لا تزال الضبابية سيدة الموقف في كل ما يتعلق بعودة الطلاب للمدارس وقرب افتتاح العام الدراسي الجديد في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا. الأهالي مرتابون يقفون في الوسط لا يعرفون اذا من الأفضل حاليا تأجيل اقتناء القرطاسية المدرسية او القيام بذلك خصوصا في ظل عدم استعمال القرطاسية والمواد في العام المنصرم وعدم وجود تعليمات واضحة من وزارة التربية والتعليم علما انها قدمت خطة واقتراحات لم تلق استحسان لدي عدد كبير من الاخصائيين والأهالي.
من المستحسن اعادة الدراسة في مواد العام المنصرم
د. علي الهزيل نائب رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي عقب بدوره قائلا ل "بكرا": عن موضوع التعليم في المدارس مع بداية هذا العام، حسب ما اُدرج في اعلام وزارة المعارف سوف تنتظم الدراسة في رياض الأطفال والصفوف من الأول والثاني والثالث اما الصفوف العليا الرابع والخامس والسادس ستتم الدراسة بشكل مجموعات صغيرة تقسيم كل صحف إلى مجموعتين واكمال الدراسة عن بعد كذلك المدارس الثانوية والاعدادية ولم تتطرق الوزارة الى موضوع الكتب الدراسية اي ان هذا ترك للمدارس ومن المعروف بان الكتب الدراسية للعام المنصرم لم يدرس فيها لذلك من المستحسن اعادة الدراسة في هذه الكتب.
التعامل بحكمة وحذر.. نصائح
نبيلة فرح سيكولوجية مرشدة في العلم النفسي التربوي قالت: مع اعلان الحكومة أعادة الدوام المدرسي في الأول من أيلول يرافقه اعلان وزير التربية والتعليم يوآف غالنت عن خطة الوزارة والتغييرات في طرق التعلم، جميعنا كطواقم مدرسية والاهل والطلاب نقف امام واقع جديد غير مألوف ومهمة مركبة تحمل في طياتها الكثير من التحديات منها متوقعة ومدروسة سابقا ومنها ما هو مجهول وغير واضح وكل فرد سيتعامل مع هذا الوضع بطريقة خاصة مختلفة كليا عن الاخر.
ونوهت: في ظل هذه التحديات، هناك مسؤوليات هائلة ملقاة على الطواقم المدرسية من اجل تخطي هذه الفترة وانجاح المنظومة ونحن كأهل علينا ان نساهم وان نكون عاملا داعما لأبنائنا ومدارسنا.
وتابعت بعض النصائح التي يجب الانتباه لها وقالت: أولا علينا تحضير أولادنا نفسيا والحديث معهم عن اقتراب عودة المدارس، شراء اللوازم والكتب المدرسية يساهم في تحضيرهم فكريا ونفسيا للسنة الجديدة، كما انه علينا كأهل التوقع الى ان الصورة أحيانا لن تكون مثالية وان طرق تعامل كل مدرسة اهل معلم او طالب تتعلق بالتغيير او التحدي الذي يختلف بحسب معايير شخصية وظروف محيطة، علينا التعامل بتروي وعدم تسرع، ضبط النفس والموضوعية كأهل يساعد أولادنا في التعامل مع الأمور وتقبلها بطريقة افضل، مهم ان أكون بنظر ابني عوانا صادقا يعتمد عليه ويثق به.
ونوهت: متابعتي كأهل للتغييرات والتحديات اليومية ومشاركة ابني بها سيعطيه الشعور بالأمان والسيطرة ويخفف من شعور البلبلة، خصوصا علينا ان نعلمهم معنى مصداقية الاخبار وعدم الانجراف الفكري والعاطفي خلف الاخبار والشائعات الزائفة، علينا تشجيع ابناءنا عن التعبير عن مشاعرهم وانه مشروع ان يتخبط امام التغيرات وان يشعر بطريقة مختلفة عن الاخر، كما عليه ان يتقبل مشاعر الاخر المختلف عنه، مهم ان نتذكر ان طريقة تفسيري للحدث تحدد مشاعري وردود فعلي لذلك احرصوا على إعطاء الحدث تفسير موضوعي بطريقة تساعد أولادنا على التعامل عاطفيا وسلوكيا مع الحدث، التحضير المسبق للحفاظ على النظافة الشخصية، استعمال كمامة ومعقم وعدم تنقيل أغراض بين الطلاب، كلنا سنمر هذه التحديات بطريقنا الخاصة ولكن معا.
على الأهل تهيئة بيئة داعمة وراعية وفتح قنوات الحوار والمشاركة
تغريد ذيبة عاملة اجتماعية ومديرة مركز سلامة العائلة قالت: في مثل هذه الأيام عادةً تشهد البلاد حركة تجارية نشطة خاصةً في المكتبات لاقتناء الكتب والأدوات القرطاسية والحقائب المدرسية كأحد الطقوس المهمة لاستقبال العام الدراسي، ولكن ما نلاحظه اليوم أن حالةً من القلق والترقب تسيطر على الأهل والطلاب من عدة أسباب: عدم وجود قرارات نهائية بموضوع آلية العودة إلى المدرسة وسبل الوقاية وتدابير الحماية اللازمة في المدارس، الشك وعدم المصداقية تجاه وزارة الصحة ووزارة المعارف ونحن نعي جيداً ومن تجربتنا السابقة بالموجه الأولى من الكورونا ان هنالك الكثير من التخبط والتناقضات والفجوات فيما يتعلق بالعودة إلى المدارس.
وتابعت: الوضع الاقتصادي السيء الذي يلقي بظلاله على الكثير من عائلاتنا ويثقل كاهلهم ويصعب من قدرتهم على اقتناء مستلزمات المدارس الباهظة. لكي نتخطى ونتجاوز هذه الصعوبات على الأهل أن يدركوا أن المصلحة الفضلى والأمان لكل طفل في مركز القرارات التي علينا اتخاذها في ظل استمرار هذه الظروف الاستثنائية القاتمة.
وتابعت: على الأهل تهيئة بيئة داعمة وراعية وفتح قنوات الحوار والمشاركة مع أولادنا بموضوع افتتاح العام الدراسي الجديد وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم المختلطة، رغبة، خوف، قلق، توتر، إحباط، فرح وترقب، إعطاء الشرعية الكاملة لمشاعرهم، الاستجابة لتساؤلاتهم بكل وضوح وهدوء، فحص احتياجاتهم النفسية والاجتماعية مثلاً ممكن توجيه اسئلة عن حاجتهم للأصدقاء، للمناخ والبيئة التعليمية، وإذا يشعرون بالأمان بالمدرسة.
ونوهت: فحص تحضيرات المدرسة وخاصةً موضوع الأمن والأمان من الناحية الجسدية والنفسية ودعم جهود المدرسة بهذا الصدد. تهيئة أولادنا لأكثر من إمكانية تعلم كالمعتاد، تعلم عن بعد أو دمج الآليتين مما يسعدهم على المرونة والتأقلم مع التغييرات ويزيد من حصانتهم النفسية. عدم المبالغة باقتناء مستلزمات المدرسة والتركيز على الكتب بالمواضيع الرئيسية وممكن تأجيل باقي المواد القرطاسية حتى تتضح الأمور أكثر.
وقالت: بكل الأحوال على الأهل الاستعداد قدر الإمكان لإمكانية افتتاح العام الدراسي عليهم الاهتمام بتغيير البرنامج اليومي لأولادهم من اليوم، العودة لساعات نوم ثابتة، والتقليل من جرعات الأخبار الضاغطة وإدخال مضامين تعليميه بالكثير من الحب والتفاؤل لمساعدة الأولاد بالعودة والتأقلم مع الأجواء التعليمية، طبعاً مع إبداء الليونة والمرونة لكل جديد ومتابعة التغييرات. أتمنى للأهل ولطلابنا عاماً دراسية آمناً وناجحاً مليئاً بالإنجازات مفعماً بالمحبةِ وأن تنقشع هذه الغيمة السوداء عما قريب وأن ننعم بالصحة والسلام.
مقترحات عملية
احمد جبارين رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب القطرية قال: إننا بصدد افتتاح السنة الدراسية القادمة في تاريخ 1.09.2020 في ظل أزمة انتشار فايروس الكورونا للمرة الثانية خلال بضع أشهر، وخاصة في المدن والقرى العربية بشكل واسع، وتخوف من الأهالي بسبب عدم وضوح كيفية سيرورة التعليم في ظل تعليمات وزارة الصحة من قضية تباعد الطلاب فيما بينهم، بالمقابل عدم القيام بتجهيز المدارس لذلك.
وأضاف قائلا: لقد طرحنا من طرفنا في اللجنة القطرية عدة مقترحات عملية وواقعيه يمكن تنفيذها، تحفز الأهالي لإرسال أبنائهم للمدارس باطمئنان، من تقسيم الصفوف وتفعيل المدارس الجماهيرية، ووضع حواجز شفافة بين الطلاب واستغلال مرافق المدارس، والتعليم عن بعد لقسم من الصف في حين يكون قسم أخر يتعلم بشكل مباشر، وتوفير حواسيب وبنيه تحتية من انترنت وكهرباء للطلاب.
ونوه: وطلبنا من الوزارة إقامة لجنة من كافة الأطراف لإدارة الازمة، تضم كل من لجنة اولياء أمور الطلاب العرب، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، لجنة رؤساء السلطات المحلية، لجنة متابعة قضايا التعليم والنواب في لجنة التربية والتعليم في الكنيست، ومنظمات المعلمين، لكن للأسف الوزارة تقوم بوضع خطط من طرفها، دون التشاور مع هذه الاطراف. واشغر وزير التربية والتعليم في خطته لافتتاح السنة الدراسية التي عرضها على الحكومة من الحاجة للمصادقة أربع مليارات شيقل من أجل افتتاح السنة الدراسية في ظل هذه الظروف.
وقال: ان عدم قيا الوزارة بتوظيف معلمين من أجل التمكن من إدارة عملية التعليم وفقا للخطة التي عرضها وزير التربية والتعليم، يدل عل أن الواقع لا زال كما هو، بعيد كل البعد عن التصريحات التي تنشرها الوزارة. اننا في اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب سنعلن عن عدم افتتاح السنة الدراسية في حال عدم اتخاذ خطوات عملية من قبل الوزارة، وتزويد السلطات المحلية بالميزانيات اللازمة لذلك.
مقترحات لم تلق استحسان القطرية
نديم ناطور الناطق بلسان لجنة الأهالي القطرية قال بدوره: اللجنة القطرية ليست ضد المقترح وانما لديها تحفظات واعتراض على نهج الوزارة التي تقر مسارات التي تغييرها من حين لآخر الامر الذي يبين ارتباك للطلاب والمدارس والاهم من ذلك هو عدم تجهيز المدارس حسب المقترحات والمسارات التي اقرتها، اولاً عليهم تجهيز التعلم عن بعد اي تزويد الطلاب بالحواسيب اللازمة والتقنيات المناسبة للوصول لجميع الطلاب ومشاركتهم بالتعلم عن بعد سواءً بشكل جزئي او كامل، ثانياً تجهيز المدارس للتعلم عن بعد بتقنيات وبنبيه تحتيه مناسبه وبرامج منهجيه للتعلم عن بعد كذلك الامر عدم تجهيز المدارس وملائمتها للتعلم في مجموعات حسب المواصفات، منذ شهر كانت مطالب وتوجهات للوزارة وتحذيرهم من عدم تجهيز المدارس وليس هناك اي عمل او تنفيذ للمقترحات التي اقرتها الوزارة نحن نوصي الطلاب بالاستعداد للسنه الدراسية من جهتهم بما يخص الامر من جهة الاهل والطلاب ولكن اذا استمر الامر بالوضع الحالي وعدم تجهيز المدارس والطلاب حسب المتطلبات لتنفيذ المسار المقترح وعدم ايجاد بيئة امنه للطلاب لا يمكن افتتاح السنه الدراسية وعدم ارسال طلابنا للمدارس بالظروف الحالية ، نتأمل ان تقوم الوزارة بتجنيد الموارد وتجهيز المدارس والطلاب لتنفيذ المسار المقترح حسب المواصفات الازمه وان تعمل السلطات المحلية بالتجهيزات الازمه من طرفها
[email protected]
أضف تعليق