كتب شادي عواد في "الجمهورية": مع التطوّر المستمر في قطاع تكنولوجيا السيارات، يزداد الخطر الناجم عن قرصنتها، خصوصاً مع وجود أنظمة وميزات متطوّرة متّصلة بشبكة الإنترنت.
لم تعد الهجمات الإلكترونية مقتصرة على الكمبيوترات والهواتف الذكية فحسب، بل أصبحت السيارات هي الأخرى في مرمى نيران القراصنة، بعد غزو الأنظمة التكنولوجية المتّصلة لعالم السيارات.
فقد ظهرت موجة كبيرة من الخوف في الفترة الأخيرة بأنّ هناك نقاط ضعف يمكن أن يتسلّل من خلالها القراصنة إلى أنظمة السيارة، وهي الاتصالات عبر الإنترنت وارتباط كمبيوتر السيارة بالهاتف الذكي، ما يسهّل من اعتراض سَيل المعلومات المتدفّق إلى السيارة.
تحذير شديد
أصدرت تقارير نشرت مؤخراً، تحذيراً شديداً يكشف أنّ السيارات الحديثة يمكنها أن تخترق الحياة الشخصية لمالكيها. وأشارت التقارير الى أنّ أنظمة البيانات الجديدة التي تم تجهيز السيارات الحديثة بها، يمكنها أن تخترق خصوصية الركاب ومعلوماتهم الشخصية.
وأوضحت أنّ التقنيات الجديدة التي يتم دعم السيارات بها لتحسين راحة السائقين وسلامتهم، تسجل وتشارك بياناتهم الشخصية، ومنها تقنيات التحكم عن بعد والاقتران بين الإتصالات السلكية واللاسلكية ومعالجة المعلومات.
وأكدت القارير أنه من خلال المعلومات التي يتم جمعها من السيارات عن المستخدمين، يمكن معرفة شخصياتهم وطباعهم، وبذلك تصميم حملات ترويجية تناسب طلباتهم.
وكشفت التقارير أيضاً عن أبرز ما تعرفه السيارات من معلومات شخصية عن مستخدميها، ومنها تسجيل المعلومات المتعلقة بمسار الرحلات وتسجيل مكالمات الطوارئ التلقائية وتسجيل أبرز ما يشغله السائق من مقاطع فيديو أو موسيقى، ونوعية التطبيقات التي يحرص على استخدامها، إضافة إلى طبيعة قيادة السائق للسيارة ومعرفة أين يسكن وكم من طفل لديه، وبمن يتصل ويحرص على مراسلتهم خلال القيادة سواء عن طريق تطبيقات الدردشة أو بالرسائل النصية.
إجراءات رادعة
تسعى شركات السيارات العالمية إلى تطوير وتحسين أنظمتها باستمرار من أجل التصدي لهجمات القرصنة الإلكترونية، خاصة مع ازدياد أعداد السيارات التي تعتمد على الأنظمة الشبكية. فالتقارير تشير إلى أنه من المتوقع حتى 2025 أن تتضمن كل سيارة جديدة خدمة الوصول إلى شبكة الإنترنت والاتصال مع بعضها البعض أو مع تجهيزات البنى التحتية، مثل إشارات المرور على الطرقات.
وعلى الرغم من هذه الجهود، يرى الخبراء أنّ ما من خطوات حماية يمكنها منع حدوث هذا السيناريو المرعب بشكل كامل، والذي يتمثّل في إمكانية استغلال القراصنة لثغرات يمكن من خلالها اختراق السيارات. وأكدوا أنّ هذا السباق لن ينتهي أبداً حتى لو تم اتخاذ إجراءات مضادة للقرصنة على أعلى مستوى تقني.
المصدر: الجمهورية
[email protected]
أضف تعليق