مدرسة "مفتان" الناصرة بإدارتها وطاقمها والعاملين فيها ينعون بمزيد من الحزن والاسى عميد مدرسة "مفتان" الاستاذ
والاخ والصديق المربي الفاضل زياد حسني الزعبي " ابا طارق" ،الذي انتقل الى رحمة الله تعالى بعد 46 عاما قضاها في سلك التربية والتعليم مربيا ومرشدا وموجها فخرج افواجا من ابناء الناصرة والقضاء ما زالت تذكره بالخير.
وقد ادارة المدرسة، والهيئة التدريسية، وطاقم العاملين، برسالة تعزية وقصيدة رثاء وصلت نسخة منها الى مكاتب موقع بكرا جاء بها :"
وفي مثل هذه المواقف نتأدب بأدب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في استقبال مصيبة الموت فنقول:"انا لله وانا اليه راجعون". لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى
ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا ابا طارق لمحزونون ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا.
عقود عشناها معك في مدرسة مفتان وكنا نراك دائما راض عن نفسك فيما تقدمه لطلابك من نصح وتوجيه وارشاد وكنا نراك كل صباح دائم البشر تعلو البسمة وجهك، وما طرق العبوس ابدا محياك.
ست واربعون سنة كنت فيها لزملائك وطلابك كالأب الحاني والاخ العطوف فأحبوك حبا جما وعاملوك بتقدير واحترام.
طوال هذه السنون ما عتبت على احد وما عتب عليك احد ونشهد الله انك كنت شديد الحياء الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' والحياء شعبة من الايمان'.
وكنت يا ابا طارق بطيء الغضب سريع الفيء من الغضب، سهل العشرة، لين الجانب، تألف وتؤلف، نعم الصاحب والاخ والصديق. كنت ضعيفا في حق نفسك تطلب لغيرك ،وتحجم حياء ان تطلب شيئا لنفسك وهذه صفة من صفات اهل الشهامة والاباء ،نحسبك كذلك ولا نزكي على الله احدا.
إن عطائك يا ابا طارق لم يتراجع رغم هذه السنون انما ازداد، وكما قيل في امثالنا الشعبية: " الخيل الاصايل تجود بآخر التلم"
وقد كنت بحق جوادا اصيلا، وهذا ما قلته للمفتشة في لقاء جمعنا واياك بها في بداية هذه السنة، انك دائما تأتي للمدرسة
برغبة وسرور وحب للعطاء. وهذه قصيدة حب ووفاء من اخيك عبد ابو واصل تعبر عن مشاعره ومشاعر زملاءك وزميلاتك وطلابك وكل من احبك. قد كان نوى في نفسه عندما قاربت يا ابا طارق سن التقاعد
ان يعد لك قصيدة بهذه المناسبة، مع انه ليس في عداد الشعراء، ولكنها مشاعر الحب والاخاء والشكر والتقدير على عطائك الذي لم ينقطع ابدا ، ولكن قدر الله الغالب، اراحك من تعب الدنيا وشقائها ، ونقلك الى راحة الآخرة والسعادة الابدية، قبل التقاعد الذي ما كنت تبحث عنه او تنتظره.
ابا طارق
لما نعيت لنا صدمنا وقلنا ابا طارق؟....هذا محال
مصيبة جلل دهتنا فزلزلت النفوس كما الجبال
ولكنا بعد ان افقنا أنبنا ألى الرحمن ذو الجلال
وبتنا ليلتنا تلك بحزن كأسوأ ما عرفنا من الليالي
لقد فقدنا بفقدك اخا تحلى بأفضل اخلاق الرجال
وكان من كرم الكريم بأن حباك قسطا وافرا من الجمال
ونشهد ان الله كساك ايضا ثوبا من حياء جد غالي
فأنعم عليك خلقا وخلقا فزينك بالخلال وبالخصال
لقد كنت كريم الطبع فينا حتى عددناك الرجل المثالي
فما عتبت على احد بذنب وقد ترفعت عن سوء المقال
سنون عشناه معا هوت بموتك كانها قصور من رمال
عقود عشناها معا هوت بموتك كأنها صرح من خيال
اعزي الاهل والزملاء فيك واشد ما اعزي بفقدك حالي
وأسأل الرحمن الرحيم ان يبوءك مقعدا بالفردوس عالي
فرحمك الله يا ابا طارق رحمة واسعة وجمعنا واياك في مستقر رحمته في جنات النعيم وصبر اهلك وذويك ومحبيك وصبرنا
على مر فراقك ، ولكن ما يعزينا اننا على يقين اننا سنلتقي
في جنات النعيم ان شاء الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
بالنيابة عنهم مديرة مفتان
نداء ابو احمد
[email protected]
أضف تعليق