بعد أحداث العنف التي نشهدها بشكل مُكثّف في الآونة الأخيرة في الحضانات، والتي تكون بطلاتها حاضنات يفرضن سلطتهن على الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوّة ويعتدين عليهم كلاميًّا أو جسديًّا، بالذّات بعد الفيديو الذي سمحت المحكمة بنشره يوم أمس لحاضنات من إحدى الحضانات في الرملة والذي يظهر الوحشية التي تعاملن بها مع الأطفال وتعنيفهم دون رحمة.

حول هذا الموضوع توجّهنا للسيدة علا فخرالدين هي مؤسسة ومديرة جمعية ينبوع -المنظمة العليا للحضانات المعترف بها ، ومؤسسة ومديرة مشروع "بازل" والتي كان لها تعقيب حول الموضوع إذ قالت: "في الفترة الأخيرة نلحظ وعيًا وانكشافا أكبر لكل ما يحدث بالحضانات، وعلى ضوء ذلك قرّرت الدولة سنّ قانون صارم لمسألة تعنيف الأطفال داخل الحضانات والذي سيلزم إنشاء ترخيص للحضانات وإلا فإنّ الحاضنة قد تتعرّض للمُساءلة القانونية التي قد تؤدي بها إلى السجن، كما أنّه سيلزم القانون بفحص السّجل الجنائي الخاص بكُل حاضنة".

وتابعت قائلة: "أحداث العنف بغالبيّتها تحدث في حضانات خاصّة غير مُعترف بها، ولا يوجد عليها أي نوع من الرقابة، بالتّالي لا توجد مُتابعة من طواقم إرشاديّة ما يُشكّل ضبابيّة حول ما يحدث داخل كل حضانة، لذلك حتّى اللحظة عدم وجود رقابة كاملة على جميع الحضانات في الدولة يُتيح "راحة سلبية" مُعيّنة للحاضنات بالذات في ظلّ غياب المُفتّشين والإدارة المُعترف بها. عدا عن ذلك فإنّ بعض الأهالي يلجؤون لمثل هذه الحضانات بسبب تكلفتها المنخفضة، ما يجعلهم يُسجّلون أطفالهم فيها دون الاستفسار والتّعمّق أكثر في الحضانة وخلفية الحاضنات العاملات فيها".

عن الحضانات في المجتمع العربي تقول فخر الدين: "في المجتمع العربي ما يقارب الـ90% من الحضانات هي حضانات غير مرخّصة ولا يوجد عليهم رقابة، والأصعب أن المُجتمع العربي تحكمه المشاعر والعلاقات الاجتماعية التي لا تصبّ أحيانا في مصلحة الأطفال، فأحيانا في حالات التّعنيف قد يتنازل الأهل عن الدعوى بسبب وجود جاهات تتوسّط وتتعهّد بحلّ الأمور، وهناك الكثير من الحلات التي لم تصل إلى الإعلام ولم "تُفضح"، هناك أطفال يتعرّضون للتُعنيف ولا نعرف عن الموضوع".

وأضافت: "موضوع التربية والحضانات كبير، ورغم فتح مجال التعليم بشكل أوسع للحاضنات، ووجود عدد كبير منهنّ، إلّا أنّ شحّ أماكن العمل والحضانات المرخّصة، تُجبرهن على افتتاح حضانات خاصّة، ولأنّها خاصّة لا تتواجد فيها الرّقابة أو المرافقة المطلوبة". 

وتابعت موجّهة كلامها للأهالي: "من المُفضّل التّوجّه لحضانات مُرخصة أو على الأقل لحضانات حصلت على التّرخيص الأولي، من المهم أن يتواصل الأهل مع كُل حاضنة ومعرفة رؤية الحضانة التربوية التي سيتواجد طفلهم فيها، من المهم أيضًا سؤال الحاضنة عن مؤهّلاتها وحول الإرشاد التي تتلقّاه شخصيًّا، بالإضافة إلى الاستفسار حول طرق التعامل مع المُشكلات في حالة صادفتهن في الحضانة، من هي الجهة التي تُقدّم الدعم والإرشاد للحضانة كجسم يهتم بأطفال، مع أهمّية وجود ثقة بين الأهل والحاضنات والتّأكيد على المُشاركة في التّربية وليس من منطلق تدخّل في أمور إدارية".

هكذا نحن نعمل في بازل، هذا المؤسسة التي أقمتها تعطي مظلّة لجميع الحاضنات في الحضانات الخاصّة في المجتمع العربي، وتمنحهم الأدوات للبدء بخطوات التّرخيص والآليات الإرشادية والاستكمالات اللازمة للكفاءة المطلوبة في الرقابة ، الأمر الذي يساهم في رفع نسبة الوعي في المجتمع العربي". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]