"مع كلّ امرأة تُقتَلُ في بلادي تذبل حديقة وتتهاوى عاصمة وتسقط الرجولة..."
إيمان عوض؛ ضحيّة أخرى من ضحايا مجتمعنا العربيّ، يُضاف اسمها إلى القائمة الطويلة من قائمة النساء المذبوحات اللاتي يُذبحن ويُقتلن بالبثّ الحيّ والمباشر، بينما يعتاد مجتمعنا على الكثير من صور الدمّ، الذبح والدمار. تصيرُ النساء مع كلّ جريمة وجريمة أخرى، مجرّد أرقام ونحن أبناء هذا المجتمع نتفنّنُ بشرب الدمّ ووأد الإناث على طريقتنا الخاصّة، وما من أحدٍ فينا يقدر على منع الجريمة القادمة. إيمان عوض من عكّا تحتلّ الصورة الإعلاميّة بجثّتها الذبيحة مكان أشلاء عروس الجشّ يارا أيّوب ومن قبلهما منال فريزات من النقب، من يافا؛ سمر خطيب وحياة ملوك ونورا ملوك وفادية قدّيس، من الطيرة؛ زبيدة منصور وريما أبو خيط، من دبوريّة؛ رسميّة طه-مصالحة ومن النقب نورا أبو صلب ومن شقيب السلام عفاف الجرجاويّ... والقائمة أطول من ذلك بكثير، وكلّ بقاعنا تلوّنت بدماء النساء التي سالت بأيدي غاشمة تنال من الحرّيّة، الجمال وإرادة الحياة.
تشير آخر الاحصائيّات إلى ارتفاع ملحوظ في عدد جرائم القتل بشكل عامّ وفي مجتمعنا بشكل خاصّ. فالمسؤوليّة جماعيّة وكل واحد منا عليه أن يتخذّ دوره في المجتمع، من خلال رفض كافّة أنواع وأشكال وألوان العنف المختلفة بشكل عامّ، وضدّ النساء بشكل خاصّ.
بناءً على ما تقدّم كان للمتنبّي وطلّابها كلمتهم الجازمة وانتفاضتهم الحاسمة جملةً وتفصيلًا ضدّ هولوكوست قتل النساء، حيث تمّ تخصيص يوم الأربعاء الماضي لتنظيم فعاليّات خاصّة فيها تناول كلّ مُربٍ الموضوع أمام طلّابه وفي تمام الساعة العاشرة وقف ستة وعشرون طالبًا، حمل منهم خمسة وعشرين طالبًا أرقامًا تعدُّ ضحايانا النساء بينما حمل الطالب الأخير لافتة تدعو لوقف مسلسل سفك الدماء بحقّ النساء في المجتمع، بينما حمل باقي الطلّاب لافتات تستنكر العنف وشتّى أشكاله وتدعو للتسامح وإرادة الحياة. تأتي وقفة الغضب هذه تتويجًا لفلسفة المتنبّي التربويّة-التعليميّة التي ترى بالطالب مركزًا وأساسًا فتدأب على أن تجعل منه سويًّا وقادرًا على التماهي مع قضايا مجتمعه المفصليّة والهامّة.
الصور للنشر
تصوير – مدرسة المتنبي في حيفا
[email protected]
أضف تعليق