لم يكن للبحر بخشوعه وهيبته وأمواجه العاتية المتلاطمة والذي غالبا ما يوصف بالأناني الغدار العنيد الجبار والقهار بمده وجزره الذي داعب بكل رفق رمال شاطئه، حيث جلس ثلاثة شبان شفاعمريين يتأملون غروب الشمس وسحر جماله؛ دورٌ مباشرٌ لإصاباتهم إصابات بالغة وخطيرة، وإنما الاعتداء الوحشي والتعسفي واللاأخلاقي من قبل مجموعة حاقدة عنصرية انهالت عليهم بالضرب بأدوات حادة وبصورة همجية على خلفية قومية.
هذه الحادثة وغيرها من حوادث الاعتداءات المتكررة على المواطنين العرب وبدون أي ذنب أصبحت ظاهرة مقلقة يجب ليس فقط استنكارها والاكتفاء بالتصريحات الجوفاء، وإنما هناك ضرورة لمعالجتها بصورة جذرية وإيجاد الفاعلين وإنزال أقصى العقوبات بحقهم.
إن مثل هذه الأحداث لا تدعم التعايش وتمس بالعلاقات وتعكر صفو ما تبقى من أجواء حياتية مشتركة تنعكس سلبا على حياتنا اليومية خاصة في هذه الظروف العصيبة بعد تشريع قانون القومية.
من على هذا المنبر نوجه نداء إلى محبي السلام والتعايش المشاركة في النشاط الاحتجاجي الذي سيقام يوم الخميس تحت شعار "نتصدى معا للموجة العنصرية الهوجاء" بمشاركة نشطاء عرب ويهود لنقول معا: "نعم للتعايش لا للعنف والعنصرية".
لا جديد في جبل العرب
أوضاع أهل السويداء والجبل ومعاناتهم تحت وطأة ظروف حياتهم المقلقة الصعبة جراء قتل الأبرياء واختطاف النساء والأطفال الذين لا يعرف مصيرهم حتّى هذه الساعة، وسكوت العالم الحر والتعتيم من قبل وسائل الإعلام على مثل هذه الجريمة النكراء، كلّ ذلك يثير السخط في نفس كلّ كائن بشريّ، ويجعل الإنسانية على شفا الهاوية!!
هذه الأمور تداولتها وبحثتها الطائفة الدرزية ممثلة برئيسها الروحي الشيخ موفق طريف بحضور عدد كبير من المشايخ من الكرمل والجليلين والجولان خلال الزيارة التقليدية السنوية لمقام سيدنا اليعفوري في الجولان والتي اختصرت على الابتهالات والصلوات الدينية بناء على مرسوم أصدرته الرئاسة الروحية بسبب الأوضاع المزرية التي تشهدها السويداء جراء الاعتداءات من قبل الدواعش والمنظمات الإرهابية السفاحة أعداء الإنسانية حيث تم بحث المستجدات الأخيرة في الجبل والإجماع على ضرورة الاستمرار بالاتصالات وعلى كافة المستويات والوسائل بالضغط على الأطراف العاملة في المنطقة من أجل سلامة وتحرير المخطوفين وإعادتهم إلى ديارهم في أقرب وقت.
[email protected]
أضف تعليق