*بعد مضي 42 عامًا من البعد والفراق، التقين ثانية ليجددن عهد الصداقة، الصداقة البريئة التي جمعتهم معًا منذ نعومة اظافرهن وحتى عام 1977، حين تخرجن من المدرسة الابتدائية في قرية دير الأسد، وتباعدت دروبهن فكل واحدة منهن صارت في طريقها وبنت بيتها وحياتها ومستقبلها.
كنا صغار نلعب بالحارة... والجارة تعزم بالجارة
ونمشي مسافات ومسافات... وولا واحد عنده سيّارة
أحلى صبايا، مواليد عام 1963 اللواتي تخرجن من المدرسة الابتدائية في دير الأسد حين لم تكن هناك بناية للمدرسة بل غرف مستأجرة هنا وهناك، جمعهن لقاء رائع حيث اختلطت المشاعر الجياشة التي شعر بها الجميع تارة من فرح وسرور وتارة أخرى من الدموع التي المت بالجميع وكل منهن اخذتها الافكار إلى ذلك الزمن الجميل الذي عشنه بكل براءة ومحبة والفة وكل من المشاركات تذكرت نادرة أو نهفة حدثت معها وشاركت بها المجموعة. وحكين عن قصص مثيرة حدثت معهن فكل واحدة في جعبتها حكايات تمتع الاذن بسماعها.
صرنا كبار وفتحنا بيوت... وولا حدا عالتاني بيفوت
ونسينا حتى أسامينا... وكل شي فينا عمبيموت
اليوم، في جيل 57 عامًا، التقين طالبات صفوف الثوامن، حيث لم تكن هناك مدرسة ثانوية في القرية، فتفرقن كلّ إلى جهة، التقين معًا في أحد المطاعم ليتم اللقاء من جديد فمعظم النساء تزوجن في قرية دير الأسد وفقط اثنتان خرج القرية واحدة في حيفا والأخرى في قرية أبو سنان.
كنا نمسك بالأيادي... ونوكل من بعض الزوّادة
ونطلع على الجبل بإجرينا... يا ريتها ترجع هالعادة
تبادلت النسوة أطراف الحديث وتحدثن عن طرائف وشقاوة الطفولة والصبا وقالت احداهن وهي مديرة مدرسة انها وحتى هذه اللحظة كلما يخرج صف الى رحلة مدرسية تضحك في عُبّها وتتذكر كيف قام مربي صفها في الابتدائية بضرب زميلتين لها حينما رفضتنا الخروج في رحلة مدرسية لانهما قررتا ما يليق بهما ولم تسيرا بحسب ما املاه مربي الصف.
عام 1977 انشدت الصبايا من كلمات الشاعر جورج نجيب خليل، ابن عبلين:
ابناء صفي لكم حنيني... لكم فؤادي لكم عيوني
ما كنت أنسى تلك العهود... مرّت كحلم ولن تعود
وحينها بكين بلوعة الفراق واليوم ومعظمهن جدّات غنينا من جديد أغنية أبناء صفي بصوت عالي وصل حتّى جبل المغر ومغارة الطبلنج ليعبرن عن نشوة اللقاء.
يا ريت الزمن فينا يعود... ونزور الخضر الموعود
ونغزو المغر والطبلنح... بحرّيّة ما إلها حدود
وقد شاءت الصدف ان تحتفل بعض الحاضرات من النسوة في عيد ميلادهن الذي هو في شهر تشرين الثاني، فأقيمت لهن حفلة عيد ميلاد واضيئت الشموع واحتفلن بفرحة الصبا.
ما أحلى اللقى بعد سنين... بقعدي حلوة ملتمين
كل واحد في عنده ذكرى... فيها شجن وفيها حنين
[email protected]
أضف تعليق