استمعت لـ رئيس المتابعة الأخ محمد بركة يتحدث بـ حديث إذاعي عن حيوية التزام المواطنة/ة بالتعليمات وأشاد بمبادرة بعض الرؤساء في مخاطبة أهالي بلداتهم لـ إلغاء أو تقليص الأعراس معتبرا أن فكرة توجهّهم للشرطة كي تطبق القوانين غير معقولة على أساس أنه لابد من محاصرة الخطر بجهودنا الذاتية دون إدخال الشرطة لمنع أعراسنا. أما وقد وقع الفاس بالراس ودخل عدد كبير من البلدات العربية في الإغلاق الليلي وإغلاق المدارس( وبلدات كثيرة على الطريق) فلم يعد مخاطبة الجمهور العربي بالتوعية والمناشدة كافيا خاصة وقد بدأ أصحاب الأعراس تبكير موعدها إلى ما قبل السابعة مساء. صحيح أن توجه رؤساء السلطات المحلية العربية للشرطة أيضا( ضمن مجمل الخيارات) للعمل لمنع الاستهتار ووقف الأعراس خطوة صعبة جدا وموجعة ولكن على الكفة الأخرى من الميزان هناك ما لا يقل وجعا ونزفا : عشرات آلاف التلاميذ في بيوتهم والخطر يتهدد السنة الدراسية الجديدة أيضا( التعليم عن البعد ليس خيارا حقيقيا لعدة أسباب). هذا ناهيك عن اقتراب النار من المصالح التجارية والتوّرط بـ أزمة اقتصادية من شأنها التفاقم وزيادة طينتنا بلةّ وشق الطريق أمام استفحال جديد في الجريمة والعنف. والأهم من كل ذلك أن الأفراح بالحالة الراهنة ستصبح مصدر أتراحنا وتقتل ...أولها حنّة العريس وآخرها جنازة قريب أو صديق أو ابن البلد والمجتمع. بحال تم إغلاق البلدة جزئيا أو كاملا واستمرت الأعراس وبيوت العزاء الشعبية فإن الكارثة مؤكدة : فقدان السيطرة والمستشفيات في الشمال بدأت أصلا اليوم بتحويل مرضى لمستشفيات المركز. لذا هناك مرّ وهناك أمّر ولا يمكن الاكتفاء بفرض التعليمات بالرهان على الوعي والضمير فحسب ولابد من قيام سلطات القانون بفرضها وليس بالضرورة اقتحام حفل الزفاف فهناك إمكانية لـ إنذار صاحبه وفرض غرامات وغيره. كذلك وتعقيبا على ما قاله رئيس المتابعة حول صعوبة تدخل الرؤساء والقيادات لمنع الأعراس وغيرها فـ على الأقل ألا يشاركوا بأنفسهم بالأعراس كما فعل رئيس بلدية الناصرة وعرابة والبعينة ودير الأسد وكفرمندا وعيلوط( وغيرهم لم نسمع بهم) ممن شاركوا بينما قام رئيس مجلس المشهد بتقليص حفل زفاف ولده وهي خطوة جديرة بالاحترام والتقدير. أما المشتركة فيبدو معظم نوابها معلقين صحفيين ومحللين بدلا من خوض المعركة لمنع انزلاقنا للهاوية الصحية والاقتصادية والاجتماعية. ومن بين الأمور التي يمكن للمشتركة أن تفعلها مساندة الرؤساء في مسعى تقييد الأعراس ومتابعة موضوع الفحوصات بشكل أوسع في البلدات العربية فورا والضغط على وزارة الصحة لـ استبدال حملتها الإرشادية باللغة العربية كونها حملة بلا رؤية وعقيمة وعير مهنية. هناك لحظات في مسيرة المجتمعات والشعوب تحتاج لمواقف قيادية صارمة فوق حسابات الربح والخسارة الشخصية والحزبية. وهذا ينطبق على الإعلام العربي المحلي فحتى الآن معظم التغطيات ناعمة وتكاد تخلو من النقد والمسائلة فتعطي المسؤولين والسياسيين المايكرفون والشاشة والقلم للتحدث والتنظير كيفما شاؤوا...وبذلك لا تساهم في حماية جمهور الهدف من خطر تفشي العدوى وتبعاته. ربما هناك حاجة لأن تأخذ الهيئة العربية للطوارئ المسؤولية وتقود كل هذه المساعي طالما لا يتحرر السياسيون من حساباتهم المعهودة.
[email protected]
أضف تعليق