لعل أفضل ما نستفيد منه في هذه المرحلة، أن نكون آباء وأمهات إيجابيين ونذوّت في نفوسنا وقلوب أولادنا أن هذا الوباء هو مرحلة تمر بها البشرية جمعاء وهو للمؤمن ابتلاء ونعمة وليس نقمة، فيه تربية للنفس وتقرب الى الله بالطاعات والعبادات، وقد يكون أجمل ما تتمخض عنه هذه المحنة أن ُتقرب أفراد العائلة، التي شغلتهم أمور الحياة وضيّقت من التفافهم وجلساتهم العائلية، من بعضهم البعض، وهي فرصة للوالدين أن يتجولا في أرجاء البيت لينظرا عن كثب في أعماق الأبناء بالمشاهدة والمجالسة والمخاطبة واللعب، والدراسة، وأن تجتمع العائلة ولو على عبادة واحدة كصلاة الجماعة، أو قراءة القرآن أو أي منهج تربوي آخر يتم اختياره بشكل جماعي.
من المهم هنا التأكيد على أهمية الرياضة لأجساد الأطفال وتقوية عضلاتهم حتى تنمو هذه الأجساد بشكل سليم، ولربما يكون اللعب هو إحدى الوسائل الناجعة لفتح قنوات الحوار مع الأبناء بعد أن أربكتها كثرة الالتزامات والمسؤوليات، وقد انزعج واستاء بعض الآباء والأمهات من تعطيل الدراسة ،وهنا نؤكد على أن هذه الخطوة هي من أهم الاجراءات للحفاظ على أرواح ابنائنا بالدرجة الاولى، وهم بحاجة للإطمئنان وليس الترويع مع مراعاة الاحتياجات النفسية، والخوف شيء شرعي جدًا للكبار والصغار وفي نهج التربية السليمة الأخذ بالأسباب والتوكل على الله.
ولعل في ظل هذه الظروف من الجيد تكليف الأبناء وتفويضهم بالمهام والأعمال المنزلية حسب ميول كلٍ منهم مما يعطي مجالًا أكبر في تكوين الشخصية الواثقة من نفسها، وكذلك فسح المجال أمام الآباء في تكوين صداقات بين الأبناء، وتحضرني هنا بعض الكلمات والعبارات التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي عن الحنين والشوق إلى أيام زمان وتكاتف العائلة واجتماعها، فها هي العائلة في ظل فيروس الكورونا تعود بنا الى حنين الماضي وأشواقه لتكون انطلاقة تغيير نحو مستقبل أجمل.
[email protected]
أضف تعليق