، التصلب المتعدد في مراحله المتقدمة وغير ذلك، بالإمكان - بالحد الأقصى - الحفاظ على الوضع القائم، لكن ليس بالإمكان إعادة خلايا الدماغ التي ماتت. لذلك، تم تخصيص أبحاثنا، منذ ذلك الحين، للوقاية لدى حاملي المرض والأشخاص الموجودين ضمن دائرة الخطر".

• بالمناسبة، عندما فاز البروفيسور بروسينر بجائزة نوبل عام 1997، ألم تأسفي على تركك للمختبر قبل ذلك بعدّة سنوات؟
"شعرت بالفخر الكبير لأن مرشدي وأستاذي فاز بجائزة نوبل بفضل أمر ما عملنا عليه. لقد قام لاحقا بتطوير الموضوع باتجاهات أخرى، وهو يستحق الجائزة بلا شك. بفضله، بتنا اليوم نعرف أن المشترك لجميع أمراض الدماغ الضمورية هو وجود بروتين يصاب بالعطب، يخلق تراكمات (بدلاً من التحلّل، تلتصق الخلايا ببعضها البعض) ويسدّ منظومة "التخلص من المخلّفات" في خلايا الدماغ، ممّا يسبب فرط الأكسدة وموت الخلايا. وبالمناسبة، فقد قام بدعوتي للاحتفال الذي عقد في السويد، وقد شعرت بانفعال شديد جدا".
ونظراً لأن موضوع فرط الأكسدة في خلايا الدماغ قد شغلها في أبحاثها، فقد بحثت البروفيسور غابيزون عن مادّة مضادة للأكسدة تستوفي ثلاثة معايير: بالإمكان إعطاؤها للناس بصورة آمنة على مدار فترة غير محدودة؛ أن تصل المادة إلى الدماغ - وذلك بسبب كون غالبة المكمّلات المضادة للأكسدة تمرّ من خلال الجهاز الهضمي ولا تصل إلى الدماغ؛ وأن يتم فحص فاعلية المواد وفقا لمعايير علمية.

وهنا، جاءت الجولة التي اكتشفت خلالها الكريم الذي يحتوي على زيت بذور الرّمان. "بدأت بدهن الكريم على وجهي، وخلال عدّة أسابيع بدأوا يسألونني عمّا أفعله، لأنني أبدو رائعة!"، تقول ضاحكة. "عندها، دخلت إلى الإنترنت وقرأت عمّا يحتوي عليه زيت بذور الرّمان، ورأيت أن 80%-90% منه هو زيت حمض البيونيسيك (OMEGA 5)، وهو حمض دهني غير مشبع يعتبر أحد أقوى مضادات الأكسدة في الطبيعة. قرّرت البدء بفحص الزيت في المختبر، بصورة علمية. وبموجب نصيحة زوجي، تواصلت مع البروفيسور شلومو مغداسي من مركز النانو تكنولوجيا في الجامعة العبرية. حيث أعدّوا لنا تركيبة للزيت مع المكمّلات التي تحوّله إلى قطرات صغيرة جدا، لا تبقى في الجهاز الهضمي وإنما تصل إلى الدورة الدموية ومن هناك إلى الدماغ مباشرة، عبر المسار الذي أعدّته الطبيعة".

وقد أظهرت الفحوص المخبرية، بحسب أقوالها، أن مستحضر قطرات النانو أنجع بـ 100 ضعف من زيت بذور الرمان بمفرده. وعندها، وُلدت حبسولات "GRANAGARD نانو أوميغا 5"، حيث وبفضل الابتكار الخاص على أساس الـ "نانو تكنولوجيا" الأكثر تقدما في العالم، تم منح المكّمل براءة اختراع أمريكية وأوروبية* تحت عنوان "زيت رمّان للوقاية ولمنع وعلاج الأمراض الدماغية الضمورية".


بالإضافة إلى ذلك، فقد انتهى مؤخرا بحث ثوري أجراه في مركز التصلب المتعدد في هداسا عين كارم، البروفيسور ديمتريوس كروسيس، مدير المركز ومختص الأمراض العصبية ذو السّمعة العالمية، والذي أثبت لأول مرة في العالم، أنه من خلال العلاج بواسطة المكمّل الطبيعي المصدر "GRANAGARD نانو أوميغا 5" بالإمكان التوصل إلى تحسّن الحالة الإدراكية بصورة كبيرة، ولمدّة زمنية طويلة.
أظهر البحث، الذي شارك فيه 30 مريضا مصابين بالتصلب المتعدد ممّن يعانون من تراجع إداركي في أعقاب الإصابة بالمرض، تحسّناً واضحا بأدائهم الإدراكي بنسبة 12% في مجال القدرة على تعلّم وفهم النصوص، ذاكرة الكلمات وتصنيفها ضمن مختلف الفئات، خلال ثلاثة أشهر فقط من العلاج. في نهاية البحث، تبيّن أن التحسن يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
بحسب أقوال البروفيسور غابيزون: "يشكّل هذا البحث ثورة علمية من خلال حقيقة أنه يبدو - لأول مرة - أن بالإمكان معالجة التراجع الإدراكي، بواسطة مضادات أكسدة طبيعية المصدر".
المكمّل الغذائي مصادق عليه منذ ثلاث سنوات من قبل وزارة الصحة ويتم إعطاؤه للجمهور الواسع، بالإضافة إلى أفراد عائلات حاملي الطفرة الوراثية التي تؤدي إلى الأمراض الضمورية في الدماغ، ولم تظهر له أية أعراض جانبية. للمعلومات والشراء www.granalix.com

وعندما نسأل البروفيسور - كيف تشعرين بشأن الأمل بأنك ربما تملكين بين يديك حلاًّ لمنع أمراض الدماغ الضمورية، مثل الألتزهايمر؟
تجيب: "تعالي لا نبالغ، فعلى الرغم من أننا نرى في المختبر أن هذا يؤدي فعلا لتراجع كبير في الأكسدة وموت خلايا الدماغ. إلا أن الحديث يدور عن خطوة صغيرة تحمل بين طياتها أملاً".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]