صّرح مسؤولون في وزارة المالية بأن المعطيات الصادرة عن مجلس التعليم العالي بشأن الزيادة في عدد الطلاب الجامعيين العرب عموماً، وبشأن الارتفاع في نسبتهم ضمن مجمل طلاب الجامعات في إسرائيل، لا تستند الى مؤشرات ومتغيرات صحيحة، بل بالعكس – حسب تأكيد المسؤولين في المالية.
ويشار الى أن معطيات مجلس التعليم العالي تفيد بأن نسبة الطلاب العرب بلغت عام 2010 حوالي 10%، فارتفعت عام 2017 الى 16%، لعدة أسباب أبرزها إنشاء المزيد من الكليات الأكاديمية في المناطق البعيدة عن مركز البلاد، بالإضافة الى اتباع مخطط متعدد السنوات لزيادة عدد الطلاب العرب في الجامعات والكليات.
لكن المسؤولين في وزارة المالية ينبّهون الى أن معطيات مجلس التعليم العالي تستند الى المعطيات "الروتينية" التي تفيد بأن نسبة المواطنين العرب في إسرائيل تبلغ 21% من مجمل السكان "بينما نسبة الفئات العربية الشابة تقارب 30% من مجمل الأجيال الشابة في الدولة " – حسبما يؤكد مسؤولو المالية، الأمر الذي يعني حصول خلل وخطأ في تحديد نِسَب الزيادة.
(48) ألف جامعي عربي
ويشير مسؤولو المالية إلى مؤشر خاطئ آخر في هذا الإطار، وهو المقارنة الميكانيكية بين عدد الطلاب العرب والطلاب اليهود "بينما الصحيح هو قياس وحساب عدد الطلاب العرب مقارنةً بعدد أبناء جيلهم العرب ثم مقارنة النسبة الحاصلة بالنسبة الموازية لدى اليهود غير المتدينين" – حسبما يعتقد مسؤولو المالية، الذين توصلوا الى معطيات مفادها أن نسبة الطلاب العرب في المؤسسات الأكاديمية بلغت عام 2008 قرابة 14.4% ضمن فئة الشبان العرب أنفسهم وارتفعت هذه النسبة بعد عشر سنوات (أي عام 2018) الى 15.7% فقط، بينما بلغت نسبة الجامعيين اليهود ضمن الفئة الشابة في نفس العام 45.4% ، أي ثلاثة أضعاف العرب .
ويعلل مسؤولو المالية هذه الوضعية بكون 69% من الشبان العرب قد أنهوا تعليمهم المدرسي بدون شهادة بجروت أو بدون علامات تؤهلهم للالتحاق بالدراسة الجامعة، بينما بلغت النسبة الموازية لدى اليهود – 47%. هذا بالإضافة إلى ان قرابة 25% من الأكاديميين العرب يلتحقون بالدراسة في الجامعات الأجنبية.
وتعقيباً على تصريحات مسؤولي المالية – أكد متحدث رسمي بلسان مجلس التعليم العالي " صحة النهج المتبع تجاه المجتمع العربي من ناحية التسهيل على التحاق خريجي الثانويات بالجامعات"، وأورد معطيات تفيد بأن عدد الطلاب الجامعيين العرب قد تضاعف خلال الفترة الواقعة ما بين 2008 – 2018: من (24) ألفاً الى (48) ألفاً، ما يعني – حسب تأكيده – أن الهدف المقرر بلوغه عام 2022، قد تحقق مبكراً .
[email protected]
أضف تعليق