أفادت وسائل اعلام إسرائيلية انه سيجري خلال الأيام القادمة حظر استعمال الهواتف الخليوية في المدارس بسبب الأخطار المترتبة على استعماله في المدارس وأثره السلبي على الأطفال في سن مبكرة حيث شمل الحظر تغييرا في المبادئ التوجيهية لاستخدام الهواتف المدرسية اذ سيتمكن الطلاب من إحضار هواتفهم المحمولة إلى المدرسة للتواصل مع أولياء أمورهم عند الوصول والمغادرة، لكن سيُطلب منهم إيقاف تشغيل الأجهزة ووضعها في الحقيبة خلال ساعات الدراسة. وستظل الهواتف أيضًا في الفصول الدراسية أثناء الدروس وفواصل الدراسة.
عبد الله ميعاري، مختص في التكنولوجيا الاجتماعية والانترنت الامن قال حول منع استعمال الهواتف النقالة في المدارس: قبل التطرق لعمق وصلب الموضوع يجب التذكير بان إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي اخذت هذا القرار، فقد سبقتها فرنسا، استراليا، أمريكا وبعض الدول في صدد اتخاذ قرارات مشابهة مثل الدنمارك، السويد وبريطانيا. لا شك بالأمر ان هنالك الكثير من الحيرة والاسئلة المطروحة، ليس من القرار نفسه بل من العصر الحالي الذي نحن به، عصر الانترنت والتكنولوجيا الجديدة والذي يحتم علينا استعمال هذه التقنيات وبنفس الوقت تشجيعها للطلاب والأولاد. ومن جهة ثانية هنالك الاخلاقيات والاستعمال الغير صحيح وبالتالي نتائج وخيمة وقاسية على المرسل والمتلقي.
الهاتف النقال سبب مشاكل كثيرة تحدث في المدرسة
ونوه ميعاري: نحن نعرف ان الهاتف اصبح جزء لا يتجزأ من عالم الطفل وهذا التعلق الزائد اصبح بمثابة ادمان عند الكثيرين وهنالك الكثير من العائلات لا حول لها ولا قوة في السيطرة على ساعات الاستعمال وانقطاع اولادهم من اجل الأمور الحياتية الأخرى بسبب عدم القدرة على اخذ زمام الأمور. ادمان الأولاد أدى الى قتل للقدرات الاجتماعية والكثير من الأشياء السلبية والتي سنتحدث عنها لاحقا.
وتابع: وليس غريبا على احد المشاكل الكثيرة التي تحدث في المدارس او بالبيت وتنتقل بعد ذلك للمدرسة وبكثير من الحالات هنالك صعوبة في الحل او إيقاف مثل هذه العثرات والتي سببها الهاتف النقال كإرسال صور او مقاطع فيديو ساخرة او بدون اذن صاحبها. أمور كثيرة حدثت وأدت الى ارباك للعملية التعليمية وتشويش سير ومجرى الدروس العادية ومن منطلق الحماية ومساعدة الأولاد في السيطرة والانقطاع الوقتي عن هذا الجهاز والاهتمام في الامور المدرسية كان لا بد من التدخل المهني والسريع للمساهمة والمساعدة بقدر الإمكان للحد من الظواهر السلبية نتيجة استعمال الهاتف.
يجب عدم حرمان الطالب من التعليم التكنولوجي وبنفس الوقت تقع علينا مسؤولية حماية الطلاب
وأضاف لـ "بكرا": كلنا نعرف ان لا هروب من هذه الأدوات من المساحة الحياتية والشخصية للطالب وهنالك الكثير من التعليم يتم من خلال الهواتف النقالة بسبب القوة الكامنة في هذا الجهاز من تطبيقات تعليمية ووسائل مساعدة في فهم المواضيع المختلفة والكثير من التعليم الجديد مثل التعليم النقال، الصف المقلوب والألعاب التعليمية المختلفة ناهيك عن سهولة بناء الأسئلة وتتبع عمل الطالب. وكرجل تربية وحسب رايي الشخصي يجب التوازن في هذه الأمور ويجب عدم حرمان الطالب من التعليم التكنولوجي وبنفس الوقت تقع علينا مسؤولية حماية الطلاب من أي استعمال غير صحيح لهذا الجهاز، فالحل يكون من قبل المدرسة او المؤسسة في إيجاد طرق ووسائل تكنولوجية لمساعدة الطالب تذوق هذا العالم والتعليم بواسطة التقنيات المتقدمة بواسطة أجهزة مدرسية تكون بمتناول يد الطالب وهواتف للاستعمال عند الحاجة ومن الناحية الأخرى يجب استغلال ساعات التربية الاجتماعية وساعات خاصة من اجل تغذية عقول الطلاب وتنمية الرقابة الشخصية والاسرية في إعطاء طرق للحماية واستعمال امن واخلاقي لهذه الأجهزة بمشاركة الطاقم المدرسي والعائلة. وهنا تكون فرصة للطالب من الانقطاع والتفرغ للأمور المدرسية. فاستعمال الهاتف في المدرسة بدون رقابة وبدون وضع الحدود المطلوبة يؤدي الى تشويش شامل للعملية الدراسية، تشتت الذهن، تقليل نسبة الفهم بسبب التعلق الزائد بالهواتف، مضيعة للوقت بسبب عدم الانتباه عند الاستعمال، الاعتماد على الاخرين بكل شيء نتيجة سهولة الاتصال والتواصل مما يعيق تطور الناحية الاجتماعية، يقلل من القدرات الإبداعية وتنمية الأفكار والاهم يؤثر على الصحة.
وختاما قال: القانون فرصة لمساعدة الطالب وخصوصا في المرحلة الابتدائية للتطور الصحيح من الناحية الاجتماعية، الحسية والفكرية، فرصة للطالب للانقطاع من هذا الجهاز. وعلينا البدء في زرع قيم واخلاقيات هامة بعقول أولادنا حول اخلاقيات الانترنت وإعطاء إرشادات للطواقم المدرسية والاسرية وبنفس الوقت الاستمرار في التعليم المحوسب واستعمال الهواتف للأمور المدرسية بإشراف الطاقم الدراسي ودائما التوازن في الأمور بطريقة مهنية.
[email protected]
أضف تعليق