برزت في السنوات الأخيرة في المجتمع العربي وبوضوح نوع علاج روحاني ونفسي للأشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة مثل السرطان وغيره من امراض تؤثر على حياة المريض الاجتماعية والعضوية وعلى نفسيته ونفسية من يحيطه من عائلة وأصدقاء واقارب، اذ هدف هذا النوع من الرعاية التعامل مع المريض بدقة مع الاخذ بعين الاعتبار حالته النفسية والجسدية وخلفيته الاجتماعية والثقافية في محاولة تزويده بالأمل والاطمئنان ما يجعل علاجه اكثر نجاعة وفاعلية واعتمدت هذه الرعاية بالأساس على تقبل النتائج الممكنة مع المريض حتى لو كانت محدودة بهدف الوصول الى الغاية القصوى تدريجيا.
الممرضة حنان مرجية منسقة الرعاية التلطيفية في مستشفى الناصرة حدثتنا عن تجربتها في المجال ومدى قبوله في المجتمع العربي، التحديات والعقبات التي تواجهها اثناء تعاملها مه المرضى وقالت في بداية حديثها: الرعاية التلطيفية هي طريقة توجه علاجية يعمل بها طاقم متعدد الخبرات مثل أطباء وممرضون، عاملين اجتماعيين واخصائيين في العلاج النفسي اخصائيو التغذية والعلاج الطبيعي، الأدوار تختلف من شخص الى اخر بحسب تخصصه ويكون الهدف هو مصلحة المريض وأهله منذ بداية المرض وخلال مراحل تطوره، بالأساس بدأت الرعاية التلطيفية مع مرضى السرطان وبعدها اصبح كل شخص مريض بمرض مزمن يتلقى هذا النوع من الرعاية مثل مرض الكلى في المرحلة النهائية وامراض الرئات والكبد، كل مرض مزمن يعاني المريض وأهله من اعراض سيئة جدا إنسانية وصحية واجتماعية، مثل الشعور بالوحدة والكآبة حيث يفقد المريض دوره بالمجتمع أيضا ويتم النظر الى المريض بشكل متكامل.
قسم الموت..
وتابعت: نبدأ بالعمل مع المريض منذ بداية التشخيص من خلال طاقم متعدد الخبرات، وأحيانا مع تقدم المرض يصبح المريض بحاجة الينا يتم تحويل المريض الي كمختصة في الرعاية الصحية واجلس معه واحدثه واحاول ان افهم تركيبته النفسية والروحانية والثقافية، أشخص الاعراض الموجودة واتطرق اليها حتى يعود التوازن للمريض ويعيش حياة طبيعية، أحاول الموازنة بين كل الأطراف حتى يعود المريض الى ذاته.
وتابعت مفسرة ومفصلة: بدأت الرعاية التلطيفية بين أعوام 95-90، حيث زارت ممرضة استرالية المستشفى وبدأت بالعمل مع المرضى بالرعاية التلطيفية، الامر كان جديدا بالنسبة الي كممرضة عربية وكنت انظر الى هذا القسم كأنه قسم الموت، وفي البداية رفضت التخصص بالأمر، ولكن بعد ذلك رأت الممرضة الاسترالية انه لدي القدرة ان اخوض المجال دعمتني هي وإدارة المستشفى، الموضوع كان صعبا بالنسبة لي لان امي توفيت بسبب السرطان وكنا نخاف ان نذكر كلمة السرطان في البيت ولكن بعد فترة درست اللقب الثاني في الموضوع وكانت اطروحتي حول المريضة العربية بالسرطان في المجتمع العربي، وللأسف في المجتمع العربي هناك وصمة بان السرطان يعني الموت بينما الأوضاع اليوم اختلفت والعلم قد تطور وممكن ان يعيش المريض سنوات عديدة بالرغم من العوارض الجانبية التي ممكن ان تمتد بعد شفاءه من المرض.
التعامل مع مرضى السرطان يذكرنا باستمرار بمسألة الحياة والموت والتناقضات بينهما
وقالت: عموما لا اعرف عن نفسي كمنسقة الرعاية التلطيفية لمرض السرطان بل اعرف عن نفسي كممرضة متخصصة بالأمراض المزمنة واحاول ان الطف الجو واشعر المريض وأهله بالراحة وبصورة عامة أرى تجاوبا إيجابيا من الطرف الاخر، ولكن هناك تحديات وصعوبات معينة أهمها التعامل مع مرضى السرطان يذكرنا باستمرار بمسألة الحياة والموت والتناقضات بينهما خصوصا اذا امتلك الممرض تجربة شخصية سابقة، والامر الاخر هو ان هناك حالات معينة الناس ترفض وجود اخصائي نفسي او عامل اجتماعي او غيرهم، انا احترم ذلك لكن كمنسقة يجب ان اعمل على التواصل المفتوح وابني علاقة ثقة مع الاهل او المريض واحاول ان اصل الى النجاح الذي استطيع قدر الإمكان، انا اعمل اكثر بشكل روحاني وثقافي وعلمي ومهني واركز على كل حركة حتى نبرة صوتي لها تأثير في الرعاية التلطيفية.
[email protected]
أضف تعليق