الأمر ليس مجرد صرح تعليمي نال شهرة واسعة بعد عدة أعوام من تأسيسه، بل حالة نادرة قد لا تتكرر كثيراً على مستوى العالم، حلم شخصين أن يجعلا بلدهما مكاناً أفضل، حتى كبر هذا الحلم ليصبح «أكبر مدرسة في العالم». إنهما الزوجان الهنديان الدكتورة «بهارتي غاندي» والدكتور «جاغديش غاندي» اللذان بنيا مدرسة سيتي مونتيسوري سكول، المعروفة بـ«سي إم إس CMS».
5 طلاب و5 دولارات فقط
بدأ حلم الزوجين «غاندي» عندما قررا تأسيس مدرسة في مدينة «لاكناو» الهندية خلال العام 1959، وحينها اضطرا لاقتراض مبلغ 300 روبية، أي ما يعادل وقتذاك الـ5 دولارات أمريكية فقط للبدء بهذا المشروع. لم يلتحق بهذه المدرسة الجديدة آنذاك سوى 5 طُلاب، فاضطر الزوجان الهنديان الأكاديميان إلى استئجار مبنى صغير ليجعلاه مدرسة، ويستهلا أولى خطوات هذا المشروع الحلم.
الحلم الذي أصبح واقعاً
استمرت المدرسة التي أطلقا عليها اسم «سيتي مونتيسوري سكول»، بالنمو والتطور عاماً بعد عام، حتى تمكنت خلال العام 2002 من نيل جائزة اليونيسكو لنشر السلام. وبعد 9 أعوام، دخلت المدرسة موسوعة جينيس للأرقام القياسية خلال العام 2011، بصفتها أكبر مدرسة في العالم، وحينها كان عدد طلابها يصل لقرابة 45 ألف طالب. وبعد عدة أعوام كان عدد الطلاب في هذه المدرسة قد تجاوز 52 ألف طالب. ولا يزال عدد المنتسبين لها يزداد يوماً بعد يومٍ.
لماذ هي أكبر مدرسة في العالم؟
على الرغم من أعداد الطلاب الكبيرة الذين يلتحقون بـ «سيتي مونتيسوري سكول» في الوقت الحالي، إلا أنها تعد من أقوى الصروح العلمية في الهند والعالم. وحتى تستوعب المدرسة هذه الأعداد الهائلة من الطُلاب وتتمكن من إعطاء كل واحد منهم حقه في تعليم جيد، فإن المدرسة توفر 1050 فصلاً دراسياً، بإمكان كل واحد من هذه الفصول، أن يستوعب قرابة الـ50 طالباً، جميعها موزعة على 20 مبنى للمراحل ما قبل الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية.
وتدرك إدارة المدرسة التي يعمل فيها 800 موظف في إدارة شؤون الطلبة لفروعها كافة، أن مواكبة التكنولوجيا الحديثة أمر غاية في الأهمية وأنها لغة العصر الجديد، لذلك يوجد في مرافقها ما يزيد على 3700 حاسوب خاصة لتعليم الطُلاب. أما بالنسبة للكادر التعليمي، فالأمر لا يختلف كثيراً، فهو كبير جداً ويصل حتى 3 آلاف معلم في مختلف التخصصات. والمثير بأمر هؤلاء المعلمين، أن من ضمن مهامهم الوظيفية، زيارة الطلاب في منازلهم للإشراف على دراستهم، والتأكد من أن أمورهم تسير على أحسن ما يُرام.
ولأن مدرسة «سيتي مونتيسوري سكول»، اشتهرت بجودة التعليم الذي تقدمه للطلاب في مختلف المجالات الاجتماعية والعلمية، بالإضافة إلى طرقها التجريبية الخارجة عن الشكل النمطي للتعليم في المدارس، مثل وسائل البحث والترفيه والتجارب وغيرها، استطاعت جذب الطُلاب من مختلف دول العالم، فتجد إلى جانب الطالب الهندي، طلاباً من اليابان وكوريا ومختلف الدول الأوروبية، وحتى الدول العربية ودول أميركا اللاتينية.
52 ألف طالب بزيّ موحّد
يرتدي الطلاب في مختلف المراحل الدراسية في «سيتي مونتيسوري سكول» لباساً موحداً داخل الحرم الدراسي، وهو للذكور كناية عن سترة باللون الكحلي تعلو قميصاً باللون الأزرق السماوي مع سروال، أما الإناث فيرتدين تنورة باللون الرمادي أو الأبيض، إضافة إلى ربطة عنق. وما يُميز كل مرحلة دراسية عن غيرها، شارات معينة يتم تعليقها على الصدر.
[email protected]
أضف تعليق