احتل نظام التعليم الإسرائيلي المرتبة الأولى في العالم، من حيث الفجوات بين مختلف الفئات السكانية داخل البلاد، حسب ما أظهرته نتائج اختبارات "بيسا" (pisa) (البرنامج الدولي لتقييم الطلبة) للعام 2018 الماضي، التي نشرت نتائحها في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، صباح الثلاثاء.

وجاء الطلاب العرب في إسرائيل، في أسفل جدول هذه الدول. وللتذكير، يعيش في إسرائيل مليون ونصف المليون عربي، يشكّلون نحو 18% من إجمالي عدد سكان اسرائيل، وهم مواطنون يحملون الجنسية الإسرائيلية، لبقائهم داخل حدود إسرائيل، إبان قيامها في العام 1948.

و"بيسا" هي اختبارات يجريها الإحصائي الألماني أندريس شلايشر، رئيس إدارة التربية والتعليم في منظمة OECD، مرة واحدة كل ثلاث سنوات، ضمن بحث دولي في مجال التعليم، لقياس قدرات الطلبة في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم.

وتسعى المنظمة من وراء هذه الاختبارات، إلى فحص مدى جاهزية الطلاب المقبلين على إنهاء مرحلة التعليم الإلزامي، ومدى استعدادهم للاندماج والمساهمة في بناء مجتمعاتهم ودولهم.

قاتمة 

وأوضحت نتائج الامتحانات، صورة قاتمة للطالب الإسرائيلي، في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم. وبرزت فجوات كبيرة في التحصيل، بين الطلاب العرب والطلاب اليهود داخل إسرائيل، لصالح الطلاب اليهود.

وعلّق وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، رافي بيرتس، على هذه النتائج بالقول، إن "تقليص الفجوات بين الطلاب اليهود والطلاب العرب يُشكّل تحديا كبيرا في إسرائيل اليوم. هذه المُعطيات تتطلب منا إجراء فحص معمّق".

وتابع الوزير: "على ضوء الموقف، أصدرتُ تعليماتي إلى وكيل الوزارة، بتشكيل فريق عمل لبناء خطة شاملة، لتعزيز النظام التعليمي في المجتمع العربي" داخل إسرائيل.

وعلّق شموئيل أبواب، وكيل وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية على المُعطيات قائلا: "إن تحليل نتائج 'بيسا' تُشير إلى وجود فجوات ثابتة بين الطلاب العرب واليهود في إسرائيل، وهو معطى يتطلب منا تغيير اتجاهنا".

وحول اللجنة التي وجّهه الوزير إلى تشكيلها في هذا الشأن، أكد أبواب أن الخطة التي ستُبنى، ستتطرق إلى "مُفاضلة مركّزة ومحددة"، متعهّدا بأن طاقم الوزارة، "سيقوم بدراسة وتحليل المُعطيات، لتحسين وتنجيع وصقل برامج العمل، وأساليب التدريس والمناهج".

سياسات فاشلة 

ورأى عضو الكنيست العربي الدكتور منصور عباس، بالنتائج أنها "دليل على السياسات الفاشلة والتمييزية العنصرية، التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ضد مواطنيها العرب"، مضيفا أنه "ليس فقط ان الفجوات بين الطلاب العرب واليهود لم تتقلص، وانما زادت بوتيرة مستمرة".

وجاءت إسرائيل في المكان الـ 37 من أصل 77 في القراءة، برصيد 470 علامة، أقل من المعدل بـ 17 علامة. أما في الرياضيات، فتواجدت إسرائيل في المرتبة 41 من أصل 78، مع 463 علامات، علما أن المعدل هو 489. وفي العلوم، تواجدت إسرائيل في المكان 42، أقل بمرتبتين من التي احتلتهما ضمن نتائج الاختبارات التي أجريت في العام 2015، مع 462 نقاط، أقل بـ 27 نقطة من المعدل.

يشار الى ان الصين حلت في المرتبة الاولى في هذه الاختبارات بمواضيعها الثلاثة تليها سنغافورا كذلك في المواضيع الثلاثة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]