يتخبط معظم الأهالي في البلاد مع قدوم العطلة الصيفية بين ارسال أبنائهم الى المخيمات الصيفية الباهظة الثمن وبين السفر في اطار رحلة سياحية تكون أسعارها ارخص، ولا تشكل عبئا اقتصاديا كبيرا على العائلة، وبالتالي يخسر الأولاد المضامين التي تحويها هذه المخيمات من التواصل وغيرها من قيم رفيعة في اطار تعليمي ترفيهي جديد. معاناة مستمرة تطرق اليها "بكرا" في هذا التقرير.
يجب على المجالس المحلية ان تنتج مخيمات وتشرف عليها من ميزانيات الوزارة
نردين أرملي مستشارة في اقتصاد العائلة قالت في هذا السياق: هناك مخيمات كثيرة مجانية موجودة عن طريق وزارة المعارف والمراكز الجماهيرية ولكن الامر متعلق بالأهل واختيارهم المساحة التي يكون بها ابنهم، ولكن هناك اقتراحات اخرى وهي مشاركة اهل في مخيمات جماعية، انا شخصيا اعرف اهل هم يقومون بمخيمات حيث انه كل يوم تعمل ام على استضافة خمسة أولاد وتحضر لهم برنامج يومي، هناك اطر مجانية ولكن بعض الاهل الذين يتعلمون أولادهم في المدارس الخاصة يفضلون ان يضعوا أبنائهم في مخيمات تتبع المدارس نفسها.
وتابعت: وزارة المعارف عادة تعطي ميزانية للمخيمات للمجلس المحلي الذي يجب ان ينتج المخيم ويدير الطواقم، وهناك يجب ان تأخذ المجالس المحلية الامر على عاتقها وان تعمل لصالح الطلاب وان تهتم بهذا الامر، وانا اعرف ان هناك سلطات محلية عديدة تهتم بهذا الامر مقابل سلطات محلية أخرى لا تهتم، علما انه من حقنا كمواطنين ان يتم اعطائنا الخدمات حتى النهاية وهذا جزء من الحقوق التي يجب ان نحصل عليها وعلى المجالس ان تعمل على تحقيق الامر والتخفيف عن الاهل.
وتطرقت الى الفرق بين التكاليف في السابق وبين تكاليف المخيمات الباهظة في أيامنا وقالت: انا لا احب المقارنة بين المخيمات سابقا وفي أيامنا هذه، جميع الأمور في السابق كانت مختلفة حتى المعاشات والطلاب، وتوقعات الطلاب من هذا الجيل مختلفة عن التوقعات سابقا، لذلك يجب ان تتغير طريقة الفعاليات والنشاطات في هذه المخيمات بما يتناسب مع المبالغ التي يتم دفعها. على كل عائلة ان تدرس ميزانيتها بشكل صحيح خلال فترة الصيف، وان تقسمها، مثل اقتراح فعاليات ونشاطات تكون أسعارها رمزية، يجب تحديد اهداف خلال أشهر الصيف وبالطبع متابعة التكاليف خلال العطلة الحالية وتحديد الميزانيات خلال السنوات القادمة بناء عليها.
أسعار المخيمات باهظة في البلاد والاهل يفضلون رحلة سياحية على وضع أبنائهم في مخيم صيفي!
عبد الكريم عزام مدير مؤسسة القلم قال بدوره: الأسعار جدا مرتفعة في مجتمعنا ومعظم العائلات التي لديها اكثر من ولدين ستضطر ان تدفع مبالغ طائلة لوضع أبنائها في مخيمات، أحيانا يصل المبلغ الى معاشات شهر، لذلك يفضلون ان يأخذوا أبنائهم في رحلة سياحية خارج البلاد حيث تكون أحيانا ارخص من المخيمات ولكن بالمقابل فان الهدف الأساسي من المخيم والقيم التي تقدمها لا يكسبها الطالب مثل التواصل من أبناء جيله والتعليم الوطني والهوية يتم تقويضها مقابل نوع من النقاهة للعائلة، الأهالي معذورين والأوضاع الاقتصادية صعبة جدا حتى وان كان هناك دعم من البلديات والمجالس المجلية ولكنه لا يكفي ان يغطي تكاليف مخيم خصوصا العائلات التي لديها عدد كبير من الأولاد، لذلك نحن في مؤسستنا نعمل على مخيمات خارج البلاد تحوي نوع من المضامين والقيم الكبيرة.
وتابع: أتمنى ان تدعم مجالسنا المحلية وبلداتنا هذه المخيمات، ومن ناحية أخرى ممكن ان يتم التخطيط لمخيم حول القرى المهجرة او البلدات الغير معترف بها بحد ادنى للتكلفة، هناك جهات كثيرة مستعدة ان تدعم مخيمات بهذا الاتجاه يكون متاحا لكل أبناء شعبنا مع مضامين راقية تلبي احتياجاتنا الدينية والثقافية وكل ما يتعلق ببناء الهوية، اعتقد ان مجالسنا وبلدياتنا ومؤسسات فاعلة في الداخل تستطيع ان تدعم وتقوم ببرامج ذات تكلفة منخفضة ومضامين عالية.
المخيمات التي تدعمها الوزارة تكون غير مكلفة
جلال صفدي مدير قسم المجتمع والشباب للمجتمع العربي في وزارة المعارف قال: نحن كوزارة بشكل عام لا نتدخل بتحديد تقسيم كل مخيم لان هناك مخيمات تتبع للسلطات المحلية وهناك مخيمات تتبع لجمعيات خاصة، وبشكل عام نلاحظ ان المخيمات الباهظة الثمن تكون عند الجهات الخاصة وليس عند السلطات المحلية لأننا في مخيمات السلطات المحلية ندعم بعض الفعاليات والبرامج، مثلا مخيمات الفرصة الكبيرة التي هي من اول شهر تموز وحتى الواحد والعشرين من تموز لصفوف من الأول وحتى الثالث يحصلون على دعم من وزارة التربية والتعليم وهو مخيم الفرصة الكبيرة اذ اننا نعطي ميزانيات بملايين الشواقل للسلطات المحلية لدعم كافة الفعاليات والبرامج، ومن تاريخ الواحد والعشرون من تموز تنتهي هذه المخيمات ويكون هناك فعاليات وبرامج تم رصد ميزانيات للسلطات المحلية تصل الى ملايين الشواقل ومدينة الأولاد والشباب أيضا تم رصد عشرات الاف الشواقل للسطات المحلية حتى تقوم ببناء برنامج لعشرة أيام من اجل ان يقضوا أوقات فراغ ذات معنى لفرصة الصيف، هذه الميزانيات التي نحولها للسلطات المحلية ونعلم ان السلطات المحلية تقوم بجباية الأموال ولكن ليست أموال باهظة جدا.
وتابع: اما في الجمعيات الخاصة يكون المبلغ كبير لأننا لا نعطي دعم وبالتالي تكون الأسعار عالية جدا، وانا من خلال الموقع اطالبهم ان يأخذوا بالحسبان الوضع الاقتصادي لدى الاهل، بشكل عام من يرفع الأسعار هي المخيمات الخاصة وليست المخيمات التي تدعمها السلطات المحلية، التي نراقبها ونرخصها وندعمها أيضا ماديا.
على كل شخص يريد ان يؤسس مخيم ان يمر بتأهيل من الوزارة
ونوه: نحن كإدارة المجتمع والشباب في المجتمع العربي في الوزارة مسؤولون عن تطبيق قانون المخيمات 1990 والذي ينص على ان كل حركة او جسم تريد ان تقيم مخيم عليها ان تلتزم بمعايير محددة منها تعرف المخيم وهو التقاء 11 طالب فما فوق لمدة يومين او اكثر، وبالتالي يجب ان يكون هناك ترخيص للمخيم وهنا الوزارة تقوم بتأهيل الشخص للحصول على ترخيص من السلطة المحلية، كل مخيم يجب ان يكون مرخص، أي شخص يفتح مخيم عير مرخص يعاقب بالسجن لمدة ستة اشهر، هناك وعي بقضية ترخيص المخيمات علما ان هناك بعض الأشخاص لا يرخصون المخيم وبهذه الطريقة هم يتحملون كامل المسؤولية. ونحن ننوه كوزارة ان كل جسم او حركة او شخص عليه ان يتوجه لنا من اجل الحصول على ترخيص لمخيمه
[email protected]
أضف تعليق